أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

سكان “بطن الهوى” بسلوان يواجهون الطرد لوحدهم

يتعرض سكان حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى لسياسة الاقتلاع من الأرض والمنازل، على أيدي مستوطني جمعية “عطيرت كوهنيم” بذريعة أن الأرض تعود لليهود اليمن منذ عام 1818.
ويخوض سكان الحي منذ سنوات صراع البقاء والصمود بين استهداف المستوطنين وحراسهم لاستقرارهم وأمانهم، ومحاكم الاحتلال التي لا تحكم إلا لإخلائهم من منازلهم بهدف الاستيلاء عليها.
ويستهدف الاحتلال وجمعيتي “إلعاد وعطيرت كوهنيم” الاستيطانيتين أحياء بلدة سلوان، كونها الأقرب والحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.
ويتهدد شبح الإخلاء في حي بطن الهوى 84 عائلة مقدسية، يقدر عدد أفرادها ب1200، حيث تصدر محاكم الاحتلال بين الفينة والأخرى قرارات إخلاء بحق العائلات.
ويقول مسؤول لجنة بطن الهوى وأحد المعرضين لأوامر الإخلاء زهير الرجبي لوكالة “صفا”: إننا “وصلنا لمرحلة صعبة جدًا بسبب ازدياد أوامر بحق سكان حي بطن الهوى، إذ تقطن عائلة دويك في بناية مكونة من خمسة طوابق وعددهم نحو 30 فردًا، ومبنى أم ناصر الرجبي يعيش فيه 18 فردًا، وهم معرضين للتهجير القسري، وتشمل قرارات الإخلاء 8 عائلات”.
ويبين الرجبي أن ما يجري في حي بطن الهوى عبارة عن ملف سياسي استيطاني، حيث سيتم الاستيلاء على منازل 84 عائلة بعد تشريدها قسرًا وإحلال المستوطنين مكانهم.
ويشير إلى وجود أوامر وقرارات إخلاء وطرد جديدة لعائلتي أبو ناصر الرجبي ودويك، تنتهي حتى مطلع شهري تموز وآب/أغسطس المقبلين.
و”يتعرض سكان الحي يوميًا لاعتداءات وانتهاكات من قبل المستوطنين وحراسهم، بينهم كبار السن والأمهات والأطفال”، بحسب الرجبي.
وتعرض الرجبي للإصابة بقدميه بقنابل الصوت قبل شهر، كما اعتدى أحد المستوطنين عليه بالضرب واللكمات في الوجه.
ويشير إلى أنهم يتوجهون في هذه الحالات إلى شرطة الاحتلال لكن “للأسف دون نتيجة فهي تقف دومًا بجانب المستوطنين”.
ويلفت إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت عددا من أقربائه بعد تقديمهم شكاوى بتعرضهم للاعتداء من قبل المستوطنين.

6 بؤر استيطانية بالحي
وتوجد في حي بطن الهوى 6 بؤر استيطانية يعيش فيها نحو 27 عائلة يهودية، حيث بدأ الاستيطان في الحي عام 2004، بإقامة بؤرتي “بيت يونثان” و”بيت العسل”.
ومن ثم بدأت أوامر الإخلاء عام 2014، لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم”، التي استولت في عامي 2015 و2016 على بيتي أبو ناب وسرحان، وفق الرجبي.
ويشير إلى أن المستوطنين حولوا بيت عائلة في الحي أبو ناب إلى كنيس يهودي عام 2017، حيث تبرعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بـ4 مليون شيكل من أجل ترميم وتصليح المبنى ليصبح كنيسا لليهود، وما زال الترميم مستمرًا.
ويؤكد الرجبي أن العائلات لن تستسلم لقرارات الإخلاء، بل ستتوجه إلى المحكمة المركزية بالقدس لتقديم استئنافات، احتجاجًا على هذه القرارات التعسفية.
ويقول: “لن نتخلى عن الحي ولا البيوت التي عشنا وولدنا وتزوجنا وأنجبنا فيها، حتى لو أرغمونا على الخروج بالقوة، سنستمر بالدفاع عن بيوتنا”.
ويضيف “نقطن في حي بطن الهوى ما قبل عام 1966، بعد شراء الأراضي والبيوت، ولدينا الأوراق الثبوتية التي تثبت ذلك”.

عروض لبيع المنازل
ويوضح الرجبي أن عائلات الحي تلقت منذ عام 2015 عروضات كثيرة من قبل مستوطني “عطيرت كوهانيم”، بدفع مبالغ مادية طائلة من أجل خروجها من منازلها، وبناء منازل بديلة لها في بيت حنينا، لكنها رفضت كافة العروض.
ويقول:” عندما شاهدوا أن قضية الترغيب لم تجدي نفعًا، بدئوا بالترهيب والتهديد والوعيد”.
ويعبر الرجبي عن تذمره من عدم وجود “أدنى اهتمام بوضع سكان حي بطن الهوى”، على المستوى السياسي أو الرسمي أو التنظيمات والفعاليات الوطنية.
ويوضح أنه “لا يوجد أي اهتمام من قبل وزارة ومحافظة القدس بقضية إخلاء سكان الحي، ولا التنظيمات السياسية”.
ودعا الرجبي إلى التوجه لمحكمة الجنايات الدولية من أجل إيقاف هذه القرارات التعسفية ضد أهالي الحي.

قرارا إخلاء بحق عائلتين
وأصدرت محكمة الصلح غربي القدس قبل نحو أسبوع قرارًا يقضي بإخلاء مبنى يعود لعائلتي عودة وشويكي في حي بطن الهوى ببلدة سلوان بعد رفضها الاعتراضات التي قدمتها العائلتين على البلاغات القضائية التي
وكانت العائلتان قد تسلمتا قرار الإخلاء من جمعية “عطيرت كوهنيم” عام 2018، بحجة ملكية اليهود للأرض المقام عليها البناية.
وأمهلت المحكمة العائلتين حتى منتصف آب المقبل لتنفيذ قرار الاخلاء المؤلف من طابق “مخزن ” وطابقين علويين.

مخطط للسيطرة على الحي
ويؤكد الرجبي أن الحي يقع ضمن مخطط جمعية “عطيرت كوهنيم” للسيطرة على 5 دونمات و200 متر، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881″.
وتدعي الجمعية أن المحكمة الاسرائيلية العليا أقرت ملكية اليهود اليمن لأرض بطن الهوى، يوضح الرجبي.
وكانت ما تسمى ب”محكمة الصلح” الإسرائيلية أصدرت خلال الأسبوعين الأخيرين 4 قرارات إخلاء لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم”، الأول ضد عائلة الرجبي والثاني ضد عائلة دويك والآخر ضد عائلتي عودة وشويكي.

لن نخرج من بيوتنا
من جانبها، يؤكد نوال دويك ( 70 عاما) أنها لن تخرج من منزلها، حتى لو تعرضت لإطلاق الرصاص.
وتقول لوكالة “صفا”: “عندما تسلمنا قرار الإخلاء شعرنا بالصدمة، فلا ننام الليل من شدة التفكير، بأي حق يتم إخلائنا من منازلنا التي نعيش فيها منذ 80 عاما..!!، لإحلال المستوطنين في بيوتنا”.
وتوضح أن المبنى المهدد بالإخلاء يضم 5 طوابق، تعيش فيه وثلاثة أبناء وعائلاتهم وحفيدها وعائلته وشقيق زوجها، ولا يوجد لهم مأوى آخر.
وتزوجت المسنة دويك في المنزل قبل أكثر من 50 عاما وأنجبت فيه 6 أولاد وبنت، أكبرهم مازن وعمره 50 عاما، وأصغرهم 37 عاما، حيث توفي زوجها قبل 6 سنوات.
ويعود المبنى لوالد زوجها وذلك منذ نحو 80 عاما، وقطن فيه جميع أبنائه وابنته، بعد أن اشتراه، وأن لديه الأوراق الثبوتية بملكية المبنى.
وتوضح أن العائلة ستقدم استئنافا على قرار الإخلاء، ولن تستسلم لهذا القرار التعسفي بحق جميع أفراد العائلة.
المصدر: وكالة صفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى