من خلف القضبان.. الأسير محمد اغبارية من مشيرفة يصدر كتابا بعنوان “وعي الإنسان بكرامته”
موطني 48| طه اغبارية
صدر حديثا، عن “مركز حضارات”، كتاب بعنوان “وعي الإنسان بكرامته” لمؤلفه الأسير محمد اغبارية من قرية مشيرفة، والمعتقل منذ أكثر من 30 عاما في السجون الإسرائيلية بتهم أمنية.
ويستعرض مؤلف الكتاب عصارة تجربته في الأسر، معتبرا كرامة الإنسان “الشيء الأجمل والأثمن في داخل الإنسان”. وفق ما يقول بين يدي كتابه.
ويضيف: “بعد قضائي أكثر من 30 عاما في الأسر، والتقائي بأجيال كثيرة، ومواجهتي مئات، بل الآلاف من الأحداث الصغيرة والكبيرة، مع الصغير والكبير، مع الصديق ومع العدو، والتي ما زلت أواجهها مع أطياف الناس كافة بكل ألوانهم، ومن كل حدب وصوب، ولمّا انته منها بعد، فإني قد وجدت أن هناك شيئا في داخل الإنسان هو أغلى وأعز ما يملكه الإنسان، ودونه الموت، دون أن يطرف له جفن… فكان هذا الكتاب”.
وأردف الأسير محمد اغبارية في توطئته للكتاب: “وإني قد وضعت في ثنايا كتابي هذا الكثير من القصص والمشاهد التي انصهرت تفاصيل أحداثها وتفاعلت معي في السجن مع مفاهيم موروثة أو مغلوطة، ناضجة أو فجّة، قد صقلت وعظَّمت في أعماقي إحساسًا طاغيا بذلك الشيء.. الشيء الأجمل والأثمن في داخل الإنسان، الذي إن طاوله أدنى أذى من أي كان ينتفض منتصرا له كمن سرى في عروقه تيار كهربائي لا يقاوم، وذلك الشيء هو كرامة الإنسان.. الكرامة التي خصَّ الله عز وجل بها الإنسان: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا). ويدخل في هذا السياق قوله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد). رواه مسلم””.
وأكمل المؤلف: “فكرست ردحا من الزمن في سجني دارسا وباحثا ومتأملًا لهذا الإحساس المتعاظم لديّ لمفهوم كرامة الإنسان.. الإحساس الذي انطبعت به أغوار نفسي قبل أن تنطبع به حروف كتابي، فانقلبت به حياتي ومعاملاتي وعلاقاتي مع الآخرين انقلابًا لا تسعفني الدنيا والزمن حمدا لله عليه”.
وقال الأسير اغبارية في ختام مقدمة كتابه، إنه اجتهد في تأصيل مفهوم “كرامة الإنسان” من النصوص القرآنية الكريمة ومن السنة النبوية الشريفة، ومن وقائع السجن، فضلا عن تفاعله بالموروث الفلسفي الأوروبي المثري، ولا سيّما مع الفيلسوف الكبير جان جاك روسو.
هذا ويقضي الأسير محمد حسن اغبارية (55 عاما) من قرية مشيرفة مع شقيقه ابراهيم محكومية مدتها 3 مؤبدات و16 عاما، بتهمة المشاركة في قتل 3 جنود إسرائيليين في العام 1992.
والأسير محمد أكمل دراسته خلف القضبان، واستطاع الحصول على الشهادة الجامعية في العلوم السياسية، وفي عام 2005، حصل على شهادة الماجستير، في السياسة والعلاقات الدولية، وله العديد من الإصدارات الأدبية والسياسية ومنها: دليل القادة في فن القيادة، وعرب الداخل بين وهم الكنيست وسراب المساواة، ولمعات في عتم الزنازين.




