أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

اشتعال حرب التصريحات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة

منذ توقيع مصر بالأحرف الأولى على اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 شباط/ فبراير الماضي في واشنطن، وغابت عنه إثيوبيا، تسارعت وتيرة الأحداث، وتصاعدت حدة التصريحات الرسمية الغاضبة بين مصر وإثيوبيا.
وعقب توقيع مصر على الاتفاق، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، إن “النص الذي قيل إن مصر وقعته بالأحرف الأولى في العاصمة الأمريكية واشنطن ليس محصلة المفاوضات ولا المناقشات الفنية والسياسية للدول الثلاث”.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية عدم مشاركتها في أي مفاوضات بشأن سد النهضة “من شأنها أن تضر بالمصالح الوطنية للبلاد”، مؤكدة أنها ستبدأ في ملء خزان السد على النيل الأزرق في تموز/ يوليو المقبل، مع استكمال عمليات البناء.
واعتبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات تلفزيونية، أن الملء أو التشغيل دون الاتفاق مخالفة للقانون الدولي والعرف الدولي والممارسة الدولية في إدارة الأنهار العابرة للحدود، مشيرا إلى أن البيان الإثيوبي يعرب عن نية خرق التزاماتها باتفاق المبادئ.

إبراز الوجه العسكري المصري
وفي 3 آذار/ مارس الجاري، ترأس رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي اجتماعا موسعا لقيادات القوات المسلحة، حيث أطلع خلاله على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في أنحاء الجمهورية.
وأكد السيسي ضرورة الاستمرار في التحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالي، وصولا إلى أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أي مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي، وذلك في ظل التحديات الراهنة التي تموج بها المنطقة.
وفي اليوم ذاته، قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثمّن، في اتصال هاتفي مع السيسي، توقيع مصر بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية.

دعم أمريكي وعربي
وتعهد ترامب بمواصلة بلاده “الجهود الدؤوبة”، والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا؛ من أجل توصل الدول الثلاث إلى التوقيع على اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي، الذي يثير مخاوف دول المصب من نقص حاد في مصادر المياه.
وفي اليوم التالي، أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية رفضه أي إجراءات أحادية قد تقدم عليها أديس أبابا، بما في ذلك البدء بملء خزان سد النهضة، دون التوصل لاتفاق شامل يحكم عملية الملء والتشغيل.
وشدد المجلس، في بيان ختامي، على أن الأمن المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لمصر، وأكد تضامن الدول الأعضاء مع مصر في مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن، رغم تحفظ السودان.

غضب إثيوبي وتصعيد مصري
وأعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية رفضها قرار جامعة الدول العربية، وأعربت في بيان لها، الجمعة، عن قلقها من هذا القرار، باعتباره يوفر دعما لدولة عضو دون مراعاة الحقائق الرئيسية التي تجري في مفاوضات سد النهضة.
ومساء السبت، أعربت مصر، في بيان شديد اللهجة، عن رفضها جملة وتفصيلا بيان وزارة الخارجية الإثيوبية حول قرار مجلس جامعة الدول العربية بشأن سد النهضة الإثيوبي، ووصفته بأنه “يفتقد للياقة والدبلوماسية، وينطوي على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها”.
وفي اليوم ذاته، تلقى السيسي اتصالا هاتفيا من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، تناول التباحث وتبادل وجهات النظر حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوافقا حول استمرار التنسيق المشترك والتشاور المكثف خلال الفترة القادمة.
ولم ينته اليوم إلا بإعلان الخارجية المصرية عن قيام الوزير سامح شكري بجولة عربية، الأحد، تشمل كلاً من الأردن والسعودية والعراق والكويت وسلطنة عُمان والبحرين والإمارات، حاملا رسالة من السيسي.

السودان بين مصر وإثيوبيا
من جهته، رفض الكاتب والصحفي الإثيوبي أنور إبراهيم ما وصفه بـ”محاولة إشعال الأوضاع”، وثمن في الوقت ذاته الموقف السوداني، وقال: “السودان يمر بتغييرات وتحولات سياسية حرجة، ويحاول ألّا يقحم نفسه في أي خلافات تتجاوز مسألة سد النهضة”، في إشارة إلى محاولات مصر لدفع السودان للتوقيع على بيان مجلس الجامعة العربية الأخير، وتبنيها خطابا شديد اللهجة تجاه إثيوبيا.
وأكد في حديثه لـ”عربي21” أنه يجب ألّا يتم ربط الموقف السوداني بأي خلاف (مصري – إثيوبي)؛ “حتى لا يؤثر ذلك على العلاقات الأفريقية العربية، خاصة أن الجانبين العربي والأفريقي لهم إسهامات وأدوار مختلفة في السودان الذي يسعى للتوازن”.
ما وراء خلافات السد
وفي قراءته لمجمل تلك الأحداث والبيانات المتسارعة، قال المحلل السياسي سيد أمين إن “كل تلك الأحداث ما هي إلا مشاهد مقصود إبرازها؛ من أجل إقناع قطاع ما من الشعب بأن موضوع سد النهضة صار أمرا واقعا، ولم يتبق لمصر سوى الإذعان لسياسة الأمر الواقع، وهي أن تصل المياه لإسرائيل مقابل أن تصل المياه لمصر”.
مضيفا: “المايسترو الأمريكي يدير كل أطراف المشهد في إثيوبيا ومصر والسودان وحتى إسرائيل، ويقسم الأدوار من أجل خلق مناخ معين يسهل على السيسي إظهار قبوله بمقترح لاحق سوف تقترحه إثيوبيا، وعبّر عنه نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي) في البرلمان الإثيوبي، بأن مياه النيل سوف تستفيد منها إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى