أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

استطلاع المدينة…أكثر من 57% من المعلمين لديهم تخوفات حول العودة الى الدراسة

د. هامة ابو كشك: هناك حاجة لتعزيز المرونة لدى المعلمين ودعمهم

د. هامة ابو كشك: هناك حاجة لتعزيز المرونة لدى المعلمين ودعمهم

عائشة حجار
أفاد استطلاع أجرته صحيفة “المدينة” أن معلمي المدارس في الداخل الفلسطيني يواجهون ضغوطات ومخاوف عشية افتتاح السنة الدراسية.
شارك في الاستطلاع 132 معلمًا ومعلمة من مختلف المراحل التدريسية، بدءًا برياض الأطفال وانتهاء بالمدارس الثانوية، ومن مختلف قرى ومدن البلاد.
ويشير الاستطلاع إلى أن واحدًا من كل أربعة معلمين لا يشعر بأنه جاهز للعودة للتدريس، فيما أشار واحد من كل خمسة مشاركين فقط إلى أنه لا يشعر بالتخوفات من العودة للتدريس في ظل جائحة كورونا، فيما أفاد 25.6% فقط بأنهم يثقون بأهالي الطلاب بألّا يبعثوا طالبًا مصابًا بفيروس كورونا أو في حجر صحي إلى المدرسة.

 

وفي تعقيبها على نتائج الاستطلاع، قالت د. هامة أبو كشك- محاضرة وباحثة في قسم الإعلام- الكلية الأكاديمية سبير، إن: “المرونة النفسية وقدرة المعلم أو أي فرد على التأقلم في ظل أزمة (صحية، اجتماعية، اقتصادية، شخصية أو سياسية) تتمثل بتجاوز هذه الأزمة واستكمال العيش وتحدي الصعاب. وهناك عدة عوامل تؤثر على المرونة. هذه التخوفات لدى المعلمين تتلاءم مع معطيات التقرير الذي نشرته دائرة الإحصاء العامة حول المرونة النفسية خلال أزمة الكورونا، حيث أفاد التقرير أنّ نسبة المواطنين العرب الذين شعروا بالخوف والضغوطات النفسية أعلى من نسبتهم في المجتمع اليهودي. لا ننسى أن المجتمع العربي عانى بشكل حاد من أزمة اقتصادية، اجتماعية صحية وتربوية بسبب انتشار الكورونا. أضف إلى ذلك، عدم وضوح الصورة حول افتتاح السنة الدراسية أو نشر تعليمات واضحة بهذا الصدد. هذه التخوفات التي يشعر بها المعلمون هي شعور طبيعي لأزمة نعيشها ولا بد من التعامل معها ودعم المعلمين في التأقلم مع هذه الظروف الضبابية. وحتى لو عدنا إلى المدارس بشكل وجاهي من المتوقع سنعود الى الاغلاق”.

 

د. هامة أبو كشك
د. هامة أبو كشك

وأضافت: “أن الفوارق التعليمية والاجتماعية بين الطلاب زادت بشكل كبير وخاصة في المجتمع العربي، ولا بد من أن يتذكر المعلمون أنّ قسمًا من طلابهم يعانون من فروقات كبيرة وصعوبات سببتها فترة طويلة من الابتعاد عن الدراسة والتسرب بالدروس المحوسبة والفجوات الرقمية. لذلك من المهم أن تكون لدى المدارس خطط لتدارك هذه الفوارق وتدارك الأمر”.
وقالت د. ابو كشك: “في العام الماضي ما يقارب من مليار ونصف من سكان العالم، انتقلوا إلى التعلم عن بعد، وفي البلاد حوالي 2.5 مليون شخص تعلموا عن بعد من جيل الروضة وحتى الأكاديميا، وهنا نطرح السؤال إن كان هذا الوباء قد غير وسيغير طرق التعليم، وهل سرّعت الكورونا عملية بدأنا بها فيما يخص التعلم المحوسب؟ أم أننا نتحدث عن ابتكار مزعزع، وهو ابتكار يؤدي لإنشاء قيمة وسوق جديد يتسبب بتعطيل السوق الحالي. لا شك أن كورونا سرّعت من مجيء المستقبل ليولد وضع طبيعي جديد، السؤال هو كيف ستتعامل الطواقم التعليمية مع هذا التغيير؟ وإلى أي مدى”.
وتشير إلى البلبلة الممكنة في فهم وتعريف التعلم الرقمي: “هناك من يعتقد أن تمرير درس عبر الزوم دون ملاءمة للانتقال للتعلم عن بعد هو بيداغوجيا رقمية، لكن هذا غير دقيق. مهم جدا عملية الملاءمة”.
وأكدت أبو كشك على “أهمية الجانب النفسي في التدريس بشكل عام والتدريس الرقمي بشكل خاص، وأن أحد المركبات الاساسية في عملية التعليم هو البعد النفسي بين المعلم والطالب، لا بد من مراعاة هذا الجانب وان يهتم المعلم بالتواصل مع الطلاب بشكل شخصي”.
وحول التوقعات عن مكانة المعلم للسنة القريبة، قالت د. أبو كشك “أتوقع أن المعلمين سيقطفون ثمار جهودهم خلال سنة ونصف، فالمعلم الذي حافظ على قرب نفسي مع طلابه وبذل جهدًا للتدريس بشكل جيد في فترة التعليم الرقمي سوف يستمر في كسب مكانته بين طلابه”.
وختمت د. هامة أبو كشك، بالتوصيات للعاملين في سلك التعليم: “لا بد من تعزيز المرونة النفسية والتأقلم لدى المعلمين ودعمهم، كما يجب الاهتمام بتوطيد علاقة المعلمين والطلاب والأهل والتشديد على كل موضوع الجوانب العاطفية والتعليمية، وعند الحديث عن التعليم عن بعد لا بد من التطرق إلى البعد النفسي، لأنه في أغلب الأحيان يتم التطرق للجانب التقني، وفي حال انتقالنا إلى التعلم عن بعد، فمن المهم التذكر نظرية مايكل مور التي تركز على التلاقي النفسي والشعور بالتواصل بين المعلم والطلاب وبيئة التعلم، فالعلاقة لا تبنيها المسافات المكانية والزمنية، بل المسافة النفسية والتقارب بين الأشخاص، لذلك لا بد أن نركّز على البعد النفسي الذي يؤثر على جودة التعليم وليس فقط العوامل التقنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى