عائلات معتقلي هبّة الكرامة تنظّم مؤتمرا صحافيا: انتقدت أداء أعضاء الكنيست العرب والقيادات بخصوص ملفات أبنائهم.. وندّدت بالأحكام الجائرة التي فرضت على عدد من المعتقلين

أبدت عائلات عدد من معتقلي هبة الكرامة استياءها من أداء أعضاء الكنيست العرب والقيادات العربية حيال ملفات أبنائهم، كما ندّدت بالأحكام الجائرة التي فرضتها المحاكم الإسرائيلية على عدد من معتقلي الهبة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي، نظّمته مساء الاثنين، عائلات معتقلي هبة الكرامة من عكا، وطمرة، وحيفا، واللد، بحضور عدد من النشطاء والأهالي، وقد عُقد المؤتمر في مدينة عكا، بمنزل السيد سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان (20 عاما).
وتحدثت العائلات عن تقصير وتقاعس من قبل أعضاء الكنيست العرب وقيادات من الداخل الفلسطيني بخصوص مواكبة ملفات أبنائهم وحضور جلسات المحاكم.
وتطرقت السيدة رانيا عباس أم المعتقل قصي عباس من مدينة عكا، خلال المؤتمر، إلى معاناة عائلات المعتقلين، وقالت: “نحن لسنا على ما يرام، فالأحكام قاسية للغاية وقد تصل إلى عشر سنوات”، مضيفة “لقد خرج أبناؤنا للدفاع عن عكا في مواجهة هجمات اليهود على الأحياء العربية، إلا أن هذا الأمر لم يؤخَذ بالاعتبار، ويجب على أعضاء الكنيست الوقوف معنا في أوقات المحن، كما يريدون منا الوقوف معهم في أوقات الانتخابات”.
وقال السيد موفق الأنصاري، والد المعتقل خالد الأنصاري من عكا، خلال المؤتمر: “منذ بداية الاعتقالات، كان الأهالي متواجدين في جميع المحاكمات التي تشوبها إجراءات تعسفية، وعنف نفسي وجسدي ضد المعتقلين، ولكن خوضنا لهذا المسار القضائي رغم ذلك لا مفر منه، ولا بديل عنه”.
وعدّ أنه “تم التخلي عن الشبان من قبل القيادات السياسية والدينية، والتخلي عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم، رغم أن خروجهم ضد السلطات كان ردا على الأوضاع الاجتماعية المزرية والمتردية التي تعصف بالمجتمع العربي في الداخل”.
وندّد عمار عثمان، شقيق المعتقل محمد عثمان، بما وصفه بتقاعس لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب، إزاء قضية معتقلي الهبة الشعبية، وقال: “رغم توجهي بشكل خاص للجنة المتابعة، ولأعضاء الكنيست العرب، لكنهم لم يلبوا دعوتنا بذريعة تواجدهم في اجتماع للكنيست، لمناقشة عدم تشكيل الحكومة، وقد سألتهم: هل هذه القضية أهم من أبنائنا المعتقلين… وطلبوا الحضور فرادى، ولكنني أخبرتهم أن الحضور الفردي لا يلبي طموحاتنا ولن يساعد المعتقلين في تخفيف الأحكام القاسية المفروضة بحقهم”.
وقال السيد إياد خاسكية والد المعتقل خليل من عكا: “صدر حكم بالسجن ست سنوات على ابني خليل، وأرى تقصيرا من قبل لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب، في حين أن اليهود استطاعوا تجنيد الإعلام أمام القضاء الإسرائيلي للضغط باتجاه فرض عقوبات شديدة على المعتقلين (العرب)”.
وقال السيد سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان: “لم يتم إصدار حكم قضائي ضد ابني حتى الآن، وقد توجهنا للقيادات السياسية، إلا أنهم خذلونا، ولم يحضروا معنا جلسات المحاكمة، ولم يقدموا أي شيء للدفاع عن المعتقلين، أو تخفيف العقوبات المفروضة عليهم، ورغم احتجاجنا السلمي على الإجراءات المتخذة ضد أبنائنا، إلا أن الأمن يلاحقنا حتى داخل المنازل ويتم التحقيق معنا”.
واستهجنت السيدة جيهان خطيب من الجديدة المكر عملية اعتقال ابنها طارق (19 عاما) من حاجز طولكرم، وقالت: “ابني معتقل منذ 45 يوما، وتم توجيه تهم ثقيلة (مخالفات خطيرة)… غير صحيحة، حتى يعترف بالتهم الخفيفة، ومن بين التهم محاولة تفجير سكة حديد، ورشق اليهود بالحجارة في هبة الكرامة، وهذه عبارة عن اتهامات ملفقة، ولقد تم إخفاء أي معلومات تخص ابني عنا لفترة طويلة، ومنع المحامي من مقابلته، ثم سمح له بذلك، وحتى أنه أُهمل صحيا، ولم يتلقّ العلاج إلا بعد محاولات حثيثة، ولا أعلم إلى أين يتجه المسار القضائي في ما يخص ابني الذي لم يرتكب ما يعاقِب عليه القانون”.
من جانبها، قالت جيهان أبو رومي والدة المعتقل محمد أبو رومي من طمرة: “صدر قرار قضائي ضد ابني بالسجن لمدة سبع سنوات، وقدمنا استئنافا على أمل في تخفيف هذا الحُكم الجائر، وليس لدي من خيار آخر سوى تقديم لائحة استئناف”.
وأعربت نور أبو الهيجاء والدة المعتقل محمد أبو الهيجاء من طمرة، والذي صدر ضده حكم بالسجن سبع سنوات، عن قلقها من تقديم استئناف للمحكمة العليا على قرار السجن خوفا من زيادة سنوات السجن، وقالت: “لقد تم الحكم على ابني بالسجن سبع سنوات أيضا، وشكّل ذلك صدمة كبيرة بالنسبة لي، رغم أن وضعنا استثنائي، لأننا دفعنا للمصاب تعويضا كبيرا، وقمنا بعملية مصالحة بمساعدة من المحامين والبلدية، ورغم إسقاط المصاب لحقه أمام المحكمة، إلا أن الحكم كان قاسيا للغاية، وأعتقد أن ضغوطا ما مورست على القضاء، والهدف من وراء ذلك هو إذلالنا وإحباطنا”.
وأشارت العائلات كذلك إلى أن أبناءها سُجنوا في مناطق بعيدة عن سُكناهم، في خطوة عدّوا أنها تسعى للحدّ من زيارات العائلات لأبنائها. وفي الصدد ذاته أشار والد أحد المعتقلين إلى أنه لم يزر ابنه منذ نحو ستة أشهر بسبب ذلك.





