أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

مراقبون يحذّرون من تداعيات المواجهة بين أطباء مصر والحكومة

حذّر مراقبون مصريون من تداعيات المواجهة الحالية بين الأطباء والحكومة المصرية، والتي أكدوا أن الشعب المصري سيدفع ثمنها من الأرواح في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بوتيرة متسارعة في الآونة الأخيرة، منتقدين بشدة موقف النظام المصري من تلك الأزمة “المتفاقمة”.

ورأوا، في تصريحات صحفية، أن “أزمة كورونا تنذر بخطر وغضب متصاعد ربما يؤدي إلى تحرك شعبي تحت شعار (الحياة أو الموت)، وهو الخيار الذي ربما تفرضه الإدارة الفاشلة لهذه الأزمة من جانب الحكومة، التي تتقاعس عن تنفيذ مطالب الأطباء وحمايتهم”.

واعتبر المراقبون اتهامات الحكومة المصرية وإعلامها للأطباء بالانتماء لجماعة الإخوان بمثابة الشماعة التي تُعلق عليها الحكومة فشلها في إدارة جائحة كورونا، مؤكدين أن “مطالب الأطباء مشروعة، خاصة أنها تحافظ على المنظومة الطبية من الانهيار”.

ومؤخرا تعرض الأطباء بمصر لحملة منظمة تتهمهم بـ “الأخونة”، و”العمل على إسقاط الدولة المصرية، والتآمر عليها”، وهو ما عبّر برلمانيون وإعلاميون وسياسيون ونشطاء موالون للحكومة، ومنهم البرلماني فرج عامر الذي اتهم جماعة الإخوان بتنفيذ مخطط لضرب النظام الطبي في مصر، على حد زعمه.

كما تقدمت وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، مايسة عطوة، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة، أكدت خلاله وجود ما وصفته بـ “مخطط إخواني” لضرب الأطقم الطبية، وتحريضهم ضد الدولة دون تحرك من الجهات المعنية.

وفي السياق نفسه، تقدم المحامي المُقرب من الأجهزة الأمنية سمير صبري ببلاغ إلى النائب العام ولنيابة أمن الدولة العليا ضد عضو مجلس نقابة الأطباء الأسبق، منى مينا، يتهمها بـ “تعمد نشر أخبار كاذبة عبر شاشات القنوات المعادية للدولة، وتحريض الأطباء على الانقسام والإضراب”، بحسب ما جاء في البلاغ.

“محاولة لصرف الأنظار”

وفي تعليقه على هذا الأمر، قال أمين صندوق نقابة الصيادلة الأسبق، أحمد رامي، إن “ما يجري من تعليق شماعة الفشل للنظام على اتهامات باطلة للأطباء بالأخونة والخيانة، لن ينطلي على الشعب، لأن الجميع يعرف أن الفشل سببه النظام وعدم القدرة على توفير المستلزمات، وما يجري هو محاولة لصرف الأنظار عن المعركة الحقيقية، وعدم قدرة النظام على إدارة المعركة”.

وذكر، في تصريح صحفي”، أن “الفشل في الأزمة الراهنة سيدفع ثمنه الشعب من أرواحهم، وخلال الأيام القادمة ستنكشف الأمور، لأن الحالة تسوء يوما وراء يوم، والناس ليس أمامها سوى السلطة لتحميلها الفشل، لأنها المنوطة بإدارة الأزمة”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن أن نتصور أن تذهب الناس إلى المستشفيات ولا تجد أماكن لأبنائها أو أهلها بشكل عام، خاصة أن الناس هنا تتحرك بغريزة البقاء، والتحرك بالغريزة بعيدا عن العقل ستكون له عواقب وخيمة بالتأكيد”.

“فتح المستشفيات العسكرية”

وطالب الأستاذ بجامعة القاهرة، محمد شرف، بفتح مستشفيات القوات المسلحة التي قال إن الشعب ينفق عليها من أمواله، داعيا لضرورة الاستفادة من إمكانياتها واستعدادها وجاهزيتها التي “تُعد أعلى وأفضل قياسا إلى المستشفيات الحكومية والتأمين الصحي المنهارة أصلا”.

وقال إنه “من العجيب اتهام الأطباء بالأخونة والخيانة حين اعترضوا على عدم توفر أدنى مقومات الحماية لهم في مواجهة الإصابات والوفيات بين زملائهم والأطقم الطبية، وهذا الأمر لا شأن له بأي خلفيات أيديولوجية أو أي انتماء سياسي، وكأنه يجب أن يموتوا في صمت بسبب الإهمال الطبي”.

وربط شرف، في تصريح لصحفي بين ما يجري الآن وما كان يحدث قبل أسبوعين، حيث “كان القائمون على الأمر يشكرون جيش مصر الأبيض ويصفقون لهم؛ فبين عشية وضحاها نجدهم اليوم يطالبون بقطع رقابهم، لمجرد اعتراض مشروع يتعلق بظروف العمل وتؤكد عليه المواثيق المحلية والدولية لقوانين العمل”.

وتساءل عن “مصير مبلغ الـ 100 مليار جنيه المُخصص لمكافحة كورونا، خاصة أن المستشفيات المخصصة لكورونا محدودة جدا ومكتظة، وبها عائلات كاملة تموت لعدم وجود مكان أو علاج، فضلا عن اكتظاظ الطرقات في المستشفيات والاستقبال، بل تصل للشارع، وهو ما يسهل إصابة أي شخص سليم بالمرض في مناخ غير صحي بالمرة”.

“شماعة الفشل”

أما رئيس مركز “دراسات مصر”، مصطفى خضري، فيقول: “لقد صارت شماعة الإخوان إحدى الشماعات التي يتم استخدامها لإعادة توجيه الرأي العام بعيدا عن فشل النظام وفساده، وهو تكنيك سياسي قديم؛ فكل نظام يلقي بفشله على منافسيه، بل إنه سبق لجماعة الإخوان استخدام هذا التكنيك عندما كانوا في الحكم، وقتها كانت شماعة نظام مبارك هي بطل كل حادثة وحدث، وهو ما يفعله السيسي الآن”.

وفي تصريح صحفي، رأى خضري أن “للأمر دلالته السياسية؛ فبعد ما يقارب السبع سنوات على خروج جماعة الإخوان من الحكم، ما زال نظام السيسي يرى في الجماعة المنافس الوحيد الذي يمكن أن يكون ندا له، برغم كل ما تعرضت له الجماعة من ضربات اجتثاثية على يد النظام”.

وحول عدم الاستجابة لمطالب الأطباء وحمايتهم قال خضري: “هناك جانبان لهذا الأمر، الأول يشمل المخصصات المالية للأطباء، وهي مشكلة تؤرق السيسي؛ فقد سعى النظام منذ فترة طويلة إلى خصخصة النظام الطبي في مصر تنفيذا لتعليمات البنك الدولي، وقد أخذ عدة خطوات في هذا الاتجاه، وأي تغير في المخصصات المالية للأطباء سوف يُهدد هذا المخطط”.

مضيفا: “أما الجانب الآخر وهو سبل الحماية، فسببه الفساد الذي يستشري داخل النظام؛ فمعظم قيادات وزارة الصحة الآن قليلو الكفاءة، وهؤلاء موجودون في مناصبهم تلك كمكافأة لنهاية خدمتهم، وليس لديهم أي خبرة أو معرفة بإدارة الأزمات، بل أن بعضهم يتعامل مع الأمر كفرصة يجب استغلالها، وأي تدقيق لحسابات وزارة الصحة في تلك الفترة سيفاجأ بكم الفساد الذي تم خلالها”.

وأوضح خضري أن “هناك مسارين يمكن أن تنتهي إلى أحدهما هذه الأزمة، الأول أن تنتهي حالة الهلع من الفيروس قريبا، ويصبح مرضا عاديا يتم التعامل معه، وفي تلك الحالة ستنتهي الأزمة وتعود الحياة إلى ما قبل كورونا، والثاني أن تستمر الأزمة، وفي تلك الحالة سيضطر النظام إلى مخاطبة ود الأطباء بكل طريقة، وإلا فإن انهيار المنظومة الصحية يمكن أن يسقط النظام بأسرع مما أحد يتخيل”.

وأنهى كلامه بالقول إن “المرضى هم من سيدفعون ثمن استمرار النظام، وهو ما سيشعرون به لو استمرت الأزمة فترة أطول، وإذا كانت ثورة يناير قد قامت تحت شعارات الاحتياجات الأساسية (عيش، حرية، عدالة إنسانية)؛ فإن ارتفاع الثمن الذي يدفعه المرضى سيكون حافزا لثورة أعنف تحت شعار (الحياة أو الموت)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى