أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةدين ودنيا

دولة جبل طارق تُصدر عملةً ورقيةً جديدةً تحمل صورة قائد مسلم.. لماذا احتفت به؟

أصدرت حكومة جبل طارق مؤخراً عملة ورقية جديدة من فئة 5 جنيهات إسترلينية تحمل صورة القائد المسلم طارق بن زياد.
ويُعد السبب الأساسي لوضع صورته على عملة جبل طارق الجديدة كونه رمزاً من رموز الدولة التي سُميّت على اسمه، ورمزاً من رموز التاريخ الذي حمل الإسلام إلى إسبانيا.
ولا يزال جبل طارق المسمّى باسمه شاهداً إلى اليوم على تاريخ الرجل، الذي وُلد سنة 675م / 55هـ وتوفي سنة 720م / 101هـ، حيث عاش حوالي 45 سنة ومات شاباً.
عملة جبل طارق الجديدة من فئة 5 جنيهات
يظهر على يمين وجه الورقة النقدية صورة للقائد طارق بن زياد حاملاً سيفه، وفي الخلفية قوس إسلامي، ونجمة خماسية.
وتحت الصورة اسم طارق بن زياد بالأحرف اللاتينية، وعلى يسار العملة، قلعةٌ إسلامية ذات الطابع المعماري الجميل والتي توجد في المقاطعة البريطانية التي تطالب بها إسبانيا، بالرغم من تنازلها عنها رسمياً خلال القرن الخامس عشر الميلادي.
ويُلقي هذا الإصدار المالي الضوءَ على أحد أبرز رجالات المغرب الإسلامي الأفذاذ عبر التاريخ كله، إذ استطاع ابن زياد مع قلة من رجاله وجنوده فتح الأندلس لنشر الإسلام بعد هزيمة جيوش الدولة القوطية خلال الحكم الإسلامي في المغرب.
أين تقع دولة جبل طارق؟
تقع دولة جبل طارق ذات الحكم الذاتي المتبوعة للتاج الملكي البريطاني ما بين الطرف الجنوبي الغربي لأوروبا، والطرف الشمالي الغربي لإفريقيا، تحديداً في أقصى جنوب شبه جزيرة إيبيريا على البحر المتوسط.
ويقطنُ جبلَ طارق ما يُقارب 30 ألف نسمة، وتتشكَّل الغالبيّة العُظمى من السكان من أصول إيطاليّة وبرتغاليّة وإسبانيّة ومالطيّة.
جبل طارق سُمي على اسم القائد المسلم
كانت أول وطأة لقدمي طارق بن زياد على صخرة جبل طارق في عام 92 للهجرة.
وذلك عندما أرسله موسى بن نصير، والي أفريقيا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، لفتح الأندلس وعينه حينها قائداً لجيش يبلغ عدده 12 ألف مقاتل.
يُنسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لإسبانيا، وإليه أيضاً يُنسب «جبل طارق» وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه الأندلس.
3 روايات حول أصل طارق بن زياد
يُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حدٍّ سواء، وتُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة.
وُلد طارق بولاية وهران غرب الجزائر، وكان طويل القامة وضخم الهامة وأشقر اللون.
لكن ثمة ثلاث روايات حول أصوله: الأولى تنسبه إلى البربر الأفارقة، والثانية إلى الفرس من همدان، والثالثة إلى العرب من حضرموت. ما يدل على هوية الرجل العابرة للأجناس، وهي سمة إيجابية تحسب لصالحه في التاريخ.
وكما مولده ونسبه فإن نهاية الرجل أيضاً محفوفة بالغموض، فمن المعروف أنه عاد إلى دمشق بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الوليد بن عبدالملك، وقيل إن السبب هو خلاف بين طارق وموسى، وقد عُزلا في نهاية الأمر.
بفضله بقي المسلمون يحكمون شبه الجزيرة الأيبيريَّة 8 قرون
ترك طارق بن زياد إرثاً كبيراً بعد وفاته تمثَّل في بقاء شبه الجزيرة الأيبيريَّة قرابة 8 قرون، بينما بقي جبل طارق تحت سيطرة المسلمين مدة 6 قرون قبل أن تستولي عليه إسبانيا عام 1309.
ثم استرجعه المسلمون عام 1333، واستولى عليه الإسبان من جديد عام 1462 حتى 1704، حيث استولت عليه بريطانيا ووقّعت مع الإسبان معاهدة «أوترخت» عام 1713 التي تقضي بإعادته إليهم إذا قررت التخلي عنه.
وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين أُطلق اسم طارق بن زياد على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة وبالأخص في المغرب العربي.
وفي عام 1160، أمر السلطان عبدالمؤمن، مؤسس دولة الموحدين وحاكم شمال إفريقيا والأندلس، ببناء مستوطنة دائمة في المنطقة، وشيّد قلعة وسُميت المنطقة بمدينة الفتح، ولا يزال برج «القلعة الحرة» باقياً حتى اليوم في جبل طارق معلماً من معالم الأندلس العربية، ويمكن مشاهدته من كل أنحاء جبل طارق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى