في أول إطلالة له: الأسير المحرر ظافر جبارين يدعو لنصرة الأسرى ووقف العنف المجتمعي
ساهر غزاوي
في أول إطلالة له بعد غياب دام 17 عاما أمضاها في السجون الإسرائيلية، دعا الأسير المحرر ظافر فتحي جبارين من مدينة أم الفحم، أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه إلى التوحد من أجل نصرة الأسرى ودعم قضيتهم العادلة.
وأمضى الأسير المحرر ظافر جبارين (42 عاما) في السجون الإسرائيلية بتهمة الانتماء إلى تنظيم فلسطيني، والمشاركة في عمليات مناهضة للمؤسسة الإسرائيلية. وقال في تصريحات صحفية هي الأولى بعد تحرره: “صحيح أنني أمضيت 17 عاما من عمري في الاعتقال، لكن هذه الفترة أحتسبها في سبيل قضية عادلة وأعتقد أنه يجب على كل فلسطيني أن يكون جزءاً من هذه القضية ومنخرطا في رفع صوت الأسرى ونصرتهم”.
وأضاف: “دخلنا السجن ودفعنا من أعمارنا وحياتنا من أجل قضية عادلة، وهذا يستحق منا أن نقول كلمة عادلة ولن نخاف شيئا لأجل ذلك، مهما كان الثمن”.
وتابع جبارين: “اليوم خرجت من السجن وأحمل معي غصّة في القلب على اخواني الأسرى، تركت هناك اخوة أعزاء عشت معهم 17 عاما يوما بيوم، وفي وقت يخوض فيه الأسرى معركة من اجل حقوقهم، وفي وقت يعانون من تضييقيات عديدة من قبل إدارة السجون، لا سيّما أخواتنا الأسيرات الماجدات اللواتي سيخضن بعد أيام معركة الإضراب عن الطعام”.
ودعا جبارين الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وفصائله أن يتوحد ويتفاعل مع معركة الأسرى وقضيتهم ويدعم صمودهم لأنهم “بحاجة لدعم كبير من شعبنا لأنها قضية عادلة وقضية سياسية بامتياز”، كما قال.
ولفت إلى أن “البعض ربما لا يعرف ما معنى معاناة الأسرى ولا يعرف ما معنى الإضراب عن الطعام، وخصوصا أننا نتحدث عن أخوات أسيرات ماجدات”.
وتطرق ظافر جبارين في سياق حديثه إلى قضية غزة المحاصرة التي كانت وما تزال تُشغل الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، ودعا إلى فك الحصار عن أهل غزة وقال: “غزة تموت جوعا وتختنق من الحصار”.
وعن “صفقة القرن” التي أصبحت حديث الساعة لدى الأسرى أيضا قال: “عار على زعماء العرب ما يفعلونه بحق فلسطين، و”صفقة القرن” ستكون وصمة عار في جبين الأمة العربية والإسلامية إذا تمت، ويجب على القيادة الفلسطينية أن تتوحد من أجل محاربة هذه الصفقة التي هي بمثابة المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية”.
وعن غيابه عن مدينته أم الفحم قال الأسير المحرر ظافر جبارين: “غبت عن أم الفحم فترة طويلة، جرى فيها تغيير كبير من حيث الشكل والبنيان، لكن كرم أهلها لم يتغير وأصالة أم الفحم باقية وما زالت نبراسا ومرفوعة الرأس، وهي تحظى باحترام كبير لدى كافة أسرى شعبنا الأسرى في الضفة وغزة، والكل ينظر إليها بإكبار وإعجاب”.
وفي هذا السياق، دعا الأسير المحرر ظافر جبارين، إلى وجوب التصدي لمظاهر العنف بكافة أشكاله وصوره، وقال: “عندما كنا نسمع داخل السجن عن أحداث العنف والقتل التي تحدث في أم الفحم، كنا نتألم كثيرا، فرجاء خاص يا أهلي واخوتي كفى لمظاهر العنف وسفك الدماء التي تهرق سدى، نحن خُلقنا من أجل هدف غير هدف القتل والجريمة، وأتمنى على كل انسان فحماوي أن يعيد حساباته ويفكر جيدا حتى تزدهر هذه البلد، فهي تستحق كل الحب والعطاء”.
تصوير: محمد أبو شحادة






























