رفاق درب المرحوم عرفات بطاطا من عرابة يتحدثون عن مناقبه وبصماته في مسيرة العمل الإسلامي
ساهر غزاوي
ودّعت مدينة عرابة الأسبوع الماضي الحاج عرفات بطاطا عاصلة (48 عامًا)، تاركا خلفه زوجة صابرة وأربع بنات ربّاهن وأدبّهن أحسن تربيتهن بشهادة كل من عرفه عن قرب، وتاركا أخوة له ورفاق درب في مسيرته الدعوية وفي خدمة المشروع الإسلامي وخدمة أبناء مجتمعه.
وتوفي عرفات عاصلة، الذي يعتبر من أبناء العمل الإسلامي في عرابة، صبيحة يوم السبت (25/7/2020) إثر نوبة قلبية ألمت به، علما أنه لم يكن يعاني من مشاكل صحية، وشُيّع جثمانه الطاهر بعد الصلاة ظهرا من بيته الكائن في عرابة إلى مقبرة العائلة في المدينة.
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات الحزن على فراق الراحل عاصلة وامتلأت بنعيه وذكر مناقبه وخصاله الطيبة.
ونعى أبناء المشروع الإسلامي في مدينة عرابة الذي وقع عليهم الخبر كالصاعقة، بقلوب صابرة محتسبة راضية بقضاء الله تعالى المرحوم الحاج عرفات بطاطا عاصلة (أبو أحمد) الذي كان ابنا بارًّا بهذه الدعوة المباركة والذي انخرط في صفوفها وهو في مقتبل العمر، وكان حاضرا في كل المواقع ومؤديا لكل مهمة أوكلت إليه.
وجاء في بيان النعي، إن مسيرة الراحل عاصلة الدعويّة والاجتماعيّة كانت حافلة خلال حياته لتحمل طابع التطوع والانتماء الصادق للمشروع الإسلاميّ ولمجتمعه ففي ميادين العطاء ترك الأخ عرفات بصمته وبسمته ليلقى الله بها وليتركنا مع آثاره الشاهدة له لنصبر ونحتسب الأجر والثواب على رحيله.
وبالإضافة لبيان نعي أبناء المشروع الإسلامي للراحل عاصلة، فقد تحدث إلى “موطني 48” إخوة من رفقاء دربه من عرابة وتطرقوا إلى جوانب عدة من حياته الدعوية والاجتماعية والإنسانية من خلال مسيرته وسيرته المُجمع عليها من قِبل كل من عرف الراحل من مدينة عرابة والداخل الفلسطيني.
أحبه كل من عرفه وخالطه
وتحدث الشيخ معين الصح، إمام مسجد عثمان بن عفان في عرابة قائلاً: استيقظت مدينة عرابة البطوف وأبناء المشروع الإسلامي في اليوم الرابع من شهر ذو الحجة على خبر حزين ومفاجئ وهو وفاة الشاب الحاج عرفات سعيد عاصلة إثر نوبة قلبية ألمت به صباحا. حيث عرف المرحوم بدماثة أخلاقه وببساطته وببسمته التي غالبا ما تفارقه وبتواضعه، لذلك احبه كل من عرفه وخالطه. مضيفا أن المرحوم كان من رواد المساجد منذ نعومة أظفاره يحافظ على العشاء والفجر معظم أوقاته.
وأشار إلى أن الراحل كان قد شغف بحب الرياضة وخاصة كرة القدم، فقد لعب حارسا للمرمى في الدوري الاسلامي وكان من إداري فريق عرابة الذي لعب بالدوري الاسلامي ومن بعدها انضم لإدارة الدوري الاسلامي قطريا. وقد عرف بقربه من الشباب وقد نظم دوريات لكرة القدم، دوري رمضان، دوري المساجد، دوري للأحياء في المدينة، دوري على اسم المرحومين اسماعيل زعرورة وتوفيق نصار أبناء الدعوة.
