ساهر غزاوي يرد على الانتقادات لمظاهرة السفارة المصرية: الحدث جلل والهدف نبيل
ساهر غزاوي
منذ أن أعلن اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني عن دعوته للمشاركة في مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، احتجاجًا على حرب التجويع الممنهجة ضد غزة، وتنديدًا باستمرار إغلاق معبر رفح ومنع إدخال الجرحى والمرضى والمساعدات الإنسانية، تتوالى ردود الفعل.
فلا يخفى على أحد أن النظام المصري الحالي، بقيادة عبد الفتاح السيسي، يشارك فعليًا في خنق غزة وتجويع أطفالها، بدل أن يكون معبر رفح شريان حياة لا يُمنع عنه الماء والغذاء، بينما الأطفال يموتون جوعًا.
ومنذ الإعلان عن هذه الدعوة، انفلتت العديد من الأقلام الطائشة من عقالها، باستثناء بعض الأصوات الصادقة والناصحة التي تكتب بنية النقد البنّاء والنصيحة المخلصة، مثل الأخوين أنس موسى ورشاد عمري وغيرهما.
أما تلك الأقلام التي اندفعت بدافع الكيد السياسي والتناكف الأيديولوجي وأسباب أخرى يعلمها أصحابها، فليس من الحكمة الانشغال بها أو الرد عليها، لأن الحدث جلل، والهدف نبيل، وكل ما سواه تفاصيل لا تستحق التوقف عندها.
لكن أن يصل الأمر إلى أن يتطاول أزلام أنظمة الاستبداد العربي على الداعين لهذه المظاهرة، بل ويشنوا هجومًا سافرًا ووضيعًا على شريحة واسعة من أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني، فقط لأنهم يناهضون الأنظمة الوظيفية التبعية ويقفون ضد الانقلابات الدموية، فهنا لا بد من وقفة!!
والأدهى من ذلك، أن يطل علينا شخص مثل محمود الهباش، ومن لا يعرف الهباش ولا يدرك لأي زمرة ينتمي؟! ثم يتجرأ على التطاول أيضًا. وهنا نقولها بمرارة: “ما ظل في الخم ريش، إلا مقطوع الذنب”. فكيف إذا كان الهباش وأمثاله من أزلام السلطة ليسوا فقط جزءًا من منظومة الحصار المفروض على غزة، بل سبق أن طالبوا مرارًا وتكرارًا بتشديد هذا الحصار، أملاً في تركيع أهلها والدخول إليها على ظهر دبابة إسرائيلية؟!



