أخبار رئيسيةشؤون إسرائيلية

“نيويورك تايمز” تكشف تفاصيل الهجوم على مستوطنة “بئيري” في 7 أكتوبر

أورد تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل تُنشَر لأول مرة عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته المقاومة الفلسطينية واستهدف مواقع ومستوطنات في منطقة “غلاف غزة”.

ومن بين عدة مواقع ومستوطنات، تمحور التحقيق حول الهجوم الذي تعرضت له مستوطنة “بئيري” الواقعة على مقربة من الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وقالت الصحيفة في وصف الهجوم على المستوطنة: “لقد كانت عملية طويلة الأمد”، في إشارة إلى تسلل مسلحي المقاومة إلى المستوطنة وأسر عدد من المستوطنين.

وذكرت الصحيفة أن 97 مستوطناً قُتلوا خلال الهجوم على المستوطنة، فيما أُسر 25 ونُقلوا إلى داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن المسلحين ركزوا في هجومهم على الأجزاء الغربية من المستوطنة، وهي المنطقة الأقرب إلى غزة.

واستناداً إلى لقطات كاميرات مراقبة، قالت الصحيفة إن خروج أول مقاتلي حركة حماس من الغابة على أطراف مستوطنة بئيري كان بعد وقت قصير من شروق الشمس، بالتزامن مع إطلاق وابل من الصواريخ على المنطقة ومناطق أخرى في “غلاف غزة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المستوطنة التي تأسست ليلة 5 أكتوبر 1946، من بين 11 بؤرة استيطانية أُنشئت في الوقت نفسه في منطقة كانت تسكنها أعداد كبيرة من الفلسطينيين، ظلت على خط المواجهة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وغالباً ما تعرضت لقصف صاروخي من غزة.

وبيّن التحقيق أن مسلحي المقاومة اشتبكوا في البداية مع فرقة طوارئ محلية في المستوطنة وقتلوا رئيسها على الفور قبل أن يتشتّت وينسحب أعضاء الفرقة من سكان المستوطنة.

وفي ذات الوقت، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي غارقاً في حجم هجوم حماس، وتعرضت قواته لكمائن على طريق رئيسي، ما عرقل الوصول إلى جميع المستوطنات التي تعرضت للهجوم، بما فيها مستوطنة “بئيري”، وفقاً للصحيفة.

وحسب التحقيق، تمكنت مجموعة صغيرة من ضباط الشرطة الإسرائيلية من الوصول إلى “بئيري” عند الساعة 7:37 صباحاً، “بسيارة لا تحمل أي علامات، وبشكل فوضوي”. ولاحقاً، وصلت مجموعة صغيرة من القوات الخاصة الإسرائيلية بطائرة هليكوبتر، لكن عددها كان أقل بكثير من المسلحين. وقتل جندي بالرصاص وأصيب آخر، وفقاً لتحقيق الصحيفة.

وبحلول وقت متأخر من الصباح، تراجعت القوة الخاصة إلى البوابة الرئيسية للمستوطنة لصدّ موجة جديدة من المهاجمين، فيما كان المسلحون الذين دخلوا مبكراً إليها أحراراً ويتجولون دون عوائق أو مواجهة، قبل اشتباكهم مع قوات معززة وصلت إلى المنطقة في وقت لاحق.

وعند الساعة الرابعة بعد الظهر، يقول التحقيق إن فرقاً من الجيش الاسرائيلي كانت تقاتل في أجزاء مختلفة من القرية بشكل غير منظم، قبل وصول أولى الدبابات إلى المكان.

ووفق الشهادات التي أوردها التحقيق، فقد قُتل عدد من الرهائن الذين كانوا في قبضة مسلحي المقاومة، خلال تبادل إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي والشرطة، دون معرفة برصاص أية جهة قتلوا. ويشير التحقيق إلى أنه بحلول الغروب، أصدر جنرال في الجيش الاسرائيلي أوامر للدبابات بقصف المكان الذي يوجد فيه المسلحون “حتى لو كان ذلك على حساب سقوط ضحايا من المدنيين”، ما أدى إلى مقتل مستوطن وعدد من المسلحين، فيما نجا اثنان فقط من 14 رهينة خلال الاشتباك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى