أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

إسقاط طائرة أميركية.. رسائل من طهران تعيد التوتر للمنطقة

بعد ساعات من توجه مبعوث الرئاسة الفرنسية إيمانويل بون إلى طهران لبحث خفض التوتر مع واشنطن؛ استيقظ الشعب الإيراني صباح الخميس على نبأ إسقاط طائرة استطلاع أميركية، وعادت تصريحات التحدي والتهديد من جديد.
وبينما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن دفاعاته الجوية أسقطت الطائرة الأميركية فوق سواحل محافظة هرمزكان (جنوبي البلاد)، قال قائد القوات الجوية الأميركية في المنطقة الجنرال جوزف غواستيلا إن الطائرة المسيرة كانت على بعد 34 كيلومترا من أقرب نقطة في إيران.
وتعليقا على الحدث، اعتبر قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي إسقاط الطائرة إجراء شجاعا، وأكد أن الحدود الإيرانية خطوط حمراء، وأن كل من يتعرض لها لن يعود وستتم إبادته. والموقف ذاته أكده أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بالقول إن “أجواء إيران خط أحمر وسندافع عنها بكل قوة”.
وفي تعليق يبدو أنه جاء ردا على بيان البنتاغون الأربعاء بشأن عدم الرغبة في الحرب مع إيران رغم الاستعداد للدفاع عن المصالح الأميركية، قال سلامي “إننا لا ننوي خوض الحرب مع أي دولة، لكننا مستعدون لها، وحادث اليوم هو خير دليل على ذلك”.
ويرى محللون إيرانيون أن التصعيد يلقي بظلاله على منطقة الخليج منذ الثلاثاء الماضي، حين أعلنت طهران أنها فككت شبكة جواسيس جديدة “تعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)”.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “إيران ارتكبت خطأ كبيرا جدا” لأن الطائرة كانت غير مسلحة وفوق المياه الدولية. وعندما سئل عن كيفية الرد، قال “ستعرفون. بالطبع -كما تعلمون- لن نتحدث كثيرا عن الأمر”.
وبينما يرى مراقبون أن موقف ترامب ينذر بضربة عسكرية لمواقع الحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح إلى رئاسة البيت الأبيض جو بايدن أن “آخر شيء نحن في حاجة إليه هو حرب جديدة في الشرق الأوسط”.
أميركا “تكذب”
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عزم بلاده على إحالة مسألة الطائرة المسيرة إلى الأمم المتحدة، متهما في تغريدة له واشنطن بفرض “إرهابها الاقتصادي على إيران”، كما أكد أن سقوط الطائرة تم في مياه إيران الإقليمية، وأنها باتت بحوزة بلاده.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي تقديم بلاده بشكوى للأمم المتحدة بشأن انتهاك واشنطن مجال إيران الجوي، محذرا من أي دخول غير شرعي من قبل أي جسم طائر أجنبي لأجواء إيران، محملا المعتدين مسؤولية التداعيات.
من ناحيته، وصف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة “اختراق” الطائرة الأميركية للأجواء الإيرانية بأنه “انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والسيادة الوطنية الإيرانية”.
معتبرا أن هذه الخطوة بمثابة استكمال لخطوات واشنطن السابقة من إيفاد سفن حربية إلى المنطقة.
وأضاف أن ما حدث يظهر أن إيران لا تجامل أحدا في الدفاع عن أراضيها، وأن لديها القدرة التقنية والتجهيزات اللازمة لذلك.
وفي السياق، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور أن إسقاط الطائرة يمثل تحذيرا للإدارة الأميركية مفاده أن أي اعتداء سيجابه برد يجعلهم يندمون عليه، وقال إن “على دول الجوار أن تعلم أنها ليست بمنأى عن العمليات التجسسية الأميركية”، متهما واشنطن بزعزعة الأمن وإحلال الفوضى في المنطقة.
تفاعل وتغريدات
وكعادتهم، تفاعل الإيرانيون على منصات التواصل الاجتماعي حول الحدث؛ ففي تغريدة له قال الصحفي حميد رضا كاظمي إن إيران ليست أفغانستان ولا العراق، لكي يحقق أعداؤها أهدافهم عبر قصفها عدة مرات وفرض منطقة حظر طيران. معتبرا أن فترة حرب ناقلات النفط ولت وحانت فترة حرب التكنولوجيا.
من جانبه، غرد ناشط يدعى ميثم بأن “الطائرات اليمنية المسيرة تخترق منظومة الباتريوت الأميركية وتقصف محطة جيزان السعودية للكهرباء، وفي اليوم التالي تسقط إيران أحدث طائرة أميركية مسيرة فور انتهاكها المجال الجوي الإيراني”.
أما الناشط السياسي رسول شكري نيا فقال “يكفي يا سيد ترامب! لقد فشلت مؤامرة تفجير السفن الإماراتية واليابانية، وحاملة طائراتك لا تجرؤ على دخول مياهنا الإقليمية، ولقد تم إسقاط طائرتك التجسسية”.
وبينما استذكر البعض استهداف الطراد “فينسينز” التابع للقوات الأميركية قبل ثلاثين عاما طائرة ركاب إيرانية فوق مياه الخليج ولقي ركابها مصرعهم، اعتبر آخرون أن إسقاط الطائرة يأتي انتقاما لضحايا تلك الحادثة، في حين قال أحد المغردين إن “إيران الإسلامية جاهزة للرد فورا وبشكل حازم على أي اعتداء، رغم أنها لا تريد الحرب”.
المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى