أخبار رئيسية إضافيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

مقبرة أسماك جماعية في نهر “أودر” الأوروبي.. من المسؤول؟

رصدت وكالة أنباء كارثة بيئية حّلت بنهر أودر على طول الحدود البولندية الألمانية، حيث نفقت آلاف الأسماك وبعض الحيوانات في حادث مريب يثير تساؤلات.

ومنذ أواخر يوليو/تموز الماضي، تم العثور على أطنان من الأسماك النافقة في النهر الذي يرسم جزء كبير منه حدودا مع ألمانيا.

وأفاد شهود عيان، بأنه يبدو أن السلطات في بلدة كروسنو أودرزانسكي البولندية (10 كم عن الحدود الألمانية) أزالت حشود الأسماك المتعفنة وربما أحرقتها دون تقديم، لاسيما لسكان المنطقة والصيادين، إجابات عن أسباب ما حدث.

وأضاف أن العثور على أسماك النهر النافقة في بولندا لم يكن بالبساطة التي توقعها في بداية رحلته الاستكشافية.

وقال إنه لا يمكن الآن رؤية ولو سمكة واحدة على الجانب البولندي من النهر، كما أن مياه النهر نفسها جفت وباتت قليلة جدا بحيث ساهمت في تفاقم الخسائر.

ومحاولا العثور على إجابة تكشف ما حدث للنهر، اطلع على صور حفظها أحد سكان المنطقة على هاتفه المحمول تُظهر مجموعات متراكمة من الأسماك الميتة على ضفاف النهر قبل أن يتم إزالتها.

بيد أن قيام السلطات البولندية بإزالة الأسماك النافقة وغياب أي تعليق رسمي حاسم يثير تساؤلات بشأن الكارثة التي حلت بالنهر وشجيراته الخصبة، والتي لوحظت بمجرد الاقتراب من مجرى النهر حيث رائحة العفن المتصاعدة.

صمت رسمي

توجت الصحافة برفقة ماريوس، وهو أحد السكان المحليين، على متن دراجة نارية لاستكشاف الطرق الضيقة والمسارات الخفية حول النهر.

وهناك، تصاعدت الروائح الكريهة واستذكر ماريوس اللحظات التي بدأت تموت فيها الأسماك.

وقال ماريوس، “عندما بدأت الأسماك تموت بكينا جميعًا، الناس كانوا يسبحون هنا الشهر الماضي”.

ويعمل ماريوس في ألمانيا، غير أنه ظل يصطاد في الجانب البولندي طوال حياته.

لكنه اليوم غاضب ومنزعج مما حدث وقال: “على بعد خطوات قليلة، ترقد أمامنا جثة غزال، كان على قيد الحياة عندما زرت المنطقة آخر مرة”.

وتابع بحزن: “إنه أمر بشع، حكومتنا لا تخبرنا جميعًا بما حدث. إنه أمر مريب بعض الشيء”.

وبينما تلتزم السلطات البولندية الصمت، يعتقد العديد من السكان المحليين أن نفوق الأسماك والحيوانات في النهر ومحيطه ناتج عن تسرب من شركة مملوكة للدولة، ربما في بولندا.

ورجح ماريوس أن يكون سبب التلوث المميت في نهر أودر، ثاني أطول نهر في بولندا، هو “قيام شركة صناعية ثقيلة بولندية مملوكة للدولة بتسريب نفايات سامة”.

وحمَّل الحكومة البولندية مسؤولية الخطر الذي لحق بالنهر وبيئته.

تحقيق رسمي

ودحضت السلطات البولندية زعم نظيرتها الألمانية بتسرب “زئبق” إلى نهر أودر وربما يكون مسؤولاً عن نفوق الأسماك في الأسابيع الأخيرة.

وأظهرت اختبارات ألمانية وجود عنصر الزئبق في مياه النهر.

لكن السلطات البولندية أعلنت أن مختبر الأبحاث المركزي البولندي، التابع لهيئة التفتيش الرئيسية لحماية البيئة، أجرى اختبارات منذ 10 أغسطس/آب الجاري لم تؤكد وجود الزئبق.

وأضافت أن نقاط جمع عينات الألمان لم تكن في الجزء الرئيسي من نهر أودر، ولكن في روافده.

واكتفى رئيس وزراء بولندا ماتيوز مورافيكي بالقول إن حكومته ستشدد القوانين ضد إلقاء النفايات غير القانونية في الأنهار.

وفي غياب إعلان رسمي حاسم عن سبب الكارثة البيئية، لا يزال الصيادون البولنديون والألمان ينتظرون إجابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى