أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

جدعون ليفي: لولا غزة لنُسي الاحتلال… التحية لروحها وإرادتها

طه اغبارية
قال الصحفي الإسرائيلي، جدعون ليفي، إن غزة أبقت على الاحتلال في الذاكرة، ولولاها لنسي منذ زمن وكانت إسرائيل قد نسفت القضية الفلسطينية ومسحتها من جدول أعمالها اليومي، ومضت في جرائمها وضمها، وحياتها الاعتيادية!!، وكأنه لا يوجد 4 مليون إنسان تحت سيطرتها، وقال إنه لولا غزة لكان العالم أيضا نسي وجود احتلال، ومعظمه قد فعل ذلك فعلا!!.
وتابع ليفي في مقال له بصحيفة “هآرتس”: “لذلك علينا أن نحيي غزة لا سيما روحها، لأنها الوحيدة التي تبث الحياة في الصراع المرير للشعب الفلسطيني نحو حريته”.
“صمود غزة وصراعها ضد الاحتلال، يجب أن يؤثر داخل إسرائيل أيضا، وعلى الحفنة الباقية من أصحاب الضمائر في إسرائيل أن تشكر روح غزة كذلك، التي لم تسقط ولم تركع، روح الضفة سقطت بعد فشل الانتفاضة الثانية، ومثلها سقطت روح معسكر السلام في إسرائيل الذي تشظى وتلاشى من زمن بعيد، وفقط روح غزة هي التي بقيت صامدة تقاوم، لذلك على من يريد العيش للأبد في دولة الشر، عليه أن يقدر عاليا جمرات النار التي يحاول شباب غزة اشعالها، لولا الطائرات الورقية وصواريخ القسام والحرائق في المستوطنات، لم يكن هناك وجود للفلسطينيين في ذاكرة الإسرائيليين، كان سيكون هناك فقط مونديال وأورفزيون..، لولا رائحة الحرائق هناك في الجنوب، لرأينا علما أبيض كبيرا لا يرفرف فوق غزة فقط ولكن فوق كل الشعب الفلسطيني، ودعاة السلام حتى الاسرائيليون لا يتمنون هذا الركوع والاستسلام!!”. يقول ليفي.
وكتب أيضا: “من الصعوبة والوقاحة بمكان الكتابة من قلب تل أبيب الهادئة الوادعة، بعد ليلة مرعبة وجنونية في الجنوب (سكان الغلاف)، ولكن كل أيام وليالي غزة أكثر صعوبة ورعبا بفعل السياسات غير الإنسانية لإسرائيل، وبدعم من غالبية مواطنيها ومن ضمنهم سكان غلاف غزة!!. لا يستحقون تحمل كل العبء، ولكن كل صراع يجبي ثمنا من ضحايا ليس لهم ذنب. ولكن يجب التذكر أيضا أنه لا يقتل إلا فلسطينيون، يوم أمس وقبله وقبله قتل فلسطينيون، من الأطفال وغيرهم، غزة هي التي تقدم الدماء، لكن هذا لا يوقفها، هذه هي روحها التي لا مفر من تقديرها وتحيتها”.
“روح غزة لا يمكن لأي حصار أن يكسرها. أشرار “اورشليم” يغلقون معبر “كرم سالم” وغزة تقصف، أشرار “الكرياه” (مبنى الحكومة) يمنعون الشبان من العلاج في الضفة لانقاذ أرجلهم من البتر، ويمنعون العلاج عن مرضى السرطان من الأطفال والنساء، فقط 54% من طلبات العلاج خارج غزة تم المصادقة عليها من قبل اسرائيل العام الماضي، هذا هو الشر، علينا أن نقرأ الرسالة التي وقع عليها الشهر الفائت 31 من كبار الأطباء المتخصصين في الأورام السرطانية، ودعوا فيها إلى وقف التنكيل بمرضى السرطان من غزة. القذائف الصاروخية التي أطلقت مؤخرا من غزة، هي رد منضبط أيضا على هذا الشر الإسرائيلي، إنها تذكير لما يحدث في غزة، لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم مواصلة التنكيل بمليوني على مدار 10 سنوات، وكأن شيئا لم يحدثّ!”.
“لا يوجد مفر لغزة ولا لحماس أيضا، وكل محاولة لتحميل المسؤولية لهذا التنظيم هي هروب من المتهم الحقيقي، لم تكن حماس هي التي أغلقت وحاصرت غزة، ولم يغلق مواطنو غزة القطاع، بل إسرائيل ومصر من فعلوا ذلك، وكل محاولات حماس للوصول إلى نتائج في موضوع الحصار، تواجه برفض إسرائيلي فوري، وحتى باقي العالم غير معني بالحديث معهم أو الإنصات إليهم”.
وختم جدعون ليفي مقاله بالقول: “بقيت الطائرات الورقية أمام غزة، ربما تقود إسرائيل إلى قصفهم، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا، هل عليهم أن يرفعوا الراية البيضاء واعلان الاستسلام، كما فعلت الضفة!!، لم يبق أمام غزة إلا المقاومة، وتقديرها وتحيتها على ذلك، حتى لو كنت إسرائيليا ويمكن أن تكون أحد ضحاياها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى