أخبار رئيسيةعرب ودوليومضات

بعد شهور من الانسحاب الأميركي.. ما قصة تحليق الطائرات المسيرة في أجواء أفغانستان؟

كابل- منتصف أغسطس/آب من العام الماضي، انسحبت القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان. ولكن بعد شهرين من وصول حركة طالبان إلى السلطة، عادت الطائرات المسيرة “الدرونز” إلى الأجواء الأفغانية من جديد، لتحلق في الولايات الجنوبية وأحيانا العاصمة كابل حسب شهود عيان.

وعاد الحديث بقوة عندما تناول الإعلام المحلي، ونقلا عن مواقع إخبارية أجنبية، استهداف الولايات المتحدة مستودعا للأسلحة في قاعدة “شورابك” في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان. وهي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن ضربات جوية أميركية جنوبي أفغانستان منذ أغسطس/آب الماضي.

موقف حكومة طالبان

يقول مصدر أمني في ولاية هلمند “هذه الطائرات تحلق في الأجواء الأفغانية بعلم قادة حركة طالبان، وتقوم بمهمة مراقبة الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان، ومهمتها الأساسية مراقبة المقاتلين الأجانب، ولا تمس الأهداف الحكومية في أفغانستان”.

وقد أعربت السلطات المحلية في ولاية قندهار عن قلقها إزاء زيادة وتيرة تحليق الطائرات بدون طيار في المناطق الشمالية من البلاد. ويقول مسؤولوها إنهم لا يعرفون من أي دولة تأتي هذه الطائرات، ولأي غرض تقوم بهذه الطلعات في المجال الجوي، وينفون أي اتفاق بين الحكومة والولايات المتحدة بشأن تحليق طائراتها في المجال الجوي خاصة ولاية قندهار.

ويؤكد الملا فتح الله منصور قائد مطار قندهار  “لا يوجد أي اتفاق بهذا الشأن، طلبنا منهم مرارا أن يوقفوا تحليق هذه المسيرات، وأن يحترموا السيادة الوطنية، ولكنهم لا يسمعوننا، فهم مغترون بقوتهم، ويستخدمون هذه الطائرات كوسيلة ضغط لا أكثر”.

ويقول بلال كريمي نائب المتحدث باسم الحكومة  “الحكومة لا تشكل تهديدا لأي دولة، ولا ينبغي انتهاك المجال الجوي، وعلى الجميع احترام الأجواء الأفغانية”.

قلق المواطنين

وقد أثار أهالي ولايتي خوست وقندهار قضية تحليق الطائرات المسيرة في مناطقهم، وطالبوا الأجهزة الأمنية بكشف الجهة التي تقوم بهذه المناورات في المجال الجوي.

ويقول المواطن من خوست كريم إحساس “نلاحظ الأونة الأخيرة قيام الطائرات المسيرة بدوريات في الولاية، وهو ما يثير القلق لدى الناس، وعلى الحكومة أن توضح لنا هوية هذه الطائرات، ولماذا تقوم بهذه الدوريات في ولايتنا”.

في غضون ذلك، قال عدد من سكان قندهار (جنوب) إنهم شاهدوا مؤخرا طائرات دون طيار تقوم بدوريات في مناطق متفرقة من الولاية، ومنهم عبد الجليل خان الذي قال  “نسمع أصوات طائرات مسيرة، ونسمع أنها تحلق في ولايات أخرى، لكن لا نعرف عنها شيئا، ولذلك يساور الجميع القلق”.

تفسير ما يجري

وبهذا أصبح تسيير دوريات الطائرات المسيرة مجهولة الهوية في المجال الجوي لأفغانستان موضع شك وقلق، والحكومة من جانبها لم تعلق رسميا على هذه الظاهرة ذات البعد الملاحي والأمني والعسكري، خاصة وأن الحكومة الجديدة لا تملك قدرات مراقبة حركة الطائرات في مجالها الجوي، سواء مدنية أو عسكرية.

وعن ذلك يقول الخبير العسكري أسد الله نديم “لا نعرف من أين تنطلق هذه الطائرات، ولا لماذا تحلق في أفغانستان، ولكن المؤكد أن المجال الجوي مستباح من القوى الإقليمية أو الدولية، فانسحاب القوات الأميركية والأجنبية لا يعني الانسحاب الكامل من أفغانستان”.

ويتحدث مصدر في قسم العمليات بمطار كابل الدولي أن الطيارين الأفغان أكدوا له تسيير طائرات دون طيار، وأنهم لاحظوا ذلك أثناء رحلاتهم على ارتفاع يزيد على 35 ألف قدم في الأجواء الأفغانية.

ومن جانبه يتهم زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار الولايات المتحدة وأوروبا بفتح جبهات جديدة ضد حركة طالبان، وأن طائرات أميركية دون طيار تقوم بدوريات في كابل وهرات وقندهار.

ويؤكد حكمتيار  أن “الولايات المتحدة وأوروبا تدعمان جبهات الحرب ضد طالبان، وعلى الحكومة الأفغانية الجديدة التصدي لذلك بمساعدة الشعب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى