أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

أم الفحم: حضور حاشد في حفل افتتاح متحف الرسام العالمي المرحوم عاصم أبو شقرة

طه اغبارية

وسط مشاركة حاشدة من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، احتفل مساء أمس السبت، في مدينة أم الفحم بافتتاح متحف الرسام العالمي المرحوم عاصم صلاح أبو شقرة، حيث خصصت عائلته قسما من منزل العائلة لتخليد ذكراه وعرض أعماله وأغراضه الشخصية.
وقام على حفل الافتتاح، أسرة صالون الرسام العالمي المرحوم عاصم صلاح أبو شقرة، وبلدية أم الفحم وصحيفتي “المدينة” و”المسار”.
واستقبلت عائلة الفنان الراحل الوفود المشاركة في الحفل، وكان من بين المستقبلين، الشيخ رائد صلاح، شقيق المرحوم عاصم، وأتيح له ذلك بسبب النافذة الزمنية المتاحة له للخروج من أقامته الجبرية المفروضة عليه من قبل السلطات الإسرائيلية على خلفية محاكمته في ملف “الثوابت”.
وشارك في مراسم افتتاح المتحف، العديد من الشخصيات الاعتبارية الاجتماعية والسياسية والفنية في الداخل الفلسطيني، وكان من بينهم: رئيس لجنة المتابعة العليا، السيد محمد بركة، رئيس بلدية أم الفحم، الدكتور سمير صبحي، النائب يوسف جبارين، رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل، الدكتور سليمان أحمد، الشيخ نائل فواز والشيخ مشهور فواز.
وجال الحضور في قاعة المتحف، التي ضمت العديد من لوحات الرسام الراحل وأغراضه الشخصية ومقالات نشرت عنه في الصحافة المحلية والعالمية وتناولت أعماله الفنية لا سيّما نبتة “الصبّار” التي تميزت فيها لوحاته.
واشتمل القسم التالي من الافتتاح على فقرة كلمات ترحيبية، تولى عرافتها الإعلامي فادي مصطفى الذي رحّب بالحضور، عربا ويهودا من زملاء الرسام العالمي المرحوم عاصم أبو شقرة، ثم استهل الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للمقرئ الشيخ محمد مصطفى محاميد.
ثم ألقى الأستاذ وحيد أبو شقرة، كلمة العائلة، رحّب بالحضور شاكرا لهم حضورهم ووفاءهم للفنان الراحل، وقال “عرف عاصم ان الحياة رسالة فكان لها خير مجيب، عيناه حملت ضياء الفن تسلق القمم وعاش عاصم كريم النفس ودخل القلوب، تعانقت رسوماته مع أغاني البلابل وصنع من الصبار لونا كوهج السنابل”.
وأضاف: “كان عاصم مكافحا مناضلا أبيا، بعثت النور في العتم وجمع بين الجرأة والعزم، تربع على عرش القمم الشماء، رحل عنا ومعه شعلة النصر، نحتفل اليوم بصحبتكم لنفتتح متحف الصبار تقديرا لعطائك يا عاصم وسيبقى هذا المتحف مشعا مضيئا”.
الناقد والباحث في الفن التشكيلي، البروفيسور أسد عزي من شفاعمرو، وقد واكب فن المرحوم أبو شقرة، قال في مداخلة له “90% من أبناء شعبنا ربما لا يعرفون ما الذي يفعله الفنانون أمثال عاصم وغيره، فطوبى لمن سعوا لإقامة هذا الصرح ليبقى إرث عاصم حامل الهوية الثقافية الفلسطينية واضحة المعالم، طوبى لك أخي عاصم فقد نلت ما انت أهل له، سوف تأتي أطفال من كل انحاء الواد، من الجليل والكرمل من النقب والقدس وأبعد، سيسمعون عن سيرتك وعن عذاباتك بالمرض وسيرون رغم الألم والصرع لوحات خالدة، حملت رسالة تشكيلة فلسطينية بنفسجية مخملية، فيها عبق التين والزيتون والطابون”.
وتابع: “لقد استرديت موروثة الصبار المسروقة ومنحتها الحرية وهيبتها الاصيلة، كنت محاربا جسورا أمليت شروطك داخل حصون وأروقة المؤسسات فغيروا أسماء معارض شاركت بها وأدخلوا اللغة العربية بالدعوات والكتالوجات، كنت جبلا من الوعي وأدركت أن النزعة الذاتية السائدة اليوم خطر يهدد النسيج المجتمعي ويجعل من أفراده كل لذاته، اليوم وبفضل الفنان الموهوب جدا كريم أبو شقرة والعائلة الكريمة والأصدقاء، ولدت من جديد أخي عاصم، ومع مولدك المبارك أنت، اختفى خوفنا جميعا من الموت والنسيان”.
ثم كانت فقرة تكريم لكل من الحاجة رقية محمد، والدة المرحوم عاصم، والمهندس ميمون أبو عطا، وقام بتكريمهما الفنان كريم أبو شقرة والفنان وافي فخري.
رئيس بلدية أم الفحم، الدكتور سمير صبحي، حيا في كلمته الحضور، وتطرق إلى مسيرة المرحوم الفنان عاصم قائلا: “عاش 29 عاما وترك بصمات خالدة وهذا يدل على عمله وفنه وأن عطاء الإنسان لا يقاس بطول عمره”.
وثمّن الدكتور سمير وفاء العائلة وأسرة المتحف التي أشرفت على إقامة المتحف، ودعا رئيس بلدية أم الفحم إلى الاستفادة من الرمزية في “نبتة الصبار” التي ميّزت لوحات عاصم، عبر التحلي بالصبر في مسيرتنا الحياتية والحفاظ على النسيج المجتمعي من مخاطر الانزلاق إلى العنف.
وألقى محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، كلمة جاء فيها “أحيي جهود القائمين على المتحف من أجل تخليد ذكرى المرحوم عاصم، الذي لم يتجاوز الـ 29 عاما، هناك من يعيشون أضعاف اضعاف ما عاشه عاصم ولكنهم لا يتركون أثرا، وقد ترك عاصم ارثا كبيرا في الداخل الفلسطيني وحتى لدى الفنانين اليهود، نحتفل اليوم بأجمل ما يمكن من أشكال الاحتفال، لأن له نكهة خاصة حيث يفرد حيزا للثقافة والابداع، كل الشكر للعائلة التي خصّصت قسما من منزلها من أجل تخليد ذكرى نجلها المرحوم، ولو أن كل عائلة منّا خصصت من حيزها الخاص لخدمة الفن والثقافة والإبداع لكنّا بألف خير”.
وأضاف: “نموذج الأصدقاء والفنانين بتخليد ذكرى عاصم هو أيضا يحتذى”، ودعا بركة إلى بناء المجتمع ببدائل حضارية مثل المتحف في مواجهة العنف وكل ما يواجه شعبنا من مخططات إسرائيلية، وشدّد على “وحدة شعبنا بكافة مركباته وأهمية أن تدار هذه الوحدة باقتدار وذكاء”.
ثم كانت كلمة مديرة “المتحف الفلسطيني” الدكتور عادلة العايدي هنية، وقالت فيها “شكرا لدعوتي لهذه المناسبة التي طالما حلمنا بها، مبارك عليكم ومبارك علينا، باسمي شخصيا وباسم المتحف الفلسطيني في قرية بير زيت”.
وتحدثت عن مشروع المتحف الفلسطيني لنشر وتعريف العالم بالفنان الراحل عاصم أبو شقرة وكذلك الفنان الراحل وليد أبو شقرة، كما لفتت إلى ما يقوم به المتحف عبر العالم من معارض في العديد من الدول للترويج للفن التشكيلي الفلسطيني وتثبيت الرواية الفلسطينية عبر الفن والثقافة.
وأبدت استعدادها للتعاون من خلال المتحف الفلسطيني مع متحف المرحوم عاصم وكافة المحافل الفنية في الداخل الفلسطيني.
ثم كانت مداخلة للباحث الناقد جورج ميشيل الأعمى، وأكد خلالها على “يشرفني أن أقف أمامكم جميعا، تعرفت على عاصم من خلال عائلته والفنان كريم أبو شقرة وطبعا من خلال لوحاته، التي لم تكن مشاهدة كما هي اليوم بعد وفاته، توليت مساعدة المتحف الفلسطيني على أرشفة ميراث عاصم، اليوم اشعر أن عاصم لم يمت بل هو بيننا وهو سعيد بافتتاح متحفه في بلده ومنزله، اتشرف بانضمامي إلى اسرة صالون المتحف”.
تلا ذلك كلمة المهندس ميمون أبو عطا، المشرف على تنفيذ مشروع “متحف عاصم”، وقال فيها “هذه لحظة مؤثرة بشكل كبير، أحييكم جميعا، وأحيي عائلة الفنان عاصم كما أحيي أمي وأبي على دعمهم لي، واشكر زوجتي وعائلتي على تحملهم لغيابي خلال الفترة التي قمنا بها على تنفيذ مشروع المتحف، كذلك اشكر كل الفنيين والعاملين من أجل ان ننجز هذا المشروع بفترة زمنية قصيرة، أتوجه بالشكر الخاص للشيخ نضال أبو شيخة الذي تحدث معي عن المشروع أول مرة وعرض علي تنفيذه رغم صعوبة المنطقة والمكان، تعرفت على عاصم من خلال فنه، ولوحاته تتحدث عن نفسها بنفسها، قمنا بجمع رسائله الخاصة في المتحف وأدعو الجميع أن يقرأها ويطلع عليها، فقدانه كان خسارة كبيرة لمجتمعنا”.
ثم كانت كلمة للأستاذ بسام عرابي، صديق ورفيق درب الفنان الراحل وقال “أحيي بداية والدة عاصم، صديقي وابن صفي، تعلمنا في صف البستان حتى الصف الثامن وجلسنا على مقعد واحد، وكان متميزا في فنه ورسمه من الصغر”.
ودعا عرابي الى ضرورة العمل على تحفيز المواهب الفنية والثقافية وفي مختلف المجالات.
وتطرق إلى مسيرته مع عاصم في مختلف المراحل حتى وفاته، وأبدى أسفه أنه “جرى تكريم عاصم والتعرف على فنه بعد وفاته حيث كان مجتمعنا ينظر بمعظمه إلى الفن والرسم كخربشات”.
وتحدث عن خطة قام بإعدادها من أجل تشجيع الفن بكافة المجالات بهف مواجهة العنف والأزمات المجتمعية.
مايا كوهين هليفي، مدرسة عاصم في كلية “كليشير” للفنون، قدّمت مداخلة عن طالبها وقال فيها “أشكركم على دعوتي على هذه المناسبة، تعرفت على عاصم في السنة الأولى لتعليمه في كلية كليشير، كان واضحا أن عاصم قدم من مجتمع مختلف عن باقي زملائه في الصف، كان طالبا خجولا جدا، وفقط بدأ في السنة الثانية بالتأقلم في الكلية، عندما أنهى تعليمه رافقني سنة كاملة متدربا على الرسم، أنا سعيدة جدا انني تعرفت عليه وأنا افتقده بشكل كبير”.
وألقت الأكاديمية برتال اليا- وهي تدرّس مساقا خاصة عن فن عاصم في جامعة “بار إيلان”- وتحدثت عن علاقتها بفن عاصم ولوحاته ورمزيتها الفلسطينية وتأثير هذا الفنان على الفن التشكيلي الإنساني وكذلك على الطلاب العرب الذي درسوا مساقها في الجامعة.
وكانت كلمة أخرى للمحاضرة، تالي تمير، والتي تعرفت على عاصم كطالبها في كلية “كليشير”، وتوجهت بالشكر لعائلة أبو شقرة، وتحدثت عن تدريسها لمادة “تاريخ الفن” لعاصم وتطرقت إلى مسيرته واجتهاده وحبه للفن التشكيلي.
وكذلك القت إحدى طالبات صف عاصم في الكلية، كلمة عن عاصم وكيف تعرفت عليه والتقت به أول مرة في المدرسة وكيف كان خجولا ومتواضعا وأنه ارتبط بدينه وقضية شعبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى