أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

شهادات تفنّد مزاعم الشرطة وروايتها الملفقة لتبرير إعدام الشهيد سند الهربد

إضراب في رهط ودعوات لمحاكمة قتلة الشهيد

طه اغبارية

لم يكن الشهيد الشاب سالم الهربد من مدينة رهط الأول الذي يُعدم برصاص الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ثمّ تُلفق بعد ذلك رواية تبرير إعدامه، فقد ارتقى قبله العشرات من أبناء شعبنا برصاص الشرطة التي تجنّدت بعدها مدعومة من القيادة السياسية الإسرائيلية لتبرير قتل العربي، ما يؤكد أن “عقيدة” هذه الشرطة معادية لشعبنا وتقتل أبناءنا بدوافع عنصرية تجعل الضغط على الزناد في وجه العرب مسألة مبررة.

وفقا للعديد من الشهادات التي سجّلها شهود عيان على جريمة الشرطة، فإن الشهيد الهربد لم يطلق النار باتجاه القوات الإسرائيلية ولم يحمل مسدسا كما زعمت الشرطة وقيادتها السياسية ممثلة بوزير الأمن الداخلي عومر بارليف.

وأدلى العدد من أقارب الشهيد بتصريحات صحفية أكدوا فيها أن الشهيد كان في طريقه للعمل، ولم يكن مطلوبا. في حين أشار سليمان العتايقة عضو بلدية رهط إلى كيفية تعاطي قوات الشرطة مع الشهيد الهربد بعدما سقط أرضا بعد إعدامه، حيث تُرك لفترة طويلة على الأرض ولم يقدموا له العلاج. بحسب شهادة العتايقة.

إلى ذلك، قال علي الدبسان من مدينة رهط، ويعمل في مجال المراقبة في بلدية رهط إن الشهيد تواجد فجر الثلاثاء (الساعة الخامسة) في حي رقم “12” في رهط كي يقلّ زميلا له في العمل في مجال الكهرباء.

وأضاف الدبسان- خلال جلسة طارئة لبلدية رهط، مساء أمس- أن “سيارة استقلّها المستعربون، وقفت في الحيّ رقم 12، الذي يشهد نزاعا بين عائلتين، الشرطة قامت بإطلاق النار في المكان، فظنّ أفراد من العائلتين المتنازعتين أنّ هذا هجوم من العائلة الأخرى”.

وأردف الدبسان “الشهيد الهربد، لم يُطلق النار، بل إنه لم يكن يحمل سلاحا في الأصل”، مضيفا أنه “لم يكن له أيّ علاقة حتى بالنزاع بين العائلتين”، ومؤكدا أنّ “من قَتَل سند هو الشرطة التي تريد إخضاع أهل رهط كي تفعل ما تريد”.

وبحسب الدبسان فإن “المسدس الذي صوّروه، هو من الأرشيف”، مشيرا إلى أنّ الشهيد “رُزِق بطفل قبل أسبوعين، وله أطفال”، في إشارة إلى أنه من غير المعقول أنّ يورّط نفسه في مزاعِم الشرطة.

يذكر أن المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاما) استشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية، يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2017، بعدما اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة قرية أم الحيران بهدف هدم بيوت فيها وزعمت الشرطة بعد استشهاده أنه “مخرب”.

وتعود حيثيات الأحداث إلى اقتحام قوات مدججة من الشرطة الإسرائيلية والوحدات الخاصة التابعة لها، أم الحيران، حيث أعدمت برصاصها المربي أبو القيعان، بدم بارد، وهدمت 12 منزلا و8 منشآت زراعية في 18.01.2017. وتُرك جثمان الشهيد داخل سيارته المحاصرة بقوات من الشرطة والوحدات الخاصة، منعت أهله من الاقتراب من المكان.

إضراب عام ومطالبات بمحاكمة القتلة

حدادا واحتجاجا على إعدام الشهيد الهربد، عمّ الإضراب الشامل، اليوم الأربعاء، مدينة رهط في النقب، فيما يستعد النقب لتشييع جنازة الهربد، الساعة العاشرة صباحا.

وأعلنت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب دعمها لقرارات بلدية رهط، ودعت للمشاركة في جنازة الشهيد الهربد، وطالبت بإجراء تحقيق في جريمة الإعدام الميداني للهربد ومحاكمة القتلة من عناصر وحدة “المستعربين”.

وعقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب اجتماعا طارئا في مدينة رهط، الليلة الماضية، في اعقاب استشهاد سند الهربد، واستنكرت الجريمة النكراء، وطالبت بـ”إجراء تحقيق في جريمة الإعدام الميداني للشهيد سند الهربد، عن طريق لجنة مهنية حيادية ومستقلة، بمشاركة قانونيين من المجتمع العربي”.

كذلك دعت لجنة التوجيه إلى تبني قرارات بلدية رهط وبالمشاركة مع لجنة التوجيه بخصوص الإضراب العام في مدينة رهط، كذلك المشاركة في الوقفة الاحتجاجية بعد الجنازة.

وحذرت لجنة التوجيه من “بيانات مدسوسة، وكأن الشهيد تابع لكتائب مسلحة، وهذه البيانات المفبركة تعيد للأذهان الاتهامات الكاذبة للشهيد يعقوب أبو القيعان، وإتهامه بالانتماء لداعش، كتبرير لجريمة القتل التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية”.

وأكدت لجنة التوجيه أن “هذه الممارسات تعكس عقلية عدائية ضد المواطنين العرب، والتي تستوجب الملاحقة القانونية للمسؤولين عن الجريمة حتى تقديمهم للمحاكمة”.

كما دعت لجنة التوجيه أبناء المجتمع العربي إلى “وقف كل ظواهر إطلاق النار في المدن والقرى العربية، ووضع حد للخلافات، وتوحيد الجهود لمواجهة المخططات السلطوية التي تستهدفنا جميعا بدون استثناء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى