أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

الحقلة الثالثة: الشيخ هاشم عبد الرحمن في شهادته على انطلاقة العمل الإسلامي

تحدث عن الفترة الذهبية في مسيرة الصحوة... لماذا أُقيل من مهنة التدريس على يد المخابرات... قرار خوض الكتلة الإسلامية لانتخابات بلدية أم الفحم... انطلاق مأسسة العمل الإسلامي بعد مرحلة "أسرة الجهاد"

تحدث عن الفترة الذهبية في مسيرة الصحوة… لماذا أُقيل من مهنة التدريس على يد المخابرات… قرار خوض الكتلة الإسلامية لانتخابات بلدية أم الفحم… انطلاق مأسسة العمل الإسلامي بعد مرحلة “أسرة الجهاد”

 

طه اغبارية

تابع الشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس بلدية أم الفحم الأسبق، الإدلاء بشهادته على انطلاقة مسيرة العمل الإسلامي في مدينة أم الفحم والداخل الفلسطيني، وذلك في الحلقة الثالثة من المقابلة المتلفزة التي أجراها معه الإعلامي عبد الإله وليد معلواني في استوديوهات موقع “موطني 48” وجرى بثّها عبر صفحة الموقع على “فيسبوك” وعبر قناة الموقع على “يوتيوب”.

في مستهل الحلقة الثالثة، شدّد الشيخ هاشم على أن شهادته لا تهدف إلى الإنقاص من دور أحد أو رفع قدر أحد، قائلا “إخواني أفضل منّي، ولكن هي شهادتي للأحداث كما عشتها. في النهاية القبول من الله والإسلام لمن صدق لا لمن سبق ونسأل الله أن يجمع علينا السبق والصدق”.

وأضاف: “نعتبر أنفسنا من ثمرة الرعيل الأول. اختارنا الله أن نكون من الطليعة الطلابية في المشروع الإسلامي بالمدارس ثم في الجامعة”. أم الفحم كانت منذ البدايات بقيادة إدارة دعوية ضمّت الشيخ رائد صلاح وهاشم عبد الرحمن والاخوة: خالد مهنا، ومحمد عبد الرحمن أبو شقرة، وخالد حمدان، ومازن درويش ثمّ في مرحلة لاحقة التحق الدكتور سليمان أحمد بالإدارة”.

ونوّه “وهنا أنا لا اغيّب دور الشيخ عبد الله نمر درويش رحمه الله تعالى، واعتبره والدا ومعلما، وكان بيته يتسع للجميع وكذلك بيوت سائر الأخوة، كنا نتحاور ونختلف بالرغم من الحدّة التي كانت في أسلوب الشيخ عبد الله”.

وتطرق إلى فصله على يد المخابرات الإسرائيلية من مهنة التدريس في الثانوية التي استمر فيها لعامين فقط: “بعد السنة الأولى من التحاقي بالثانوية جرت إقالتي، ولكن إدارة المجلس في أم الفحم برئاسة المرحوم “أبو ماجد” أصرّت على رجوعي. ثم في السنة الثانية وبعد أن طبعت أحد كتب المفكر الإسلامي “أبو الأعلى المودودي”، أصرّت المخابرات على فصلي من الثانوية، وذهبت للقاء أحد المسؤولين في الوزارة بالقدس للاعتراض على قرار الإقالة وبعد أن وصلت مكتبه والحديث معه قررت عدم الرجوع إلى التدريس”.

وأشار إلى أن المخابرات اعترضت على توظيف الشيخ رائد صلاح منذ اللحظة الأولى بعد تخرجه من الجامعة وتقدّمه بأوراقه لمزاولة مهنة التدريس، كما جرى رفض الشيخ خالد مهنا. ولفت إلى أنه “رغم الفترة الزمنية القصيرة التي كنت فيها معلما (سنتين)، لكن الحمد لله نجحت في استقطاب عشرات الطلاب، ودعويا، وهم اليوم من خيرة الشباب”.

واستدرك “في السنة الرابعة لدراستي الجامعية (عام 79) وكنت بدأت التدريس في الثانوية، سلّمني الشيخ رائد مسؤولية إدارة الدعوة في مدينة أم الفحم، لأنه كان في الخليل بالسنة الرابعة، وانا كما ذكرت سابقا بدأت ادرّس بعد السنة الثالثة. لمّا عاد الشيخ رائد من الخليل بعد التخرج سلّمته الإمارة. التباينات بيننا وبين الأخوة من الرعيل الأول ارتكزت على مسألة بناء الدعوة في أم الفحم بشكل خاص والداخل بشكل عام، كان عند الاخوة الحماسة للدين ونحن حاولنا الجمع بين الحكمة والحماسة، نجحنا في قسم منها ولكن يبدو أننا فشلنا في جانب آخر في حيث ترتب على ذلك ملف “أسرة الجهاد””.

وحذّر الشيخ هاشم من مغبة التخوين والتكفير والتجريح مستذكرا أحد المشاهد حدث معه حين كان معلما في الثانوية واتخذت التيارات القومية والشيوعية قرارا بالإضراب في المدرسة لكنه التزم بقرار إدارة المدرسة بعدم الإضراب، حينها اتّهم بالخيانة من تلك التيارات. وزاد بالخصوص: “ما أصعب ان نخون بعضنا البعض علينا أن نعلم أن كلنا على خير ولو اختلفنا”. وتوجّه برسالة إلى جيل الشباب والنشطاء على مواقع التواصل موصيا بالابتعاد عن التخوين واستخدام الألفاظ التي تزيد الفرقة بين الناس.

اعتبر أن الفترة الذهبية في مسيرة العمل الإسلامي في أم الفحم والداخل، بدأت بعد تجربة سجن العديد من القيادات على خلفية ملف “أسرة الجهاد”، حيث بدأت عملية البناء ومأسسة المشروع الإسلامي مشيرا إلى لقاء جمع الشيخ عبد الله نمر درويش والشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب وآخرين وفيه أطلقت تسمية “الحركة الإسلامية” على “الصحوات الإسلامية” في مختلف البلدات العربية. وكان الشيخ رائد صلاح قد تطرق إلى اللقاء الذي انطلق فيه اسم “الحركة الإسلامية” في كتابه (إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية).

وقال الشيخ هاشم إن بداية معرفته بالشيخ كمال خطيب كانت مطلع الثمانينيات، لافتا إلى دوره البارز في مسيرة العمل الإسلامي واستحقاقه لصفة ولقب “فاتح الجليل”، مشيرا إلى أن الشيخ عبد الله كان هو أول من أطلق هذه الصفة على الشيخ كمال.

بالعودة إلى مسألة مأسسة المشروع الإسلامي، لفت الشيخ هاشم إلى أنها أخذت زخما كبيرا بعد خروج الشيخ رائد من السجن الذي دخله على خلفية “أسرة الجهاد”، فانتشرت الصحوات الإسلامية في أنحاء البلاد كذلك تميزّت أم الفحم بقيادة الشيخ رائد في بناء وتشكيل العديد من المؤسسات واللجان والمشاريع المنظّمة مثل: لجنة الزكاة، لجنة التربية والتعليم، الروضات الإسلامية، الدوري الإسلامي، معسكرات العمل الإسلامي المهرجانات الإسلامية وغيرها. وقال إن هذه المؤسسات التي بدأت في أم الفحم جرى تبنيها لاحقا في مختلف البلدات ذات الحضور الدعوي المعتبر.

واستحضر أحد المشاهد حين كانت الدعوة في أم الفحم تنظّم مهرجانا في أواخر شهر رمضان وتعلن فيه لجنة الزكاة عن المبلغ الذي جمعته من زكاة وصدقات الناس، وكيف كان يتحول المهرجان إلى مناسبة قطرية تشارك فيها حشود من مختلف البلدان وأن العديد من أبناء الدعوة والأهل في أم الفحم كانوا يستضيفون الضيوف من الخارج على مأدبة إفطار رمضان في بيوتهم.

وفي الحديث عن المأسسة، تطرق إلى دور الشيخ خالد حمدان والشيخ محمد عبد الرحمن أبو شقرة في مأسسة العمل الطلابي الإسلامي والمجموعات التربوية في مدينة أم الفحم.

وأضاف: “بعد خروج الشيخ عبد الله من السجن عام 86، كنّا قطعنا شوطا في بناء المؤسسات، لكن لا يمكن إنكار دور الشيخ عبد الله في توحيد الصحوات والدعوات المحلية والشباب المسلم في الداخل والتي أسفرت عن إطلاق اسم “الحركة الإسلامية في البلاد”.

ومن المشاهد التي استعرضها الشيخ هاشم في شهادته، أنه “بعد فصلي من الثانوية ورفض المخابرات للشيخ رائد، فتحت محلا لبيع الخضار والشيخ رائد فتح محمصا كان يجمع العديد من أبناء العمل الإسلامي للتشاور وبحث سبل تنشيط المسيرة الدعوية”.

وتحدث الشيخ هاشم عن الملاحقة السياسية التي تعرض لها هو والشيخ رائد وغيرهما من الأخوة في تلك الفترة، وفرض الإقامة الجبرية عليهما لمدة 6 أشهر ثم منعهما من دخول الضفة الغربية.

وحول بروز ما يسمى “أجنحة داخل العمل الإسلامي” بعد مرحلة “أسرة الجهاد”، قال الشيخ هاشم “نعم كانت هناك تباينات بيننا وبين الشيخ عبد الله، وهذا برأيي صحي وطبيعي فليس من الضرورة أن نكون على رأي واحد. جوهر نقاشنا مع الشيخ عبد الله كان في تصورنا للدعوة المحلية والعالمية والعلاقة مع الضفة ومنظمة التحرير وغيرها من القضايا”.

وأشاد الشيخ هاشم بدور الدكتور سليمان أحمد وعقليته الممتازة وإخلاصه في مسيرة العمل الإسلامي وأنه كان صاحب فكرة إطلاق “الرابطة الإسلامية” لتوحيد مؤسسات العمل الإسلامي، وقال “دائما كنت أقول إن الدكتور سليمان صاحب همّة وقدرات لم أجدها عند مثله إلا عند الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب”.

وتطرق إلى انطلاق العمل النسائي الدعوي خاصة بعد توجه عدد من الأخوات لدراسة الشريعة في جامعات وكليات الضفة، وأثنى على دور السيدة حسنة “أم عبد الله” من باقة الغربية، وأنها كانت من أوائل الداعيات في مسيرة العمل الإسلامي في الداخل.

ثم تطرق الشيخ هاشم إلى قرار الدعوة في أم الفحم لخوض انتخابات البلدية عام 1989 وكيف أن ضغط الناس على أبناء العمل الإسلامي لدخول معترك العمل البلدي بدأ في انتخابات عام 1984 لكن قرار الدخول اتخذ عام 89، وكشف أن إدارة الدعوة حينها قررت أن يكون الشيخ هاشم مرشح “الكتلة الإسلامية” لرئاسة بلدية أم الفحم. وأضاف: “خلال تجوالنا أنا والشيخ رائد لاستطلاع آراء الناس كان عدد كبير من الأهل يقولون: انت يا شيخ هاشم على راسنا، ولكننا نرى أن الشيخ رائد هو من يجب أن يكون المرشح. وتابع الشيخ هاشم: “حينها قلت للشيخ رائد: إذا كان الهدف نصرة الدين والناس يريدونك أنت، واحنا معك وانت ستكون المرشح، وفعلا تمت المصادقة على ترشيح الشيخ رائد والذي فاز بأعلى نسبة في تاريخ أم الفحم السابق واللاحق، كذلك فازت الكتلة الإسلامية بأغلبية ساحقة من مقاعد المجلس البلدي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى