النقب: غضب واستنفار في “بئر الحمام” بعد هدم منزلين وتوجه لتنظيم معسكر عمل لإعادة بنائهما السبت

طه اغبارية

تخيّم أجواء من الغضب والاستنفار على قرية “بئر الحمام” مسلوبة الاعتراف، شرقي مدينة بئر السبع في منطقة النقب، بعد قيام آليات الهدم تحميها قوات مدجّجة من الشرطة والوحدات الخاصة، اليوم الأربعاء، بهدم منزلين وفرض حصار على البلدة والاعتداء على الأهالي وتفريقهم بعيارات نارية واعتقال شخصين.

وندّد السيد حسين الرفايعة في حديث لـ “موطني 48” بالتصعيد السلطوي على البلدة، مشيرا إلى أنه تجاوز عملية الهدم إلى قيام قوات الشرطة والوحدات الخاصة بالاعتداء على الأهالي داخل بيوتهم وإطلاق الرصاص لبث الرعب واقتحام ديوان عائلة “الرفايعة”، كما جرى اعتقال نجله وابن شقيقته خلال العدوان.

وأضاف: “ما حدث اليوم كان تصعيدا غير مسبوق على البلدة وكان أشبه بعملية غزو، حيث قامت القوات المدجّجة بالسلاح بتطويق القرية وحلقت طائرة مروحية فوقها، ولم تسلم البيوت من الاعتداء وقاموا باقتحامها وترويع الأطفال والنساء، يدّعون أن المنازل التي قاموا بهدمها بنيت بدون ترخيص، وكأن مخططاتهم التدميرية تتيح لنا البناء أصلا أو تلقى الخدمات الأساسية، نحن هنا على أرضنا قبل قيام الدولة، حاولوا مرارا مساومتنا على أرضنا من أجل أن نرحل ولكن رفضنا وسنبقى صامدين مهما تجبروا”.

إلى ذلك، وصل إلى البلدة في أعقاب الهدم عدد من الشخصيات الاعتبارية في النقب، كان من بينهم: السيد عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، والشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب وعضو الكنيست السابق جمعة الزبارقة.

وقال الشيخ أسامة العقبي لـ “موطني 48”: “بعد أن وقفنا على الاعتداء والتصعيد الظالم، فنحن بصدد عقد اجتماع طارئ للجنة التوجيه العليا واللجنة المحلية في “بئر الحمام” عصر اليوم، الأربعاء، وسندعو خلال الاجتماع إلى تنظيم معسكر عمل يوم السبت القادم، بهدف بناء المنزلين الذين تعرضا للهدم، ليكون هذا ردنا على ظلمهم ومخططاتهم”.

وأضاف: “نهيب بأهلنا في الداخل الفلسطيني إلى الالتفاف حول قضية بئر الحمام كما عودونا دائما في التفافهم حول سائر قضايا شعبنا، سنواصل تصعيد نضالنا المشروع ضد ظلمهم ومخططاتهم مهما صعدوا ضدنا، يبدو أن حقدهم على وقفة أبناء شعبنا في المظاهرة التي كانت يوم الاثنين في بئر السب، كان خلف هذا التصعيد الكبير، نؤكد لهم أن مواجهتنا لمخططاتهم ستتواصل مهما فعلوا ولن نتزحزح عن مطالبتنا بحقوقنا المشروعة بالحياة الكريمة على أرضنا قيد أنملة”.

يشار إلى أن بلدة “بئر الحمام” مسلوبة الاعتراف، تقع شرقي مدينة بئر السبع، وفي الآونة الأخيرة تتعرض البلدة إلى جانب بلدات أخرى قريبة مثل “خربة الوطن” و”الزرنوق” والرويس” لهجمة سلطوية تتمثل بهدم المنازل وإخطارات الهدم وتجريف الأراضي، ويتهم المواطنون السلطات الإسرائيلية بإعداد مخططات ومشاريع لمصادرة أراضي هذه البلدات وتهجيرهم من بلداتهم القائمة منذ مئات السنين.