بشرط إبعاده عن مقبرة “الصّدّيق” مدة أسبوع.. تسريح الشيخ مجدي خطيب من عرابة

طه اغبارية
أطلقت محكمة الصلح في عكا، اليوم الأربعاء، سراح الشيخ مجدي خطيب، إمام مسجد “علي بن أبي طالب” وعضو اللجنة الشعبية في عرّابة البطوف، وفرضت عليه الإبعاد عن مقبرة الصدّيق في المدينة لمدة أسبوع.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشيخ مجدي خطيب مساء الثلاثاء، واقتادته للتحقيق ونسبت إليه مزاعم تخريب ممتلكات في مقبرة الصديق التي تشهد هجمة من جماعات يهودية متطرفة تدّعي أن المقبرة تضم قبرا لأحد الحاخامات!
وقال طارق نعامنة، المحامي الموكّل بالدفاع عن خطيب لـ “موطني 48”: “اعتقال الشيخ مجدي كان من البداية إجراء تعسفيا والشبهات التي وجّهت إليه سخيفة، في الوضع الطبيعي عمل الشيخ مجدي واللجنة الشعبية في عرابة في مقبرة الصديق، يستحق الثناء والتقدير بدل الاعتقال بمزاعم وافتراءات”.
وأضاف أن “الشرطة طلبت تمديد اعتقال خطيب لمدة سبعة أيام، لكنني أقنعت المحكمة بأن الشرطة أخطأت وما كان يجب أن تعتقله، لأنه يستحق الاحترام على ما قدّمه من عمل تطوعي. وعليه، قررت المحكمة إطلاق سراحه وإبعاده عن المقبرة لمدة أسبوع”.
بعد إطلاق سراحه، قال الشيخ مجدي خطيب لـ “موطني 48″، إن التحقيق تمحور حول يوم العمل التطوعي الذي نظمته اللجنة الشعبية في عرابة يوم الجمعة الفائت، وشارك فيه العشرات من الأهالي، وزعمت الشرطة أنني والمشاركين في العمل التطوعي قمنا بـ “تخريب” ممتلكات و”سرقة” بوابة حديدية وهدم سقف خشبي، وكلها تعود لقطعان المستوطنين.
وأوضح حقيقة ما جرى “هناك قبر في المقبرة الإسلامية يزعم المستوطنون أنه لأحد الحاخامات، ولكننا نعتقد ونجزم أنه قبر لأحد الأولياء المسلمين، اعتاد المستوطنون زيارة هذا القبر منذ سنوات ولم تكن زياراتهم حينها تحمل مؤشرات بنيتهم الاستيلاء على موقع القبر، ولكنهم قبل سنتين حاولوا سرقة 30 مترا من المقبرة الإسلامية يوجد فيها القبر، لكن أهل عرابة وقفوا وقفة رجل واحد ومنعنا سرقة هذه المساحة من المقبرة، وقبل نحو شهرين وضمن محاولة تهويدية واستيطانية أخرى وضع المستوطنون بوابة حديدية ضمن مساحة 10 أمتار من المقبرة ووضعوا سقفا خشبيا فوق القبر المزعوم، فاستنفرنا كلجنة شعبية الأهل في عرابة ونظمنا يوم الجمعة الأخير يوم عمل تطوعي شارك فيه العشرات وقمنا بأزالة البوابة والسقف الخشبي وحررنا هذه المنطقة من المقبرة، واليوم تزعم الشرطة أنني واللجنة الشعبية خربنا ممتلكات!! أية ممتلكات هذه، إن كل شبر في المقبرة هو للمسلمين ولن نسمح لقطعان المستوطنين بتهويد المقبرة أو سرقة متر واحد منها”.
وحول اتفاق بلدية عرابة مع المستوطنين بهذا الخصوص، أضاف خطيب “الاتفاق بين البلدية والمستوطنين لم ينص أبدا على سرقة 10 أمتار من المقبرة وإنما تضمن الاتفاق تنظيم ساعات دخول وخروج المستوطنين من المقبرة وزيارة القبر المزعوم، وذلك بعد تسبب هؤلاء بالإزعاج للجيران بزيارتهم القبر في ساعات متأخرة من الليل ونفخ البوق بالإضافة إلى تخريبهم للمنطقة وقضاء حاجاتهم على قبور المسلمين وبين منازل جيران المقبرة، وعليه فاتفاقهم مع البلدة لم يتضمن مصادرة جزء من المقبرة لصالح المستوطنين”.
وطالب الشيخ مجدي، بلدية عرابة بالانسحاب الفوري من الاتفاق مع المستوطنين بعد اعتدائهم الأخير على المقبرة ومحاولة فرض وقائع على الأرض وسرقة 10 أمتار منها.
وكانت اللجنة الشعبية في عرابة قد صرحت أن “الشرطة تحاول تلفيق تهم لأعضاء اللجنة الشعبية في محاولة للسيطرة الكلية على منطقة قبر الصديق، وإدخال المستوطنين إلى هناك، للقيام بطقوس وشعائر دينية يهودية في مقبرة المسلمين وتدنيسها”.
وأكدت أن “الاعتقال ترهيبي سياسي نرفضه وندينه وسنقاومه، ولن نقبل بهذه المحاولات لدفعنا للتراجع عن موقفنا مما يحصل في منطقة مقبرة الصديق على أيدي المستوطنين”، مشيرة إلى أنه “سنبقى ندافع عن مقدساتنا ومقابرنا وحرمات أمواتنا”.
وطالبت اللجنة الشعبية، البلدية والقوى السياسية المحلية والقُطرية، بـ “الوقوف إلى جانب مطالب اللجنة الشعبية المحلية في عرابة، في مواجهة مخططات المجموعات الاستيطانية.
وختمت اللجنة الشعبية بالقول: “ندعو البلدية أولا كجسم تمثيلي، والقوى الشعبية، وعموم أهلنا، للتصدي ورفض ومنع إدخال المئات من المستوطنين يوم غد الخميس إلى مقبرة الصديق، وفرض سيطرتهم عليها، ونحمل المسؤولية لكل الجهات المعنية لهذا التصعيد الخطير”.



