أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: زيارة هرتسوغ للإمارات لن تقدم مساعدات متطورة

تبدي الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية انشغالا لافتا بالزيارة “التاريخية” التي يقوم بها الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها تطبيقا عمليا لاتفاقيات التطبيع.

وتظهر أن هذه الاتفاقيات بالنسبة للإمارات باقية، وليست مؤقتة، مع العلم أن الزيارة تأتي في وقت معقد بالنسبة لها، بالتزامن مع هجمات الحوثيين عليها، ما أشاع هواجس قلق في تل أبيب من أن يؤدي ذلك إلى تبريد العلاقات مع أبوظبي، لكن ما حدث هو العكس.

وقد تسرب من محتويات الزيارة، أن هرتسوغ جلس مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في مكتبه لمدة ساعتين بحضور طواقم الجانبين، تبعه لقاء خاص مغلق بين هرتسوغ وابن زايد وحدهما في قصره الخاص، وهذه المرة على انفراد، وفي منزله جلسا لمدة ساعتين أخريين، وتحدثا وحدهما عن علاقات الجانبين، والوضع في المنطقة، وملف إيران، خاصة أن الإمارات تجري حاليا حوارا معها لتخفيف توتر المنطقة، ومنع التصعيد، ما جعل تل أبيب تخشى أن يدفع ذلك الإمارات إلى تهدئة العلاقات معها.

باراك رافيد المراسل السياسي لموقع “واللا” العبري ذكر في تقرير له أن “الزيارة قدمت توقعات معاكسة عما كان سائدا في المحافل السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية، فقد حصلت في وقت تجري فيه الإمارات حوارا مع الإيرانيين، وفي الوقت ذاته، تتعرض لهجمات صاروخية استمرت خلال الزيارة أيضا، وقدمت وسائل الإعلام الإماراتية تغطية واسعة النطاق للزيارة، وامتلأت حسابات إنستغرام المرتبطة بها بصور ابن زايد وهرتسوغ”.

وأضاف أن “زيارة هرتسوغ ومن خلال التصريحات التي ترافقت معها من الجانبين، تظهر أن اتفاقيات التطبيع باقية من الجانبين، الإمارات وإسرائيل، وأنها لم تكن نتيجة مصلحة مؤقتة، أو لظروف سياسية آنية، لكنها جزء من قرار استراتيجي اتخذته الإمارات، وهذه القناعة سيتردد صداها مع المزيد من زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين لدول المنطقة في المستقبل القريب، مع العلم أن زيارة هرتسوغ تعتبر إشارة من الإمارات إلى دول المنطقة”.

ولا تخفي الإمارات وتل أبيب أن لديهما تصورا مشتركا حول التهديدات التي تشكلها إيران والحوثيون والمنظمات المسلحة الأخرى في المنطقة، وضرورة العمل بقوة ضدهم، في الوقت الذي أكد فيه هرتسوغ لابن زايد أن إسرائيل تدعم بشكل كامل المتطلبات الأمنية لدولة الإمارات، وأن الهجمات الصاروخية للحوثيين فرصة للدولتين لتعزيز الاتفاقات الإبراهيمية، بجانب الولايات المتحدة، حيث ترغب الإمارات بتلقي المساعدة الأمنية من إسرائيل في تكنولوجيا حماية الصواريخ والطائرات بدون طيار.

زيارة هرتسوغ أعقبت اتصالا من رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع ابن زايد عقب هجمات الحوثيين، وإبلاغه بأنه أصدر تعليماته للمؤسسة العسكرية بتزويد الإمارات بأي مساعدة أمنية وعسكرية تحتاجها، رغم أن المساعدة الأمنية الإسرائيلية للإمارات مسألة معقدة، إذ لا تتحمس إسرائيل لمشاركة التكنولوجيا المتقدمة التي تحت تصرفها مع دول أخرى، ناهيك عن الدول العربية، حتى تلك التي توجد معها اتفاقيات سلام، ولذلك فإنه يبدو أنه من الصعب رؤية إسرائيل توفر نظام القبة الحديدية للإمارات.

لكن هناك تقنيات إسرائيلية أخرى أقل حساسية يمكن توفيرها للإمارات، والمسؤولون الإسرائيليون يدركون أن ما حصل من تطورات أمنية أخيرة في منطقة الخليج، وتحديدا بين الإمارات والحوثيين، يعتبر فرصة لتقوية علاقاتهما بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى