أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

النـــــكبة … مقدمات تاريخية

صالح لطفي: باحث ومحلل سياسي..

 تحتاج الأجيال الفلسطينية المعاصرة الى اطلاع وفهم عميقين للمحايثات- حضور الشيء في ذاته- التي رافقت نكبة الشعب الفلسطيني خاصة في السياق التاريخي والخطوات التي اتخذت دوليا لتحقيق هذه اللحظة: لحظة ذبح وقتل وتطهير الشعب الفلسطيني، وطرده من أرضه، ومن هم الشركاء في هذه المذبحة وعملية التطهير والشتات، وما نسبة كل فريق من هؤلاء الشركاء، وما هي الادوار الحقيقية لهؤلاء الشركاء، وما هي الأسباب الداخلية الخاصة بالفلسطينيين، وتلكم الخارجة عن إرادتهم، التي كانت من أسباب تحقق النكبة ومن ثم استمرارها الى هذه اللحظات، فنكبة الشعب الفلسطيني لم تتوقف، فالقتل ما زال جاريا يشارك فيه العدو والقريب، والشتات الفلسطيني ما زال قائما، وتحول الشتات إلى شتات الشتات في أكثر من دولة عربية، ومن أجل تبيان هذه الحقائق، كثّف العشرات من الباحثين العرب والفلسطينيين والاجانب دراساتهم التاريخية في تاريخ القضية الفلسطينية عموما، وفي أحداث النكبة وما سبقها تحديدا، وكان الارشيف البريطاني، بما سمح من نشره، أو الاطلاع عليه مصدرا ثريا  لتعرية الاسباب التي دفعت العالم آنذاك ليصمت عن ذبح وقتل وتشريد الشعب الفلسطيني وتطهيره عرقيا .

الحركة الصهيونية خططت للإبادة والتطهير العرقي مسبقا

تكشف الدراسات الأرشيفية، بما في ذلك ما صدر في السنوات الاخيرة عن مصادر صهيونية عن النية المبيّتة للحركة الصهيونية، منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين، العمل على إبادة الشعب الفلسطيني، يحركهم في ذلك الايديولوجيا اليهودية، على الرغم من أن هذه الحركة في ظاهرها حركة علمانية، بل ان قياداتها لطالما أبدت إلحادها، ويتضح من ذلك الأرشيف أن دولا، كبريطانيا، والولايات المتحدة الامريكية، كانت على علم بتلكم النوايا، بل وفي أحيان كثيرة شجعت على هذا المسلك الامبريالي التطهيري العنصري الغارق في الكراهية للآخر- في هذه الحالة: مشرقي ومسلم وعربي وفلسطيني-، وتواطأ معها الحكام العرب إلا قليل.

ويتضح وفقا لعديد الدراسات، والابحاث الارشيفية، والكتب، والرسائل العلمية المتخصصة، أن الحركة الصهيونية بيتت النية منذ مطلع القرن العشرين، في ارتكاب مجازر والقيام بعمليات تطهير عرقي بالفلسطينيين، تحت سمع وبصر العالم “المتحضر”، لغاية تثبيت وجودها على أرضهم وسلبهم إياها، وشددت على ضرورة أن يقف الى جانبها آنذاك الكبار الاربعة: بريطانيا، فرنسا، المانيا، والولايات المتحدة الامريكية.

في هذا السياق، يقول هيربرت موريسون-زعيم المعارضة في مجلس العموم البريطاني، في عام 1938، ووزير داخليتها فيما بعد، وأحد أنصار الحركة الصهيونية، وداعية توطين الصهاينة وتسليحهم على أرض فلسطين رغم اعترافاته بوجود فلسطينيين ويملكون حضارة على ارضهم-: “أثبتوا -أي الصهاينة-كونهم مستعمرين من الطراز الاول وبأنهم يملكون المواصفات الحقيقية والجيدة والقديمة لبناء الامبراطورية، وبأنهم رواد استعماريون من الطراز الاول (المصدر: فلسطين قبل الضياع \د. واصف العبوشي، ص238).

في العديد من المواقف أكد بن غورين، على دوره الشخصي في تحديد وتحقيق معالم الدولة التي من أجلها أوعز إلى تنفيذ سياسات الابادة بحق الفلسطينيين وإرغامهم على ترك قراهم، وكان روني غاباي، نائب رئيس معهد “شيلواح”، والذي تحول عام 1983 الى مركز موشيه ديان، قد كشف في رسالته الجامعية “رسالة الدكتوراة”، التي كتبها عام 1959، أن الفلسطينيين أضحوا لاجئين بسبب سياسات التدمير والسلب التي مارسها القادة الصهاينة الميدانيون، في العديد من المناطق أثناء الحرب وبعدها.

لقد أدرك بن غوريون أهمية تأسيس رواية اسرائيلية تواجه الرواية الفلسطينية حول نكبة الشعب الفلسطيني، وعمليات التطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية تحت سمع وبصر العالم أجمع، وأيقن أنه كما أن الحركة الصهيونية أسست لروايتها الخاصة للشعب اليهودي، لن يطول الزمان الذي سيعمل الفلسطينيون وحركة تحررهم على كتابة الرواية الخاصة بهم، والمتعلقة بطردهم واخراجهم القسري من مدنهم وقراهم ونجوعهم، وما ارتكب من عمليات تطهير عرقي، فأمر منذ بداية الخمسينات بكتابة الرواية الاسرائيلية التي تتحدث عن هروب الفلسطينيين ووضعت تحت سجلات “هروب عرب48″،  وكانت صحيفة “هآرتس، قد كشفت في عددها الصادر يوم 13-5-2013 عن عملية التزوير واللعب بالتاريخ والتي اصبحت الرواية الاسرائيلية الرسمية” فقد ورد في الصحيفة “العين الفاحصة للمراقب العسكري غاب عنها سجل رقم 17028\18 في ارشيف الدولة .. السجلات المتعلقة بالخروج القسري لفلسطينيي 48 من قراهم  بقيت طي الكتمان ومغلقة، رغم ان  الخصوصية عن هذه الوثائق وفقا للقانون الاسرائيلي انتهت منذ زمن بعيد بل ان السجلات التي كانت مفتوحة امام الباحثين واستعملها من لقبوا بالمؤرخين الجدد، ما عادت مفتوحة كالسابق امام الجمهور ففي العقدين الاخيرين وبعد  الاصداء القوية التي حققتها تلكم الدراسات الصادرة عن هؤلاء المؤرخين اغلقت الأرشيفات مجددا أمام الباحثين والسجلات التي تحدثت عن طرد الفلسطينيين اثناء الحرب وقتل واغتصاب النساء، والمذابح التي ارتكبت اعيد اعتبارها كسري للغاية … الباحثون الذين حاولوا متابعة خطى بيني موريس في كتاباته الاولى عن التهجير والنكبة اعترضتهم جدران صم”.

وفقا لصحيفة هآرتس فان بن غوريون أمر أوري ليبراني، مستشاره الشخصي للشؤون العربية آنذاك، بالعمل على اخراج رواية اسرائيلية تؤكد ما يلي: خروج العرب الطوعي، وأوكلت المهمة للباحث آنذاك البروفيسور موشيه عوز، وكانت المهمة تأكيد ما يلي: “القيادات العربية هي من شجع الفلسطينيين على الهرب … الجيوش العربية وجيش المتطوعين هم من ساعد العرب على الهرب وإخلاء القرى…. ساهم الجيش البريطاني وساعد العرب في بعض المناطق على الإخلاء…. حاولت مؤسسات ومنظمات يهودية منع العرب من الهرب”.

الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ودورهما في نكبة فلسطين

يبدأ الدور الامريكي في تجهيز الارضية لنكبة الشعب الفلسطيني منذ منتصف القرن التاسع عشر وتعاظم هذه الدور مع ازدياد قوة التيار المسيحي الصهيوني الذي بات يحكم الولايات المتحدة منذ عهد ترومان، والى هذه اللحظات، اللهم الا فترة جون كنيدي، والتي استمرت فقط سنتين واغتيل في ظروف غامضة، وقد لعبت دورا اساسيا في تهيئة الاجواء الدولية لقيام اسرائيل والحفاظ عليها واللعب في مصير الشعب الفلسطيني ومراجعات اولية لأجندات الحركات الانجيلية يعلو حجم الدعم “التاريخي” للحركة الصهيونية.

في ستينات القرن الماضي طالب المغدور جون كنيدي طالب اسرائيل بإعادة اللاجئين الفلسطينيين، ووفقا للوثائق الاسرائيلية فأن بن غوريون تخوف بشدة من هذا التوجه وأقلقه جدا وكان وراء تأسيس اللوبيات الصهيونية وتغلغلها في شرايين المؤسسات والمجتمع الامريكي وصولا الى صناعة القرار بالاستعانة مع منظمات نافذة من مثل بني بريت – [سؤال: هل يمكننا الافتراض أن ما تعرض له كنيدي من اغتيال مرتبط بشكل أو بأخر بسياساته اتجاه القضية الفلسطينية ونواياه بإعادة بعضا من الحقوق المسلوبة للفلسطينيين؟..] ومعلوم ان رئيس “البني بريت” في الولايات المتحدة في اربعينات القرن الماضي كان هنري مونيسكي احد اللاعبين المركزيين في انشاء منظمة الامم المتحدة عام 1945 مما يعني ان هناك ادوار لعبتها اذرع الحركة الصهيونية في الاروقة الاممية  تحت الرعاية الامريكية لضمان الاعتراف بها من جهة وإنكار الوجود الفلسطيني من جهة اخرى، وقد ورد في ادبيات بنيي بريت كيفية ربط العلاقة بين ميلاد اسرائيل واصلاح الحركة الصهيونية الصحراء الفلسطينية على غرار ما فعله الرواد الأمريكان خلال القرن التاسع عشر عندما دفعوا بحدود الدولة حتى المحيط الهادئ، وذلك كسياسة عليا تربط الواقع الاسرائيلي الامبريالي التوسعي بالواقع الامريكي الامبريالي التطهيري، ومن ثم فكل معاد للصهيونية معاد للسامية وبالتالي فكل من ينتقد اسرائيل يقوم بالمساس بإسرائيل “للتوسع انظر خفايا واسرار بناي بريت لايمونويل راتييه-ص244-246” ..وفي هذا السياق لا بدَّ من الاشارة الى دور الاتحاد السوفياتي ودعمه المواقف الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول الدكتور محمود محارب “صوّت الاتحاد السوفييتي ضد القرار 194 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي شرّدوا منها، وساند الموقف الإسرائيلي الذي رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، بذريعة أن هذه المسألة ستجد لها حلا في محادثات السلام بين الدول العربية وإسرائيل. وعندما بحث مجلس الأمن في ديسمبر/ كانون الأول 1948 طلب إسرائيل الانضمام للأمم المتحدة، أيد الاتحاد السوفييتي الطلب، على الرغم من احتلالها مناطق واسعة من الأراضي المخصصة للدولة العربية الفلسطينية، وفق قرار التقسيم، وعلى الرغم من رفضها المتشدّد السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم”.

وتجاهل الاتحاد السوفييتي طرد إسرائيل أكثر من 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، ولم يحتجّ إطلاقًا على ذلك، وتجاهل ارتكاب إسرائيل عشرات المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين بغرض ترويعهم وتهجيرهم، والتي زادت عن 110 مجازر في طول فلسطين وعرضها. وتجاهلت وسائل إعلامه، طوال فترات الحرب جميع هذه المجازر، ومنها مجزرة دير ياسين في إبريل/ نيسان 1948، التي استحوذت على اهتمام مختلف وسائل الإعلام في العالم (لم تكن أكبر المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي والمنظمات العسكرية الصهيونية خلال الحرب) ما عدا وسائل إعلام الاتحاد السوفييتي ومعسكره في دول أوروبا الشرقية التي لم تشر إليها، ولا إلى غيرها من مجازر ارتكبتها القوات العسكرية اليهودية بحق الفلسطينيين-انظر العربي الجديد 23-10-2016″

دور الدول العربية في نكبة الشعب الفلسطيني واستمرارها

يوما بعد يوم تتكشف الحاجة الماسة الى دراسات دقيقة ومعمقة للأرشيفات العربية والدولية حول حرب 1948 التي لعبت دورا مركزيا في نكبة الشعب الفلسطيني وقيام اسرائيل إذ تتحمل دول عربية بعينها  كمصر والاردن وسوريا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي والولايات المتحدة الامريكية وزر هذه النكبة التي لا تزال اثارها قائمة على الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وهيأت الارضية للمذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين والتي اتخذت  منهجية في القتل والتدمير والطرد فسقط الشعب الفلسطيني بين براثن المصالح الامبريالية العالمية ومصالح عربية ضيقة. وفي هذا السياق يكشف المؤرخ الاسرائيلي آراز كاسيف التابع للمدرسة الكلاسيكية الاسرائيلية في كتابه “.. מדועבאמתהוקמה מדינת ישראל – لماذا ” حقا” أقيمت دولة اسرائيل “ عن جانب خفي لدور الجيشين المصري والاردني في تحقيق نكبة الفلسطينيين وان هذه الجيوش كانت ملزمة بقرارات صارمة صادرة عن الهيئات السياسية العليا تلزمهم بوقف التقدم العسكري عند خطوط ماس واضحة المعالم مما يعني ان اتفاقات مبرمة لا علم للعسكر بها بين تلكم الهيئات والحركة الصهيونية واطراف دولية كبريطانيا والولايات المتحدة فمثلا يشير المؤرخ كاسييف الى ان وقوف الجيش المصري على بوابتا شدود ” عسقلان ” وعدم تقدمه لم يكن بسبب قوات الهاغاناه والعصابات الصهيونية الاخرى بل بسبب اوامر سياسية عليا وهو ما يؤكد دور هذه الدولة في نكبة الشعب الفلسطيني وما حدث معه من تطهير عرقي وفي هذا يقول حول الجيشين المصري والاردني “وقوف الجيش المصري في تقدمه العسكري في الجبهة الجنوبية عند بوابات اشدود وعدم تقدمه يكشف عن السياسة المصرية الخارجية اكثر مما يكشف عن الجهود الصهيونية العسكرية لوقف تقدم الجيش المصري.

ويتضح كذلك ان الفيلق الاردني الذي خاض الحرب آنذاك كانت أهدافه العملية  محدودة ايضا”، وسواء كانت هذه الدول على علم بما يجري للفلسطينيين او لم تكن، وقد كان بإمكان قواتها منع قيام اسرائيل خاصة وانها ارسلت كتائب غير مدربة بشكل لائق ونجحت فيما يبدو بوقف التقدم العسكري الاسرائيلي في بعض المناطق وفقا لمخطط دولي مبرم مسبقا فيمكننا القول ان هذه الدولة مسؤول اخلاقيا عما حدث للفلسطينيين بعدئذ منعت عنهم العتاد والسلاح وارسلت لهم انواعا مختلفة من الاسلحة الفاقدة الصلاحية وتركت ظهر المقاومة الفلسطينية مكشوفا امام عصابات صهيونية تلقت التدريب والعتاد اللازمين من دول عديدة بل ان شباب هشومير هتسعير كانوا يتدربون على الاراضي المصرية في عهد الملك فاروق ..

من الضرورة بمكان الاشارة في هذا السياق على الرغم من التدريب العسكري العالي المستوى للصهاينة الى انهم في معاركهم مع الفلسطينيين وجدوا صعوبات جمة، ولو ترك الباب مُشرعا بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية التي امدتها بريطانيا بالتدريب والتهيئة والاعداد وتشيكوسلوفاكيا الشيوعية بالسلاح المتقدم دون تدخل من الدول العربية وجامعتها لما قامت دولة اسرائيل وعلى الاقل لو قامت لقامت وفقا لمقررات دولية كانت الكلمة الفصل فيها للفلسطينيين وليس للمقررات الدولية التي لم تلق بالا للفلسطينيين.

مأزق العرب واستمرار النكبة

لقد دخلت جيوش العرب فلسطين ومع الفلسطينيين80% من الارض وتركتها ومعهم 22% من الارض فقط، وهذا يعني ان شعبنا كان أمام مؤامرة اكبر منه بكثير شاركت فيها الامم المتحدة ومن قبل عصبة الامم والدول الكبرى عالميا، ومن خلال متابعات المعارك التي دارت بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية المجهزة بكل انواع السلاح والذخيرة كان واضحا ان الكفة لصالح هذه العصابات ومع ذلك لم تنتصر في معاركها الا بعد تدخل دولي واممي منح هذه العصابات فرصة الاستعداد ومنحها سلاحا متقدما من دول شيوعية وتآمر غربي فاضح حسم المعارك لصالح هذه العصابات، ومع ذلك لم ييأس الفلسطينيون بل ذهبوا لاستثمار الحالة التي آلوا أليها من خلال الاستفادة من الموجود للوصول الى منشود العودة والتحرر وذلك في ظلال الظروف الناشئة عبر  عقد مؤتمر وطني فلسطيني في 1/10/1948م، في غزة  اشرف عليه الحاج أمين الحسيني وقد اقر المؤتمر دستوراً لفلسطين حددت فيه السلطات كالآتي: المجلس الوطني ويتكون من ممثلي الشعب، المجلس الأعلى ويتكون من رئيس المجلس الوطني ورئيس المحكمة العليا ورئيس الحكومة ويكون رئيس المجلس الوطني رئيساً له، الحكومة، ومجلس الدفاع واختار الحاضرون بالإجماع الحاج أمين رئيساً للمجلس الوطني، وصادقوا على تركيب حكومة عموم فلسطين بأغلبية 64 صوتاً مقابل 11 صوتاً طلبوا تأجيل الثقة إلى ما بعد المناقشة، وثمانية أصوات رفضوا منحها الثقة، وأصدر المجلس الوطني الذي أسندت رئاسته إلى الحاج أمين بتاريخ 1/12/1948م بياناً أعلن فيه عن استقلال فلسطين استقلالاً تاماً الا ان دولا عربية حالت دون تحقيق هذا المشوار التحرري ، وكأن هذه الدول كانت مسؤولة عن قيام اسرائيل والحفاظ على وجودها  وتدمير أي محاولة فلسطينية لتأسيس كيان سياسي ، فالحكومة المصرية  أخضعت القطاع للحكم العسكري في عهد فاروق وعهد عبد الناصر فيما ضمَّ الملك عبد الله الضفة الغربية للأردن تلبية لرغباته التوسعية التي طالما دغدغته. والمعنى انه كان بإمكان الدول العربية في تلكم السنوات جعل الضفة والقطاع دولة فلسطينية كاملة الحياة يتم الانطلاق منها لإعادة الارض المسلوبة لكنَّ هذا لم يحدث لأنه منذ البداية تواطأت هذه الدول مع الصهيونية العالمية والغرب من اجل تحقيق مكاسب سياسية مهترئة وتاجرت بالقضية لمكاسب داخلية ضيقة، وها هو يطل علينا ابن سلمان بتغريداته وتصريحاته يريد إنهاء القضية تماهيا مع رغبات الولايات المتحدة. فالعرب مازالوا على نفس السياسات والنهج.

صالح لطفي .. باحث ومحلل سياسي…..
صالح لطفي .. باحث ومحلل سياسي…..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى