الناشطة آية خطيب تدخل السجن على خلفية عملها الإنساني: لست نادمة على خدمة المحتاجين ومحكوميتي ظالمة تهدف لتجريم العمل الإنساني

طه اغبارية
أكّدت الناشطة آية خطيب من قرية عرعرة، أنّ دخولها إلى السجن لقضاء محكومية من نحو عامين على خلفية عملها الإنساني وخدمة المحتاجين من أبناء شعبنا، لم يضعفها أو يشعرها بالندم رغم شعورها بالظلم بسبب الحكم الجائر، داعية إلى عدم الركون إلى السياسات الإسرائيلية العنصرية ومواصلة إطلاق المبادرات الإنسانية لخدمة المحتاجين وفعل الخيرات.
وسلّمت خطيب نفسها إلى مصلحة السجون الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، عبر سجن “كيشون” (الجلمة) لقضاء محكومية من نحو عامين ونصف بعد قرار المحكمة المركزية في مدينة حيفا، بتاريخ 15/8/2023، سجنها لمدة 4 أعوام “بتهم أمنية” من بينها “تجنيد الأموال وتمريرها إلى حركة حماس”، علما أن خطيب قضت جزءا من المدة في الاعتقال الفعلي قبيل تسريحها إلى الحبس المنزلي.
قبيل دخولها السجن، ظهرت آية خطيب بمعنويات عالية، وتمالكت دموعها خلال وداعها لطفليها محمد الفاتح (12 عاما) وعبد الرحمن (9 سنوات)، في منزل العائلة حيث لم ترد أن يرافقاها إلى بوابة السجن نظرا لتأثير ذلك عليهما، كما تقول في حديث لـ “موطني 48”.
وأشارت إلى أن “الغياب عن محمد وعبد الرحمن مدة المحكومية وعدم القدرة على احتضانهما والتماس المباشر معهما خلال زيارتهما لي في السجن، هو أكثر ما يحزنني”.
وأضافت “استعددت للحظة فراق الطفلين والزوج، ولكن لما حانت شعرت ببعض الضعف، ولكن من اجلهم بقيت متماسكة، وربما ما يخفف عني أنني سأكون دائما بانتظارهم خلال الزيارة كل أسبوعين”.
وأكدت خطيب في الختام، أنها تدخل السجن مرفوعة الرأس وستخرج منه كذلك، لأنها سجنت مظلومة بتهم دعم العمل الإنساني والانخراط في رعاية الأطفال المرضى الفقراء والحالات الإنسانية، داعية إلى عدم الركون لليأس والخوف بسبب تجريمها وإلى مواصلة دعم كل عمل خير واغاثة كل محتاج.
وتلتحق خطيب بسجن الدامون حيث ترسف بالأسر عشرات الأسيرات الفلسطينيات، وهو ما يشعرها ببعض الأمان بين أخوات تعرفت عليهن خلال فترة اعتقالها على ذمة القضية، كما تضيف.
ورافق آية خلال دخولها السجن عشرات المتضامنين والأقارب، وهتفوا “يا آية يا أم المساكين الله الحامي والمعين”. وبرز من بين المتضامنين: الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، والشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة، والقيادي الدكتور سليمان احمد، والشيخ عبد الرحيم خليل.
وقال الشيخ كمال خطيب في وداع آية: “نشعر بالغصة في هذا الصباح بسجن الأخت آية أم محمد، ولو كان الحال في غير نظام إسرائيل لقلدت آية الأوسمة والنياشين لعملها الإنساني الذي قضت فيه سنوات وأصبحت محل ثقة بين كثير من أبناء شعبنا، الذين أرادوا الوقوف مع الاطفال الفقراء عموما وذوي الاحتياجات الخاصة تحديدا الذين رعتهم اية ومن وثقوا بها”.
وأضاف: “ولكن نحن في زمن العنصرية اللامحدودة، وأنت يا أخت آية تمثلين الوجه المشرق لأبناء شعبنا، وللمرأة الفلسطينية. اخترتِ أن تكوني أمّا وزوجة، وأن توكني أما لأطفال آخرين ليسوا من صلبك وهذا يشرفك أنت وعائلك وكل أبناء شعبك. سيكبر طفلا محمد وعبد الرحمن ويفتخران بين اترابهم انهم أبناء آية خطيب التي سُجنت اجل الأطفال ورعاية الأطفال، وانك صنعت اوسمة شرف لأبنائك وزوجك وعائلتك وأبناء شعبك”.
وختم الشيخ كمال بالقول: “أخت آية، ستذهبين إلى السجن وستلقين هناك ماجدات من أبناء شعبنا سبقنك الى زنازين السجن، ولكن لن تظل أبواب السجن مغلقة الى الابد. نحن معك ومع عائلتك دائما وسنفرح بك يوم تحررك رغم بن غفير، وسموتريتش، ونتنياهو وكل العصابة الحاكمة”.
من جانبه، قال المحامي بدر اغبارية الموكل بالدفاع عن خطيب، إنه بصدد تقديم استئناف ضد قرار الحكم الجائر بحق آية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، متوقعا أن تتدخل المحكمة في قرار المحكمة المركزية بحيث يجري تخفيض جزء من مدة المحكومية.