وقال إن الحاج عرفات يشهد له الجميع بتفانيه واخلاصه بمجال الدوريات وسرعان ما يعلن عن اقامة دوري نرى العشرات يسارعون للانضمام. وفي رمضان، يضيف الشيخ معين، لعدة أعوام كان يجري مسابقات رمضانية في كل يوم تقريبا من أمام المحال التجارية التي كانت تدعمه بالجوائز التي كان يقدمها للفائزين. وقد أحب الأرض والطبيعة فكان ينظم رحلات لشباب المساجد في كل اسبوعين نتجول بمسارات في الطبيعة، وكان من محبي المسجد الاقصى فكان لا يفارق المسجد الأقصى كثيرا فكان يشد الرحال إما في الباصات وإما مع الاصدقاء.
وبين الشيخ معين الصح أن الراحل عاصلة كان في الفترة الأخيرة بصدد انشاء دوري للأطفال الصغار وقد باشر بالعمل إلى أن وافته منيته. لافتا في ختام حديثه إلى أنه كان صاحب وفاء لأصدقائه وقد قام بزيارة بيت العزاء في طرعان عند وفاة أخانا المرحوم عمران دحله قبل أشهر قليلة، وكانت اجتماعياته كثيرة يحب الزيارات وتوطيد العلاقات مع الناس.
كان نموذجا للعطاء غير المشروط
الأستاذ نسيم بدارنة قال إن “خبر وفاة أخينا عرفات عاصلة رحمه الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته وقع علينا كالصاعقة، فقد فارقنا وابتسامته ما زالت حية عمرها دقائق. وأردف حديثه قائلاً: الأخ عرفات كان نموذجا لإنسان محب لأهلة وبلده ولدعوته ولشعبه. كان نموذجا للعطاء غير المشروط، فقد عمل طوال فترة عطائه في كافة المجالات من غير مقابل، ولكن تميز في مجال الرياضة، فلم يترك فرصة إلا وقد حقق من خلالها هدفه في الارتقاء خُلقا وخلقا في مجال الرياضة عامة وكرة القدم خاصة. فقد رافق الدوري الإسلامي ودوري المساجد ودوري الأحياء”.
وتابع بدارنة: كان الراحل منظما وإداريا ناجحا مثابرا، محاولا تسخير قدراته لخدمة شريحة الشباب خاصة، فقد عمل على نجاح دورات رحلات للتعرف على الوطن ولتأكيد ات التواصل بين الشباب. زرع في نفوسنا الفرحة في كل فرصة كان قادرا على ذلك مناسبات سياسية اجتماعية دينية، وقد أحبه الجميع. فراق عرفات خسارة لكل من عرفه ولم يعرفه فقد حمل راية الدعوة والحب والتسامح، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون. وقد ترك زوجة وابناء وبنات صابرين محتسبين كانوا عونا له في مسيرة عطائه.
رجل صاحب بصمة
من جهته تحدث الدكتور واصف نعامنة عن مناقب الراحل عرفات عاصلة قائلاً: من رحل وكان له بصمة في الدنيا والآخرة حتما سيبكي على فراقه الصعب الكبير والصغير، البعيد والقريب. هذا حالنا بعد رحيل طيب الذكر الحاج عرفات (أبو أحمد) صاحب الابتسامة الدائمة الذي كان يحب كل الناس وجميعهم أحبوه المعطاء لدعوته ومجتمعه، بل أنه كان الدينامو الحقيقي للفعاليات والمشاريع الدعوية والاجتماعية ويشهد له في مسيرته الأخلاقية، والدعوية والرياضية ُالمشرِقة ومن الدرجة الأولى والتي توّجها بالرباط في المسجد الأقصى المبارك. وستبقى ذكراه محفورة في قلوبنا. لافتا: قبل أسبوعين فقط خططنا سويا أن نباشر في التحضيرات لدوري المساجد على روح المرحومين الدكتور إسماعيل زعرورة والدكتور توفيق نصار وها قد رحلت أخي من دون سابق إنذار جعل الله جميع أعمالك في ميزان حسناتك ان شاء الله وأعاننا على إكمال المشوار في الدعوة إلى الله ونسأله تعالى أن يرحمك رحمة واسعة وأن يدخلك فسيح جناته.
مشروع مياه للاجئين السوريين عن روح الراحل عاصلة
وقال الدكتور حكمت نعامنه: أبا احمد الرجل الكبير الصادق المبتسم، الذي جمع الجميع وأحب الجميع. عرفته عاملًا من أجل مجتمعه ودعوته لا يكل ابداً ولا ينتظر ثناءً من أحد، أحب إخوانه بصدق وسعى دائماً لجمعهم ولم يتنازل عن مبادئه ابداً، أحب الأقصى ولبى نداء الرباط. فرحمة الله عليك يا ابا احمد وحفظ بناته الاربع الذي أحبهم ورباهم خير تربية وصبركن على فراق الحبيب.
وخلال حديثه عن المرحوم عرفات عاصلة، أعلن د. نعامنه عن مبادرة لمشروع “سقيا ماء” للاجئين السوريين عن روح الراحل الطاهرة وفاء ومحبة له رحمه الله، داعيا اخوانه أبناء لمشروع الإسلامي للمساهمة في هذا المشروع الذي سيوفر المياه لمخيم اللاجئين السوريين لمدة شهر كامل.
إلى ذلك قدّم أبناء المشروع الإسلامي في عرابة أضحيتين عن روح المرحوم، للأهل السوريين في “الخيام”.
هكذا هم الطيبون إذا رحلوا..
سرحان لهواني أحد أبناء المشروع الإسلامي في عرابة والذي رافق الراحل عاصلة في محطات كثيرة من مسيرة حياته الدعوية والاجتماعية قال: عُرف عن المرحوم دماثة الأخلاق وطيبة المعشر ونشاطه الدعوي والاجتماعي وتفانيه في خدمة الدعوة الإسلامية ومشاريعها، كما كان ناشطا فاعلا في مجال الرياضة حتى لحظة وفاته، لاعبًا وإداريًّا في الدوري الإسلامي القطري فيما مضى، كما كان المرحوم ناشطا في العديد من المجالات وأهمّها الرياضيّ فكان من مؤسسي دوري المساجد الرياضي ودوري الأحياء الذي استقطب العشرات من الشباب تحت مظلة الرياضة والتسامح بعيدا عن العنف، ودوري البراعم لجيل الناشئة، كما شغل عضوا في سلطة مكافحة العنف التابعة لبلدية عرابة، إلى جانب نشاطه الدعويّ عبر إقامة المسابقات الرمضانيّة في أحياء عرابة، وبرزت نشاطاته الاجتماعيّة من خلال تنظيم رحلات للتعرف على البلاد عرفت ب “مسارات عطر بلادي” للتعرف على البلدات المهجرة، هذا وعكف المرحوم على إقامة نشاطات وفعاليات تطوعيّة لا منهجيّة لطلاب الروضات والمدارس في البلدة، ولم ينسَ كبار السن من خلال زيارات لنادي المسنين وتقديم الهدايا في المناسبات المختلفة. مسيرة دعويّة واجتماعيّة حافلة شهدتها مسيرته خلال حياته لتحمل طابع التطوع والانتماء الصادق للمشروع الإسلاميّ ولمجتمعه ففي ميادين العطاء ترك الأخ عرفات بصمته وبسمته ليلقى الله بها وليتركنا مع آثاره الشاهدة له لنصبر ونحتسب الأجر والثواب على رحيله. نعم هكذا هم الطيبون إذا رحلوا وهكذا هم أبناء المشروع الإسلامي كالغيث أينما حلّوا تركوا خيرا عظيما. رحمك الله أخانا وجمعنا الله بك وبمن سبقك من أبناء المشروع الإسلامي البررة في مستقرّ رحمته.











