أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

وحش استيطاني يطارد القدس والضفة

صرحت وسائل الإعلام العبرية بأن وزير المالية اليميني “بتسلئيل سموتريتش” قد أعلن عن مخطط جديد يقر بإضافة وحدات استيطانية جديدة على مستوطنات “جفعات هماتوس”، و”معاليه هحميشاه” بالإضافة إلى مستوطنة جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

وقال الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن “حكومة الاحتلال تسعى جاهدة إلى تغيير التركيبة السكانية، وإيجاد خلل في التوازن الديمغرافي لصالح المستوطنين”.

وأضاف أبو دياب، وفقا لموقع “الفسطل” أن “حكومة الاحتلال قد أقرت إضافة 300 وحدة استيطانية جديدة على مستوطنة جفعات همتوس، المقامة على أراضي بيت صفافا، شرقي القدس، لتصبح عبارة عن 1800وحدة استيطانية متكاملة”.

وأشار إلى أن “حكومة الاحتلال تقوم بعمل مخططات استيطانية؛ لدفع المقدسيين للهجرة والرحيل، ولتضييق الخناق عليهم، وجلب المزيد من المستوطنين، مع حرصهم على عدم تطور الأحياء المقدسية، وفصلها عن بعضها”.

وأكد أن “حكومة الاحتلال تعمل على تغيير المشهد العام للقدس والنمط العمراني فيها، عن طريق زيادة العمران الاستيطاني في المنطقة، وهو جزء من محاولة تغيير هوية القدس”.

من جهته، يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن “من بعد تشكل حكومة اليمين المتطرف والفاشية اليهودية، قبل سبعة أشهر في دولة الكيان، والتي أسندت فيها حقائب سيادية لوزراء الفاشية اليهودية والصهيونية الدينية، إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي وتشكيل مليشيا من المتطرفين، تحت مسمى الحرس الوطني، وامتداد مسؤوليته إلى جهاز شرطة الاحتلال، بالإضافة إلى مسؤوليته عن وحدات حرس الحدود في الضفة الغربية، في حين زعيم التيار الصهيوني المتطرف سموتريتش، عين وزيرًا للمالية، ونصف وزير أمن وتولى المسؤولية عن عمل الإدارة المدنية في الضفة الغربية والقدس، وكذلك المسؤولية عن ملف الاستيطان فيهما”.

وأضاف عبيدات أنه “كان واضحًا من هذه التعيينات، وفي ظل ما قاله الفاشيان بن غفير وسموتريتش بأنهما قادمين لتحقيق برامجهما وأهدافهما، بغض النظر عن المرحلة السياسية فإن شعبنا الفلسطيني سيكون أمام تحديات ومخاطر كبيرة، فسموتريتش أعلن بشكل واضح بأنه سيغرق الضفة الغربية والقدس بالاستيطان” مشيرً إلى أنه “سيعمل على نقل مليون مستوطن إلى الضفة الغربية، وشرعنة ما لا يقل عن 70 بؤرة استيطانية معزولة، وسيعيد المستوطنين إلى المستوطنات التي تم اخلاؤها فيما عرف بعملية فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005، حيث بدأت العودة إلى مستوطنة حومش، وستتم العودة إلى مستوطنات ساريس وكاديم وغانيم”.

وأشار إلى أنه من “الواضح بأن القمم الأمنية التي عقدت في شباط/ فبراير، وآذار/مارس، الماضيين في العقبة، وشرم الشيخ بحضور الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية ودولة الكيان وأمريكا صاحبة المشروع، والتي حاول البعض أن يلبسها الثوب السياسي، أي فتح أفق سياسي ما بين دولة الكيان والسلطة الفلسطينية، يكذبها وينفيها ما يجري على أرض الواقع، فلا تجميد مؤقت للاستيطان، ولا وقف لهدم منازل الفلسطينيين في الضفة والقدس، بل ما نشهده حالياً هو عبارة عن تسونامي استيطاني، حيث تمت الموافقة على إقامة 13 ألف وحدة استيطانية، أي ضعف الوحدات الاستيطانية التي جرى إقرارها في عهد حكومة بينت، ولابيد، ومؤخرًا أعلن سموتريتش عن إقامة 4560 وحدة استيطانية في الضفة، ناهيك عن آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس شمالًا وجنوبًا وشرقًا، وحتى في قلب الأحياء المقدسية داخل جدار الفصل العنصري، كما هو الحال في إقرار الشروع بإقامة مستوطنة كيدمات تسيون، المتكونة من 379 وحدة، على السفوح الشرقية لجبل المكبر- منطقة دير السنة،على مساحة 79 دونماً،على أن توسع لاحقاً لتصبح 1200 وحدة استيطانية”.

وأردف عبيدات أن “من أجل الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع والمخططات الاستيطانية، أعلن سموتريتش عن خطته لتقليص، واختصار وتسهيل المراحل لإقامة المستوطنات في الضفة الغربية من 6 مراحل إلى مرحلتين، من خلال التخطيط ومن ثم مباشرة إقرار الميزانيات وطرح العطاءات دون الحاجة لمصادقة الحكومة”.

وأوضح أن “هذا التسونامي الاستيطاني يتوافق مع حرب شاملة تشنها مليشيات المستوطنين على شعبنا الفلسطيني، حيث تهاجم القرى الفلسطينية بأعداد كبيرة تحت حماية وحراسة جيش الكيان، وتقتل وتحرق المحاصيل والبيوت والسيارات وتدمر الممتلكات وتسرق وتحرق المحاصيل أيضًا، ولعل النماذج الماثلة في الذاكرة لهذه المليشيات ودورها الإجرامي، ما أقدمت عليه من حرق للفتى محمد أبو خضير حيًا في تموز/يوليو 2014، وحرق عائلة الدوابشة في قرية دوما في تموز 2015، والمجزرة التي ارتكبت بحق قرية حوارة في شباط/فبراير 2023” مشيرًا إلى أنه “بعد العمليات التي نفذت في جنين ومستوطنة عيلي على يد مقاومين فلسطينيين، شن المستوطنون حربًا شاملة تحت حماية وحراسة الجيش في توزيع للأدوار على بلدات ترمسعيا وحوارة وعوريف وبرقة وسنجل وبيتين وعددٍ من بلدات بيت لحم والخليل، ويلقى هؤلاء الدعم والتأييد من قبل زعماء الفاشية اليهودية بن غفير وسموتريتش، واللذين دعوا إلى إزالة القرى الفلسطينية عن الوجود حوارة نموذجًا، وبالتوازي مع ذلك يعلن رئيس وزراء دولة الكيان نتنياهو عن إقامة 1000 وحدة في مستوطنة “عيليه” كرد على العملية الفدائية في المستوطنة”.

وختم بالقول إن “كل ما يحصل ولا يزال البعض منا يراهن على المجتمع الدولي والشرعية الدولية وأوهام ما يعرف بحل الدولتين وسلام الشجعان والسلام الإبراهيمي، وهم يدركون تمامًا بأنهم يطاردون سرابًا في ظل حكومة فاشية لا تعترف بنا كشعب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى