انقسام داخل صفوف “ماغا”: دعم ترامب لإسرائيل يثير جدلاً بين الجمهوريين الشباب

كشف تقرير لموقع “ديلي بيست” عن تصاعد انقسام داخلي في أوساط التيار المحافظ “لنجعل أميركا عظيمة من جديد” (ماغا) بشأن دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإسرائيل، لا سيما مع بروز مواقف متباينة بين الأجيال المختلفة من الجمهوريين.
وأشار التقرير، الذي أعدته الصحفية سارة إيوال وايس، إلى أن ترامب يسعى جاهداً لتحقيق توازن حساس بين ولائه التقليدي لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وبين محاولته عدم نفور شريحة الجمهوريين الشباب الذين ساهموا في دعمه خلال انتخابات 2024.
ووفقاً للموقع، فإن هذا الانقسام يمثل واحداً من عدة خطوط تصدع داخل قاعدة دعم ترامب منذ عودته إلى المشهد السياسي. كما ساهمت الضربات الأميركية الأخيرة ضد إيران في تعميق ما وصفه التقرير بـ”الحرب الأهلية” داخل حركة “ماغا”.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك مؤخراً أن غالبية الجمهوريين أيّدوا الضربات العسكرية الأميركية ضد منشآت إيرانية، إلا أن الفجوة كانت واضحة بين الأجيال: فقد أيد 87% ممن هم فوق 50 عاماً هذه الضربات، مقابل 68% فقط من الفئة العمرية بين 18 و49 عاماً.
ومن اللافت أن 31% من الجمهوريين الشباب رأوا أن الولايات المتحدة تبالغ في دعمها لإسرائيل، مقارنة بـ7% فقط من كبار السن. وتؤكد هذه الأرقام تحوّلاً ملحوظاً في مواقف الشباب الجمهوري، كما أظهر استطلاع آخر لمركز بيو في مارس/آذار الماضي، حيث عبّر نصف الجمهوريين تحت سن الخمسين عن نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ35% فقط في عام 2022.
الشهادات الفردية تعكس هذا التحوّل أيضاً، إذ قال جوشيا نيومان (20 عاماً)، وهو طالب في جامعة كزافييه، إن أولويته هي أميركا أولاً، وإنه يرى أن الدعم الأميركي الكبير لإسرائيل يتجاهل قضايا داخلية حيوية مثل الجريمة وأزمة الفنتانيل. وأوضح أن صور الحرب والدمار في غزة أثرت على نظرته للصراع وغيرت موقفه السابق.
أما أندرو بيلشر، الطالب في جامعة ميامي بأوهايو، فرأى أن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول “كسرت الارتباط العاطفي العميق” الذي كانت قاعدته السياسية تكنّه تقليدياً لإسرائيل.
ورغم أن الغالبية من الجمهوريين في الكونغرس ساندوا ترامب بعد الضربات ضد إيران، فإن بعض مؤثري حركة “ماغا” أبدوا مخاوفهم من انزلاق أميركا إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهو ما دفع ترامب لاحقاً إلى الدعوة لهدنة “هشة” بين إسرائيل وإيران.