خبير إسرائيلي: حماس وإسرائيل تستعدان لتطبيق التفاهمات
أكد خبير إسرائيلي، أن كل من حركة “حماس” و”إسرائيل”، يستعدان لتطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها برعاية مصرية، في “محاولة جدية” للتوصل لهدوء طويل المدى.
وأوضح الخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، في مقال له بصحيفة “هآرتس” العبرية، أن “اللقاء الذي أجراه رئيس حماس في غزة يحيى السنوار مع الفصائل الفلسطينية قبل بضعة أيام من الانتخابات الإسرائيلية، يكشف تفاصيل كثيرة عن طبيعة التفاهمات التي بدأت في الظهور بوساطة المخابرات المصرية”.
ونوه إلى أن “التمعن في الصيغة الكاملة لحديث السنوار، يكشف أنه يمهد الأرضية في غزة لوقف نار طويل المدى مع إسرائيل، مقابل تحسين واضح للوضع الاقتصادي”، موضحا أن “السنوار حرص على التأكيد بأن حماس لم تنحرف عن مبادئها في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل”.
وأضاف: “الاتصالات وفق السنوار، لم تجر في أي يوم بصورة مباشرة، ولم تتضمن الاعتراف بإسرائيل، والاتفاق لا يرتبط بخطة سلام دونالد ترامب؛ أي ليس سياسي، وليس له علاقة بموضوع الأسرى الإسرائيليين، وهو غير بديل عن جهود المصالحة الفلسطينية، كما أن حماس لم تتنازل عن سلاح المقاومة، والأصبع ما زال على الزناد، أي أن حماس مستعدة لاحتمال وقوع هجوم عسكري”.
ولفت هرئيل، إلى أن “السنوار قام بتفصيل التسهيلات التي سيحصل عليها القطاع مقابل الهدوء طويل المدى”، موضحا أن هذه التسهيلات أو التفاهمات “تخضع لتعهد حماس بعدم القيام بأي أعمال عنيفة ضد إسرائيل من القطاع”.
وأكد أن حديث السنوار والاتصالات التي جرت لوقف إضراب الأسرى والوضع على السياج الأمني، “كل ذلك يدل على محاولة جدية من الطرفين من أجل التوصل لهدوء طويل المدى”، منوها إلى أنه رغم استشهاد شاب فلسطيني وإصابة العديد خلال فعاليات جمعة مسيرات العودة الماضية، “إلا أن العنف كان متدنيا مقارنة مع الجمع السابقة، مع خفض البالونات والإرباك الليلي”.
وبين أن “هذه الأمور مرتبطة جزئيا على الأقل بنتائج الانتخابات الإسرائيلية، في حين تدرك حماس أن الظروف السياسية تغيرت، فقبل الانتخابات؛ أراد بنيامين نتنياهو أن يجتازها بضمان عدم اندلاع مواجهة عسكرية، وفي الوقت الحالي وبعد فوزه هو أقل تعرضا للضغط، ومعظم الجمهور الاسرائيلي يؤيد سياسته تجاه غزة”.
وذكر الخبير، أن “هذا الوضع إلى جانب الأزمة الاقتصادية الصعبة في القطاع، تدفع حماس للتوصل إلى تسوية، وحتى الآن وكالعادة الأمور يمكنها أن تتشوش بسبب حادثة محلية أو نقاش موضوعي حول مضمون التفاهمات”.
وبشأن “مشكلة” أفيغدور ليبرمان، أشار إلى أن “الوضع في القطاع ينعكس بصورة غير مباشرة على تشكيل الحكومة القادمة، والشخص الذي لديه المفتاح هو ليبرمان”، لافتا إلى أن “المقاعد الخمسة التي يمتلكها حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة ليبرمان، والافتراض بأنه هو الشريك الوحيد الذي لا يوجد في جيب نتنياهو، تزيد قدرته على المساومة”.
ونبه إلى أن “هذا الأمر يمهد الطريق لعودة ليبرمان لوزارة الأمن، ولكن هنا توجد مشكلة لليبرمان؛ فهو أولا؛ لم يكن مستمتعا بشكل خاص في فترته السابقة بوزارة الأمن، ورافق عمله صعوبات نسبية وتوترات كثيرة مع هيئة الأركان، ولم تترجم لشعبية جماهيرية ما”.
وثانيا؛ “المواجهة بينه وبين نتنياهو، حدثت بسبب انتقاد علني لوزير الأمن المستقيل للسياسة المتساهلة التي اتبعتها الحكومة مع غزة”، بحسب هرئيل الذي أوضح أن “ليبرمان أسس جزءا من حملته لتطويق الحكومة من اليمين، والقول بأن الحل الوحيد لمشكلة القطاع هو هزيمة حماس”.
وتابع: “وحتى قبل ذلك، وطوال فترة ولايته، وجهت لليبرمان انتقادات لأنه لم يلتزم بتهديده بتصفية رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية”.