أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

واشنطن وطالبان توقعان اتفاقا تاريخيا في الدوحة

وقّعت واشنطن اتفاقا تاريخيا مع حركة طالبان المتطرفة في الدوحة السبت يمهد الطريق لسحب آلاف الجنود الأمريكيين من أفغانستان ضمن فترة زمنية من 14 شهرا، وذلك بعد 18 سنة من اندلاع الحرب.
ورحبت قطر بتوقيع اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة، وقالت إنها تأمل أن يكون هذا التوقيع خطوة إلى الأمام نحو سلام دائم في أفغانستان، ويؤدي إلى حوار شامل بين الأفغان. كما هنأت الشعب الأفغاني على هذا “المعلم التاريخي”، وتمنت له السلام والازدهار المستمر، مشيرة إلى أنه ما كان لاتفاق السلام هذا أن يتحقق لولا الإرادة السياسية لجميع الأطراف.
وأكدت قطر على هامش توقيع الاتفاق أنها ستقف إلى جانب أفغانستان وهي تُشفى من واحدة من أطول الحروب في التاريخ الحديث. كما أكدت قطر أنها ستواصل تقديم المساعدات التنموية والخبرات وتعزيز العلاقات الثنائية مع أفغانستان.
وقدمت قطر في المسألة الأفغانية الدعم الكامل في تسهيل محادثات السلام والتوسط فيها واستضافتها لأكثر من 12 شهرا لإنهاء الحرب في أفغانستان. وقد عبرت بأنها لن تدخر أي جهد لمواصلة دعم عملية السلام في أفغانستان إذا لزم الأمر.
وكانت الدوحة استضافت أول مؤتمر أفغاني للسلام برعاية حكومتي قطر وألمانيا، في يوليو 2019 في إطار استكمال المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وشمل المؤتمر نساء أفغانيات وفئات من المجتمع المدني لأول مرة، مما يبرز أهمية النساء في بناء السلام.
وفي مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن في 26 فبراير الجاري، شكر بومبيو قطر على جهودها لتهدئة التوترات الإقليمية. وتحدث عن شراكتها وتعاونها في عدد من القضايا، بما في ذلك دعمها في تسهيلها ووساطتها واستضافتها لمحادثات السلام لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعرب، في 22 نوفمبر 2019، عن خالص شكره لأمير قطر على الجهود التي بذلتها بلاده ودورها الفاعل في تسهيل إطلاق سراح الرهينتين اللتين تم احتجازهما في أفغانستان.

قطر.. عقود من الوساطة والمساعي الحميدة
وتؤمن قطر بقوة الدبلوماسية والحوار، حيث جلبت إلى طاولة المفاوضات طرفي النزاع في العديد من الدول، عبر تجربة طويلة في مسار الوساطة التي كللت بالنجاح كما في لبنان والسودان وإريتريا وجيبوتي.
وكانت الوساطة القطرية نشطة لعدة عقود من الزمن في حل النزاعات، وهي تشجع دبلوماسية الوساطة لأنها تستطيع حل القضايا الخلافية دون داع لإراقة الدماء. ومن ثم تدعو قطر دائما إلى ضرورة معالجة النزاعات والخلافات الإقليمية بحكمة وصبر بهدف حماية الأجيال المقبلة.
منذ عام 2008، عملت قطر كوسيط في أهم المناطق الإقليمية والقضايا الدولية. وشملت جهودها الناجحة في هذا المجال بين 2008-2010 توسطها بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، وفي 2008 توسطت في اتفاقيات الدوحة بين الفصائل اللبنانية المتنافسة وأنهت أزمة سياسية استمرت 18 شهرا، وفي 2009 توسطت بين السودان وتشاد اللذين وقعا اتفاق الدوحة.
وبين 2008-2013 قامت قطر بدور قيادي في جهود السلام في السودان، باستضافة محادثات السلام في الدوحة، وفي 2010 توسطت في اتفاق لوقف إطلاق النار بشأن نزاع حدودي بين جيبوتي وإريتريا، حيث تم إنهاء النزاع المسلح بين الطرفين، وفي 2011 توسطت بين السودان وإريتريا. وفي 2012 توسطت في اتفاق الدوحة بين فتح وحماس، وعام 2015 نجحت في التوسط بين قبائل التيبو والتوارق في ليبيا، مما أدى إلى توقيع اتفاق السلام والمصالحة في الدوحة. وفي 2016 استضافت قطر مجموعتين سوريتين – جيش الإسلام وفيلق الرحمن حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الدوحة.

أمير قطر: اخترنا الحوار وأنشأنا منصات لبناء جسوره
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قد قال في كلمة له في افتتاح المجلس الاستشاري الثامن والأربعين في 5 نوفمبر الماضي: “لقد اخترنا تولي دور تسهيل الحوار والحلول العادلة والسلمية وتسوية المنازعات، وشاركنا في جميع الجهود الدولية والإقليمية التي تهدف إلى تحقيق التعايش السلمي، وحماية البيئة، ومكافحة الفقر وفي كل الجهود وسط مكافحة الإرهاب وأسبابه”.
كما قال أمير قطر، في كلمة له في منتدى الدوحة 2019، إنه “بالإضافة إلى سياساتنا التي تستند إلى احترام القانون الدولي والشرعية الدولية والمساهمة في حل النزاعات سلميا من خلال الوساطة وتوفير مساحة للحوار، أنشأنا أيضا منصات مثل منتدى الدوحة ومؤتمر الدوحة لحوار الأديان الذي تم إطلاقه منذ 16 عاما لبناء جسور الحوار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى