أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

إدانات واسعة لتصريحات منصور عباس.. انحدار سياسي ووطني تخطى الحدود.. وانحياز فاضح للرواية الصهيونية

 أثارت تصريحات منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي والذي أقر بأن “إسرائيل قامت كدولة للشعب اليهودي وستبقى كذلك” ردود أفعال غاضبة في الأوساط الحزبية والسياسية والشعبية الفلسطينية التي أجمعت على رفضها لهذه التصريحات والانحدار السياسي والوطني الذي لا يمثل إلا حركته وحزبه. 

ويرفض الفلسطينيون مطلب الكيّان الإسرائيلي الاعتراف به كـ “دولة يهودية”، تمسكا بحقوق العرب في الداخل، بجانب حق عودة اللاجئين، فيما لم يسبق لعضو عربي في الكنيست أن أدلى بمثل هذا التصريح من قبل. 

وقال عباس، رئيس “القائمة العربية الموحدة” الشريكة بالحكومة الإسرائيلية، إن “دولة إسرائيل ولدت كدولة يهودية”. ولدى سؤاله في مؤتمر لصحيفة “غلوبس” الإسرائيلية إن كان يقصد ما يقول، أعاد عباس قوله: “إسرائيل ولدت كدولة يهودية”، ما أثار تصفيقا من الحضور من الإسرائيليين.

وتابع: “هذا هو قرار الشعب اليهودي الذي أقام دولة يهودية، والسؤال هو ليس ما هي هوية الدولة، فهي هكذا ولدت، وهكذا ستبقى”. ورأى أن “السؤال المهم هو ما هي مكانة المواطن العربي والمجتمع العربي في دولة إسرائيل اليهودية، هذا هو السؤال”.

 

مبدأ المقايضة

وفي تصريح للشيخ رائد صلاح قال: إن مبدأ المقايضة دفع بالأمور أن تصل إلى حد أن يعطي عضو الكنيست د. منصور عباس، وصفه الواضح حول يهودية الدولة ليوافق قانون القومية التي أقرّتها الأحزاب الإسرائيلية، في المحصلة الأخيرة ماذا يعني أن يقف واحد منا ويعلن عن يهودية الدولة، هذا معناه إعدام لحق العودة الذي هو روح القضية الفلسطينية، هذا يعني أنني أنا إذا كنت أعيش في دولة يهودية ذات قومية يهودية فهذا يعني بأني أصبحت بوجدي غريبا في هذه البلاد. 

 

أجندات وليست اجتهادات

 

من جهته، أكّد الشيخ كمال خطيب؛ رئيس لجنة الحريات، أن تصريحات منصور عباس الأخيرة ليست اجتهادات ولا زلّات لسان منفلتة، إنما هي أجندات مشروع. وقال: “إذا كان البعض يستغرب مما يسمعه ولعلّه بدأ يعرف حقيقة هذا المشروع، فإنني أقول له: نحن لاحظنا إرهاصات ومقدّمات هذا المشروع قبل سنوات من العام 1996، ولمّا أننا حاولنا إيقاف ذلك الانحدار وتسارعت خطوات ذلك المشروع ولم ننجح، فكان خيارنا برفض أن نكون في سفينة ومدرسة يقودها من يؤمن بهذا المشروع بل ويروّج له، حيث كان منصور عباس تلميذ في تلك المدرسة، إنها إذًا ليست اجتهادات إنها أجـندات. فهل يتنبّه ويستيقظ قبل فوات الأوان من أعمى بصرهم زيف وبريق “النهج الجديد” فلهثوا خلفه؟!”. 

 

تحريف وتخريف

وعقّب الشيخ حسام أبو ليل؛ رئيس حزب الوفاء والإصلاح قائلًا: إن التصريحات الأخيرة مضافة للتصريحات والمواقف المتلاحقة من عضو الكنيست الصهيوني د. منصور عباس وفق “نهجه الجديد” الذي يمثله ومن يؤيده، إذ يقرّ بيهودية الدولة، ما يعني أنه يعترف بقانون القومية العنصري، ويعتبر نضال شعبنا ومقاومة الاحتلال عنفا، تجاوز كل الحدود، فهو سقوط وانحراف عن الإجماع الفلسطيني والعربي والإسلامي، هذا خدمة للمؤسسة الإسرائيلية العنصرية وطعنة في ظهر شعبنا المتجذّر والمدافع عن ثوابته ووجوده وحقه الكامل في أرضه. أي “إبداع” جديد ستخرج علينا به بعد اليوم وإلى أين ستصل؟!

وقال أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح؛ البروفيسور إبراهيم أبو جابر: “هذه التصريحات جاءت متناغمة مع ما أطلق عليه النهج الجديد الذي تبنته القائمة الموحدة التابعة للحركة الاسلامية الجنوبية. وهي غير مفاجئة لأنها متوقعة بعد المشاركة في الكنيست، لا بل وفي الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، فلولا دعمها لما شكّل نفتالي بينيت حكومته.. هذه التصريحات اعتراف صريح بقانون القومية العنصري أو ما يسمى (قانون يهودية الدولة) الذي جسد سياسة الفصل العنصري، وهو سلبنا حقنا في وطننا، وجعل منا أشبه برعايا أجانب مقيمين لا مواطنين”.

 

فشل أم لم يوفق في التعبير؟

القيادي في الحركة الإسلامية الجنوبية ورئيسها الأسبق؛ إبراهيم عبد الله صرصور كتب تغريدة على صفحته في الفيسبوك قال فيها: “لا نشك في نوايا د. منصور عباس، إلا أنه فشل في التعبير عن ثوابت الحركة الاسلامية التي تعتبر تعريف اسرائيل عنصريا حتى النخاع! ثم ما لبث إبراهيم صرصور أن قام بتعديل تغريدته مرة أخرى ليحذف عبارة (فشل في التعبير) ويستبدلها بـ (لم يوفق في التعبير)!!

 

سقوط مدّو

وقال الأكاديمي والناشط السياسي؛ المحامي علي حيدر، إن تصريحات رئيس القائمة الموحدة الأخيرة بشأن الإقرار بيهودية الدولة “ليست اجتهادا خاطئا فحسب، بل هي سقوط مدوّ وضرب للثوابت الوطنية والقومية والإنجازات التاريخية للأجيال السابقة وتحطيم لأحلام الأجيال الفلسطينية القادمة”. وأكد أن النهج الذي يقوده النائب عباس “خطير ومراهق ومغامر” مشددا على ضرورة أن يواجه بشكل حازم وصارم من قبل الإرادة الجماعية العربية الفلسطينية. وقال إنه لا يمكن، باسم التسهيلات المادية والوعود الموهومة، التنازل عن الهوية الوطنية والقومية ويترتب على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وضع حد لهذا التردي الذي تقوده القائمة الموحدة”.

 

مقايضة الحقوق وتزييف للوعي

وأكّد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني، المحامي رياض محاميد، أن إسرائيل -لمن خانته الذاكرة- قامت على نكبة وأنقاض الشعب الفلسطيني وتهجيره وتشريده من وطنه بالمجازر، وسلب أرضه وممتلكاته. وهذه الحقائق لا يمكن لأي كان تزييفها وتجاوزها، محذرا من نهج وتصريحات منصور عباس الهادفة إلى تزييف الوعي وطعن الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني. وقال إن المؤسسة الإسرائيلية تستهدف المشروع السياسي لفلسطينيي 48، والسعي للإبقاء عليهم رهينة لسياساتها بعد أن فشلت في ترويضهم و “أسرلتهم” بهدف إيجاد حالة داخلية تعتمد على تيارات وقوى عربية توافق على “مقايضة الحقوق المدنية بالثوابت الوطنية والمواقف السياسية”. 

 

ساقط ونهايته سيئة

وفي تغريدة للكاتب الفلسطيني؛ ياسر الزعاترة قال فيها: قلنا مرارا: “ليس للسقوط قاع”. يظن هذا السياسي أو المثقف أنه سيهبط درجة ويتوقف، ثم ما يلبث أن يواصل التدحرج. منصور عباس؛ زعيم “القائمة العربية الموحّدة” في كنيست “الكيان” نموذج لذلك. أعلن تبنيه “قانون القومية” قائلا: “إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك”. ساقط ونهايته سيئة، بإذن الله.

وعلى الصعيد الرسمي الفلسطيني، استنكرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، تصريحات رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست الاسرائيلي، منصور عباس، التي أعلن فيها تأييده “قانون القومية اليهودية”. وحذّرت في بيان أصدرته من “خطورة هذه التصريحات على الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين”. وبيّنت أن منصور عباس “تجاوز بمواقفه الخطوط الحمراء”، مشيرة الى أن قانون “يهودية الدولة” يحصر حق تقرير المصير على أرض فلسطين باليهود، ولا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في وطنه.

 

تصريح مخالف للإجماع القومي

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن تصريحات منصور عباس، والتي عبَّر فيها عن اعترافه بما يسمَّى بـ “يهودية الدولة” ما هو إلاّ انحياز فاضح للرواية الصهيونية، ومخالفة صريحة لموقف الإجماع الوطني الفلسطيني الرّافض والمندّد بها. وأكدت أن شعبنا الفلسطيني بكلّ مكوّناته وأطيافه، سيظل ثابتًا على أرضه التاريخية، رافضًا التنازل عن شبر منها، مدافعًا عن هويتها العربية والإسلامية، مقاومًا الوجود الصهيوني فيها، ولن يلتفت لمحاولات تبهيت الصراع بين شعبنا الأصيل، صاحب الأرض والتاريخ وبين المستعمر الصهيوني الطارئ الغريب.

 

دور مشبوه وأداة طيّعة في يد الاحتلال

ودانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بشدة، تصريحات منصور عباس وأكدت أنّها تصريحات “خيانيّة” لا تمثل شعبنا من قريبٍ أو من بعيد، وتكشف عن الدور المشبوه المناط به كأداةٍ طيَعّة في يد الاحتلال. وأكَّدت أنّ ما يدّعيه منصور عباس هو تزكية لقانون “يهوديّة الدولة”، وتغطية على برنامج وممارسات الحكومة الصهيونيّة واليمين المتطرّف وقطعان المستوطنين الذين يعملون ليل نهار لتجسيد هذا القانون بكل الوسائل والسبل من أجل تهجير أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة وقطع الطريق على حق العودة، وأنّ تسليمه بقانون “يهوديّة الدولة” يجعله أداة من أدوات تنفيذه وخائنًا لمصالح شعبنا وحقوقه الوطنيّة. وأنّ هكذا شخصيّات طارئة وعابرة في المشهد الفلسطيني ولن تجد مكانًا لها إلّا في مزبلة التاريخ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى