مختصون يحذرون من إفراغ النقب من سكانه ويطالبون بإسناده

أكد مشاركون في ورشة عمل حول “الدور الإعلامي المنشود لإسناد أهالي النقب في مواجهة الاحتلال”، أمس الأحد، “ضرورة مواصلة دعم هبة النقب المحتل في وجه المشاريع الإسرائيلية”.
وحذر المشاركون في الندوة، التي نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، في مدينة غزة “من إفراغ النقب من سكانه العرب الأصليين، واستبدالهم بمستوطنين يهود”.
وأوضح رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، جمعة الزبارقة، أن “النقب يمثل أكثر من نصف فلسطين التاريخية بمساحة 12 مليون دونم”.
وبيّن الزبارقة في مداخلة مسجلة، أن “دولة الاحتلال هجّرت منذ نكبة عام 1948، حوالي 100 ألف فلسطيني من النقب لإفراغه من سكانه الأصليين”.
وأشار إلى أن المؤسسة الإسرائيلية، “أبقت على 12 ألف نسمة وحصرتهم في منطقة السياج، التي لا تزيد مساحتها عن 5 في المئة من مساحة النقب، بعد أن كانوا موزعين على كل أنحائه”.
وقال الزبارقة إن “الاحتلال ركز مشاريعه الاستيطانية في النقب؛ لتهجير أهله؛ حيث أقام 12 مستوطنة جديدة، وعدة مصانع ضخمة، وما يعرف بالشارع العابر لإسرائيل”.
وذكر أن “هبّة النقب التي انطلقت منذ نحو أسبوعين، إحدى حلقات النضال ضد المؤسسة الإسرائيلية التي تقوم بقلع البشر، وزرع الشجر مكان البشر”.
وأضاف: “نحن مستمرون في هبة النقب، ونتوقع من العالم الحر أن يدعمنا في قضيتنا؛ لأنها قضية وجود بالنسبة لنا نحن سكان هذه البلاد، ولا خيار لنا إلا الانتصار في هذه المعركة”.
وأشاد الزبارقة بالتغطية الإعلامية لأحداث النقب، مطالبا الإعلام الفلسطيني المحلي، والإعلام العربي، والإعلام الدولي، بمواصلة التغطية المتميزة، ودعم قضية النقب”.
بدوره، أكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم، أن “الاحتلال زاد في السنوات الأخيرة من هجمته على النقب، وسط تعتيم إعلامي كبير سبق هذه الهبة”.
وطالب الأعسم في مداخلة عبر تقنية النقل التلفزيوني، بـ “تغطية إعلامية كبيرة لهبة النقب هذه من أجل فضح جرائم الاحتلال هناك”، مشيرًا إلى “اعتقال السلطات الإسرائيلية 200 فلسطيني وفلسطينية من النقب، خلال الهبّة الأخيرة”
واتهم المؤسسة الإسرائيلية بـ “العمل على تغيير معالم النقب، من خلال المشاريع الاستيطانية بأسماء براقة مثل تخضير النقب”.
وأكد الأعسم: “نحن أصحاب هذه الأرض، ودولة الاحتلال تحاول الكذب أننا سرقنا هذه الأرض، فنحن نعيش بها قبل تأسيس الكيان الاسرائيلي عام 1948”.
وأكد الصحفي ماجد الزبدة أن “مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في هبة النقب”، مشيرا إلى انه من الصعب وقف “صحافة المواطن”.
وأشار إلى أن أهالي النقب “انتفضوا عدة مرات في وجه الاحتلال خلال السبعينيات القرن الماضي وانتفاضة الأقصى عام 2000، وكذلك خلال معركة “سيف القدس” في أيار/ مايو الماضي.
وأكد الزبدة أن “الاحتلال حاول حصر الفلسطينيين في منطقة واحدة من اجل تحويل النقب إلى منطقة استراتيجية، بعد نقل معظم قواعده العسكرية والجوية إليها”.
وأوضح أن الاحتلال أعلن عام 2011 عن “منح كل عائلية يهودية تقطن النقب 80 دونم أرض”، مشيرا إلى “مخطط برافر الإسرائيلي لتوطين أكثر من مليون مستوطن إسرائيلي في النقب”.
وتبلغ مساحة منطقة النقب نحو 14 ألف كيلومتر مربع، ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وتقطنها تاريخيا، عشائر عربية ترتبط اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن.


