مشادات ومقاطعات لأعضاء الحكومة.. الأزمة السياسية في المجتمع الإسرائيلي تخيّم على “إحياء ذكرى الجنود القتلى”

خيّمت الأزمة السياسية التي تضرب المجتمع الإسرائيلي، بين مؤيد ومعارض، على خلفية خطة “الإصلاح القضائي” التي تريد تمريرها حكومة بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، على أجواء “إحياء ذكرى الجنود القتلى في حرب إسرائيل”، حيث انسحب العديد من ذوي الجنود القتلى من المقابر العسكرية خلال إلقاء أعضاء في الحكومة والائتلاف كلمات في المناسبة، كما وقعت مشادات وتراشق بالكلام بين مؤيدين للحكومة ومعارضيها خلال مراسم إحياء الذكرى في مختلف المناطق بالبلاد.
ففي المقبرة العسكرية في مدينة بئر السبع، تمّ فرض حراسة أمنية مشددة، بسبب حضور وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى المراسم وإلقائه خطاب أثناءها. وجرت مشادات وتدافع بالأيدي بين مشاركين في المراسم.
ورفعت لافتات في وجه “بن غفير” كُتب فيها أنه “ليس مرغوبا ببن غفير هنا” وأن “بن غفير يرقص على الدماء”. إلا أن بن غفير أصرّ على حضور المراسم. كما غادرت عائلات المقبرة قبل مجيء بن غفير، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنهم قولهم “فليتحدث إلى الحجارة”.
هذا وحين بدأ “بن غفير” خطابه تعالى صراخ العائلات مطالبة إياه بالمغادرة وعدم إلقاء خطاب.
كذلك نظمت احتجاجات ضد الحكومة ووقعت مشادات بين العائلات أنفسها في المقابر العسكرية الأخرى في أنحاء البلاد. ولم يتمكن أي وزير تقريبا من إنهاء خطابه بدون مقاطعة عائلات الجنود القتلى، أو التنازل عن إلقاء خطاب.
وفي مدينة رعنانا، رفضت عضو الكنيست ميخال فولديغر، من حزب الصهيونية الدينية، مطالب العائلات بألا تلقي خطابا. وقال أحد الحاضرين إنه “أطلب ألا تتحدث مندوبة الائتلاف اليوم، فهذا سيثير جلبة”.
وفي حولون، قاطعت عائلات جنود خطاب وزيرة المواصلات، ميري ريغف. وصرخت امرأة نحو ريغف قائلة “يا للخزي، إنها تحقّر الجنود، ولم يتوجب أن تأتي إلى هنا”.
ودعا وزير الأمن، يوآف غالانت، خلال مراسم قراءة أسماء الجنود القتلى التي جرت في المقبرة العسكرية في القدس، إلى الامتناع عن الاحتجاجات أثناء المراسم في المقابر العسكرية. وأضاف أنه “أكرر طلبي من جميع مواطني إسرائيل بإبقاء الخلافات خارج المقابر والحفاظ على قدسية هذا اليوم”.
وألقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خطابا في المقبرة العسكرية في القدس، من دون أن تتم مقاطعته. وقال إنه “سنتذكر في هذا العام أكثر مما مضى أننا إخوة. إخوة في الخدمة العسكرية، إخوة في السلاح، إخوة في الدم”. وتطرق إلى الجنود الإسرائيليين الأسرى، قائلا إنه “سنقف معا كإخوة ونعيد إخوتنا، وسنقف معا كإخوة ونضمن استقلالنا من جيل إلى آخر”.



