تداعيات كورونا.. إقبال كبير على صناديق التوفير في المسارات الشرعية في “هلمان ألدوبي” وخسائر في المسارات العادية
طه اغبارية
تعرضت صناديق التوفير والاستكمال (קופות: פנסיה, השתלמות, גמל) في المسارات العادية لشركات الاستثمار المختلفة لخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية بعد الهبوط الحاد في الأسواق والبورصات العالمية بسبب جائحة كورونا، في حين طرأ ارتفاع على صناديق التوفير والاستثمار في الصكوك الإسلامية ومن بينها المسارات الشرعية في شركة “هلمان ألدوبي” في البلاد.
وقال عبد القادر مرعي، (نائب مدير عام في “هلمان ألدوبي” عن المجتمع العربي)، إن المسارات العادية في صناديق التوفير والاستثمار المختلفة في البلاد تراجعت بمعدل 10% في شهر آذار/ مارس المنصرم في حين حدث ارتفاع بنحو 1% في صناديق المكافأة والاستثمار في المسارات الشرعية بشركة “هلمان ألدوبي”.
وأشار في حديث لـ “موطني 48” إلى أن تداعيات وباء كورونا محليا وعالميا انعكست سلبا على الاستثمارات وصناديق التوفير في المسارات العادية، وانعكست بالإيجاب على الاستثمارات في الصكوك الإسلامية وما يسمى المسارات الشرعية.
وأضاف: “بعد الهبوط في البورصة المحلية والبورصات العالمية في الفترة الماضية، أدى ذلك بطبيعة الحال إلى خسائر في الاستثمارات وصناديق التوفير التي تقوم على السندات والاتجار في البورصة في نسبة كبيرة منها، بينما فيما يخص الاستثمار في المسارات الشرعية ولأنه يقوم على الصكوك الإسلامية التي لا تحتمل المخاطرة إلى جانب الإقبال الكبير عالميا ومحليا على الاستثمار في المسارات الشرعية، نجد زيادة في الأرباح”.
ولفت إلى أن الاستثمارات في المسارات الشرعية في “هلمان ألدوبي” بدأت بنحو 60 مليون شيكل وهي تقدّر اليوم بنحو 160 مليون شيكل منوّها إلى أنه “صحيح أن النسبة الأكبر من المستثمرين في المسارات الشرعية بـ “هلمان ألدوبي” هم من المسلمين، ولكن في الشهور الأخيرة كان هناك إقبال كبير على هذه المسارات من غير المسلمين بعد أن ازداد منسوب الوعي في مسألة الاستثمار في الصكوك الإسلامية وأنها مربحة ولا تحتمل المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في السندات والمسارات العادية والتي تقوم على مبدأ الشراكة في الربح والخسارة وما يترتب عليها من معاملات ربوية”.
وأوضح مرعي أن المسارات الشرعية في “هلمان ألدوبي” تخضع لفحص لجنة افتاء تضم نخبة من أهل العلم الشرعي، يتحرون الحلال والحرام في أشكال الصكوك التي يساهم فيها المستثمرون.
يشار إلى أن المسارات الشرعية في “هلمان ألدوبي” انطلقت عام 2012 بعد توجه العديد من المواطنين العرب المعنيين بالاستثمار في الصكوك الإسلامية إلى الشركة، علما أن “هلمان ألدوبي” هي شركة استثمارات وصناديق توفير كبرى على مستوى البلاد وتقدر استثماراتها بنحو 65 مليار شيكل.
إلى ذلك عقّب الدكتور أنس سليمان أحمد، المختص في الاقتصاد الإسلامي، على هذه المعطيات بالقول: “في ظل خسارة קופות פנסיה, השתלמות, גמל، في كل المسارات المرسومة في كل شركات التأمين، بصراحة لم أتفاجأ من عدم خسارة المسار الشرعي لأي فلس واحد في هذه الصناديق، بل ربح نسبة جيدة بالنسبة لخسائر المسارات الأخرى، وهذا يدل على متانة وصلابة الاقتصاد الاسلامي من جهة، وعلى حقيقة الصكوك الاسلامية وحاجة الدول والمجتمعات لها من جهة أخرى”.
وأضاف لـ “موطني 48”: “حتى أن وكالات خدمة المستثمرين العالمية مثل وكالة “موديز”، توقعت أنه في ظل أزمة كورونا، سيكون إصدار الصكوك حول العالم مستقراً خلال 2020، عند 180 مليار دولار، مقارنة مع 179 مليار دولار في 2019، ولذلك انا أتوقع أن يستمر توسع سوق التمويل الإسلامي في 2020 وما بعده، نظراً لما تقدمه دول اوروبية وغربية اخرى من دعم لتنمية المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، رغم انتشار فيروس كورونا”.
وختم الدكتور أنس سليمان بالقول: “بصراحة عندما تجد يهودا ونصارى ينتقلون الى المسار الشرعي في “הלמן שריעה” تشعر بارتياح كبير، لأن البعض بات يؤمن بأن الحل الاقتصادي يكمن بالطبع من خلال التمويل الإسلامي”.





