أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

الرفض الشعبي لصفقة “الماء مقابل الكهرباء” يتوسّع في الأردن وسط توقيف ناشطين

يتوسّع الرفض الأردني، الشعبي والمدني والحزبي، لـ”إعلان النوايا” الذي تم توقيعه الإثنين، بين الأردن وإسرائيل، إضافة إلى الإمارات للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه، تحت عنوان “الماء مقابل الكهرباء”.

واعتبرت ردود الفعل الشعبية الأردنية أن الصفقة، التي تم توقيعها بحضور المبعوث الأميركي للمناخ، جون كيري، في معرض إكسبو دبي 2020، تعني أن الأردن “يطبّق واقعياً صفقة القرن، ويسلم الاحتلال شرايين سيادة قراره السياسي”.

وأوقفت الجهات الأمنية الثلاثاء، عددا من الناشطين الذين تداعوا للاحتجاج قرب دوار الداخلية (ميدان جمال عبد الناصر) في العاصمة عمان، وقبل ذلك قرر محافظ العاصمة ياسر العدوان، توقيف 14 ناشطا بسبب التعبير عن رفضهم ودعوتهم لوقفة احتجاجية على الاتفاقية.

بدوره، أدان الناطق الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي ثابت عساف الاعتقال، وطالب بالإفراج الفوري عنهم، معتبرا اعتقالهم جريمة جديدة تضاف لجريمة توقيع الاتفاقية.

واستنكر رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي المحامي عبدالقادر الخطيب منعه من مقابلة الموقوفين على خلفية الفعاليات ‏الاحتجاجية، معتبرا ذلك مخالفا للقانون والتعليمات.

ونظم ناشطون مساء الثلاثاء في محافظة الزرقاء ولواء ذيبان ومناطق أخرى، اعتصامات رمزية احتجاجا على “اتفاق النوايا”، مؤكدين رفضهم لما اعتبروه “محاولات تسويق الاتفاق على أنه عبارة عن تفاهمات أولية مع الكيان المحتل”، مشددين على عدم قبوله تحت أي ظرف من الظروف.

كما نفذ طلاب في الجامعات الأردنية وقفات احتجاجية حاشدة رفضا لإعلان النوايا بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي والإمارات لتبادل المياه مقابل الكهرباء، معبرين رفضهم لهذا الاتفاق الذي يعتبر جسرا جديدا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ورهن حاضر ومستقبل ومقدرات الوطن بالكيان.

وشدد الطلبة على أن الفعاليات ستبقى مستمرة داخل الجامعات وخارجها للتعبير عن رفضهم للتطبيع مع الكيان المحتل.

واستنكر ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، في بيان، اتفاق الماء مقابل الكهرباء الذي وقعه الأردن مع الكيان الصهيوني برعاية دولة الإمارات العربية والولايات المتحدة الأميركية.

وجاء في بيان الثلاثاء، أن الأحزاب القومية واليسارية ترى في هذا الاتفاق استجابة صريحة لما ورد في صفقة القرن والتي تم رفضها رسميا وشعبيا لأنها تتناقض مع مصالحه.

ووصف البيان الاتفاق بأنه خطير، مشيراً إلى أن الأردن “أصبح مرتهنا للكيان الصهيوني من خلال التحكم بالغاز والماء ويمثل ذلك انتهاكا للسيادة الوطنية”.

ودان حزب الشراكة والإنقاذ، في تصريح صحافي، توقيع الأردن على اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع العدو، معتبرا أن هذه الاتفاقية خيبة جديدة تسجلها حكومة بشر الخصاونة من خلال توقيع وزير المياه محمد النجار على هذه الاتفاقية برعاية من دولة الإمارات.

واستهجن الحزب، في بيانه، الصمت الإعلامي الرسمي ومعرفة الاتفاقية من خلال إعلام الكيان الصهيوني والتغييب التام لمجلس الأمة، كما حدث باتفاقية الغاز التي وُقعت سابقا وكذلك الاتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة.

من جهته، قال وزير المياه والري الأردني، محمد النجار، في تصريحات صحافية الثلاثاء، إن “إعلان النوايا” هو “مجرد اتفاق بين الأطراف للبدء بدراسة جدوى المشروع، مشيراً إلى أن فكرة المشروع تتمثل في قيام شركة إماراتية بتوليد طاقة متجددة في جنوب الأردن كونه يتمتع بسطوع كاف من أشعة الشمس بحيث يتم توليد الطاقة الكهربائية النظيفة وبيعها، وبالمقابل نحصل على مياه صالحة للشرب من خلال تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط ونقلها إلى الأردن”.

وأضاف: “لن نوقع أي اتفاقية بأي شكل من الأشكال إلا بعد أن نعلنها لمجلس النواب والأعيان وللمواطنين وللصحافة والإعلام كافة”. وحول الإعلان المفاجئ لتوقيع إعلان النوايا، أكد النجار أنه جرى تفاوضٌ قبل 24 ساعة من التوقيع.

وتابع أن إعلان النوايا لا علاقة له بأي شكل من الأشكال باتفاقية السلام الموقعة مع الجانب الإسرائيلي أو تعديل على بنودها، مشيراً إلى أن الفكرة جاءت بطلب من شركة إماراتية، وهي التي ستقوم بهذا المشروع كاملاً وبصورة منفصلة عن أي اتفاقات سابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى