أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

ماذا وراء موجات التصعيد بين مصر والكويت؟

مع تواصل السجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مصريين وكويتيين على خلفية أزمات عديدة ومتتابعة منذ أشهر مضت، يبدو أن القاهرة والكويت على موعد مع فتور في العلاقات؛ إثر قرار كويتي بمنع السفر من وإلى القاهرة على خلفية جائحة كورونا.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه شركة مصر للطيران (حكومية) عن بدء رحلاتها إلى الكويت السبت، بمعدل 15 رحلة أسبوعيا، بعد انقطاع لنحو 3 أشهر، أصدرت هيئة الطيران المدني الكويتية، السبت، أيضا قرارا بوقف الرحلات من 31 دولة بينها مصر، نتيجة تداعيات انتشار فيروس كورونا.
وهو القرار الذي تبعه إلغاء مصر للطيران جميع رحلاتها المجدولة بين القاهرة والكويت، الأمر الذي يؤثر على نحو 600 ألف مصري يقيمون هناك.
وفي أول رد فعل حكومي مصري على القرار الكويتي، نشرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تصريحا لوزيرة الهجرة، تطلب توضيح الكويت حول القرار، إلا أن الوزيرة نبيلة مكرم نفت صلتها بالتصريح المنشور.
وكانت وزارة القوى العاملة المصرية أعلنت عن بدء عودة رحلات المصريين لمطار الكويت السبت الأول من آب/ أغسطس الجاري، فيما كشف الملحق العمالي بسفارة مصر بالكويت عن عدم تجديد الكويت إقامة العمالة المصرية الهامشية والعاملين لدى شركات وهمية ومن هم فوق الستين.
ودعا برلمانيون وإعلاميون مصريون الكويت لمراجعة قرارها، واعتبروه مضرا بالعلاقات بين الدولتين، فيما وصف البرلماني مصطفى بكري القرار الكويتي بـ”غير المبرر”، والذي “لا يستند إلى معلومات صحيحة”، داعيا الكويتيين لمراجعته، ومطالبا الخارجية المصرية بالتواصل مع الكويت؛ لإثنائها عن القرار.
وقبل أيام، فجرت أزمة اعتداء كويتي على عامل مصري بالكويت حالة من الغضب، قادت لدعوات لحرق علم الكويت بمصر الخميس، وهو ما استنكرته السفارة الكويتية بالقاهرة في بيان رسمي الجمعة، ما دعا الخارجية المصرية للرد ببيان استنكار تلك الدعوات، متهمة جهات مغرضة باستهداف علاقات البلدين.
وحول تعداد المصريين بالكويت، أكد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري بالعام 2017، أنهم نحو نصف مليون شخص، وفي 2018، تصدرت الجالية المصرية المركز الثاني بعد الهندية بنحو 445 ألفا و798 عاملا، وفق سفارة مصر بالكويت.

“ندفع ثمن طمع السيسي”
وحول حدود أزمة المصريين بالكويت؛ قال أحد المهندسين المصريين العاملين هناك: “يوجد توجه واضح لتقليل أعداد المصريين هنا”.
وأوضح، بحديثه لـ”عربي21″، أن “هذا التوجه زاد بشكل لافت بعد أزمة العالقين المصريين بالكويت مع جائحة كورونا، وابتزاز القاهرة للكويت، وإجبارها على دفع مقابل تذاكر عودتهم لمصر عبر مصر للطيران، وأيضا تكاليف الحجر الصحي بالقاهرة”.
وأشار إلى أن “الكويت ردت بإنهاء خدمات عدد من المصريين بالوزارات لديها، ولم تسمح لهم بالتحويل لأي مكان آخر، وقررت عودتهم لمصر”، مؤكدا “أننا ندفع ثمن طمع حكومتنا”.
ويعتقد أن منع الكويت الرحلات من وإلى القاهرة “يمثل كارثة إنسانية لآلاف المصريين الذي احتجزتهم جائحة كورونا ومنع السفر قبل أشهر”، موضحا أنهم كانوا يترقبون قرار رفع الحظر، السبت”.
وقال إن “حل الأزمة بيد الدولة والخارجية المصرية”، مضيفا أن “أمير الكويت مريض، ولو الدولة يهمها أمر المصريين لكانت هناك مبادرة تهدئة وزيارة رسمية للأمير، وبرقيات ووفود للاطمئنان على صحته وتصفية الخلافات”.
ورفض المهندس المصري الربط بين هذا التأزم وبين مواقف الكويت المغايرة لمواقف مصر بأزمة الخليج وغيرها من الأزمات العربية، وأكد أن “الكويتيين يشعرون أن مصر تستغلهم، وكل همّ حكومتها هو (الرز)”.

“استثناء أمريكا وروسيا”
ويرى الأكاديمي المصري، الدكتور محمد شرف، أن “القرار الكويتي بحظر الطيران إجراء احترازي وقائي، طبقا لتوصيات اللجان العلمية والسلطات الصحية، بناء على تداعيات انتشار فيروس كورونا بالدول عالية الخطورة”.
وبحديثه لـ”عربي21″، لفت إلى أن “القرار استثنى أمريكا وروسيا، وهما من الأكثر تأثرا بكورونا، والجزائر التي تمنع الطيران من مطاراتها، بينما شمل القرار الصين، وهي الأولى تحكما بالفيروس، ومعدل الإصابة فيها شبه معدوم الآن، وكذا إسبانيا وإيطاليا اللتين سيطرتا على كوفيد”.
ويعتقد شرف أن “القرار يضر بالمصريين، ثاني أكبر الجاليات بالكويت، خاصة مع انتهاء موسم الإجازات، والعودة لأعمالهم، وقد يربط البعض الأمر بسجال مواقع التواصل، لكن أظنه قابلا للمراجعة مع مراجعات الحالة الصحية للبلدان المشمولة بالحظر”.
وأكد أن “المحاولات المغرضة لإثارة الوقيعة والإساءة والفتنة وإثارة النعرات بين الشعبين تتطلب موقفا حاسما من الحكومتين بإعمال وإنفاذ القانون بشكل صارم على مثيري الفتن والعصبية والنعرات الجاهلية؛ حتى يتوقف هذا العبث”.
وختم الأكاديمي المصري بالقول: “حرية التعبير مكفولة، لكن حرية التحريض وإثارة الفتن وتدمير العلاقات الودية بين الشعوب غير مكفولة ولا مسموح بها”.

“تهاون حكومي”
ويعتقد الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، الدكتور السيد أبو الخير، أن “تهاون الحكومة بحماية المصريين بكل دول العالم، وليس بالكويت فقط، سبب الأزمة”، مشيرا إلى واقعة “مقتل مصريين بالسعودية، وتقاعس الحكومة عن أخذ حقهم”.
وأكد بحديثه لـ”عربي21″، أنه “لا حماية لمغترب مصري بأي دولة، والحكومة لا تفعل أي شيء لحماية رعاياها، والسفارات المصرية بالعالم لا تتدخل لحمايتهم؛ لذلك التعدي عليهم وظلمهم وعدم احترام آدميتهم بكل مكان”.
وأضاف الأكاديمي المصري: “لا أعتقد أن أزمة الخليج لها نصيب في ذلك؛ فالحكومة قللت قيمة المصريين بالداخل والخارج”.
المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى