أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

بعد “الخلاص من جلبوع”… تقرير إسرائيلي يسلّط الضوء على عمليات الهروب الكبرى من السجون الإسرائيلية

طه اغبارية

لم تستفق السلطات الإسرائيلية بعد من تداعيات الضربة الموجعة التي تلقتها أمس الاثنين، على يد الأسرى الفلسطينيين الستة الذين خلّصوا أنفسهم بـ “ملعقة” حفروا بها نفق حريتهم من سجن “الجلبوع” الذي تصرّ سلطة السجون-بدون خجل- على اعتباره “الخزنة المغلقة” واكثر سجون المؤسسة الإسرائيلية تحصينا في مواجهة محاولات الهروب الممكنة والتي صارت حقيقة أمس الاثنين، وكان أبطالها ستة أسرى أمنيين ينحدرون من مدينة جنين وقراها.

تربعت عملية “الخلاص من جلبوع” على رأس قائمة عمليات الهروب الأكثر جرأة- من جهة، والمحرجة-من جهة ثانية، في تاريخ المؤسسة الإسرائيلية القصير أصلا.

تشير التحقيقات الأولية إلى أن الأسرى الستة نجحوا بالهرب بسبب سلسة طويلة من الأخطاء والعيوب في “الخزنة المغلقة” والتي بدّدت أوهام العبقرية والتفوق الإسرائيلي وتحوّلت إلى مادة للتندر والسخرية عند الإسرائيليين في مواقع التواصل الاجتماعي في المنشورات أو التعقيبات على ما تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الفضيحة.

وتوقع العديد من المحللين الإسرائيليين أن تطيح فضيحة الهروب بالكثير من الرؤوس في سلطة السجون الإسرائيلية وربما غيرها من الأذرع الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

موقع القناة الإسرائيلية 12، سلّط الضوء على خيبات سلطة السجون والمؤسسة الإسرائيلية عبر تاريخها والتي قال “إنها لم تكن قليلة” وتطرق إلى عدد من أهم عمليات الهروب من السجون الإسرائيلية وأكثرها إيلاما وإحراجا للسلطات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هروب الأسرى الستة الفلسطينيين “قصة مختلفة تماما” بسبب طبيعتها وجرأتها وتمكن الأسرى من حفر “نفق الحرية” في سجن “الجلبوع” في غفلة الحراس الذين غطّوا في “نوم عميق”.


الهروب الكبير من “شطه”

1958: الهروب الكبير من سجن “شطه”: تمكن مئة أسير فلسطيني بتاريخ 31/7/1958 من اقتحام مخزن الأسلحة في سجن “شطه” وأخذوا عدة بندقيات وعصي حديدية وصنعوا مشاعل من ملابس غير مستعملة. بدأت العملية عندما فتح أحد الأسرى بوابة السجن الداخلية وأعطى إشارة لزملائه بالهجوم وانقضوا على أقسام السجن المختلفة وقاموا بفتح أبوابها بالرصاص وحرروا باقي زملائهم من الأسرى في ظل محاولة السجانين ردعهم، وقد تمكن عدد من الأسرى الهرب باتجاه الأردن، وأسفرت المواجهة المسلحة خلال عملية الهروب بين الأسرى والسجانين إلى ارتقاء 12 أسيرا ومقتل اثنين من السجانين. في حين تمكن 66 أسيرا من الهرب في جنحة الليل إلى الأردن. وتعتبر هذه العملية في الأوساط الإسرائيلية إلى اليوم صفحة سوداء في سجّل سلطة السجون الإسرائيلية.

الهروب من سجن “غزة”

1987: ليل الثامن عشر من أيار/ مايو، في الساعة 02:00، جرت عملية عدّ روتينية للأسرى في سجن “غزة” (التي كانت لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي بصورة كاملة وتملأ شوارعها وأحياءها قوات الاحتلال) الذي كان يقع في قلب القطاع وبني على يد الاحتلال البريطاني ثم خضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967 واعتقلت فيه سلطات الاحتلال المئات من الأسرى الأمنيين. بعد أن اختفى نام السجان قام الأسير مصباح الصوري من فراشه في زنزانة رقم (7) واوقظ زملاءه في الزنزانة: عماد الصفطاوي، صلاح شتيوي، محمد جمال، سامي خليل وخالد صالح، وقد انتموا جميعا إلى فصائل فلسطينية مقاومة. لبس الأسرى ملابسهم بسرعة وانتظروا لأمر قائد عملية الهروب الأسير الصوري، وقد توجه أولا من الزنزانة باتجاه شباك الحمام الضيق والذي كان مفتوحا بعد ان قام الأسرى بنشره على مدار أيام في غفلة من الحراس، وخرج الأسرى من الشباك واحد تلو الآخر في طريقهم إلى الحرية في كان الحراس يغطون في النوم.

سجن غزة بعد هرب الاسرى عام 1987

بعد ثلاث ساعات في الصباح، استيقظ حراس السجن تعتريهم الصدمة بعد اكتشاف هرب الاسرى، واعتبرت هذه العملية إلى الأمس الخيبة الأكبر في تاريخ سلطة السجون. وقد جرى إخفاء خبر هروب السجناء 10 أيام عن الجمهور إلى أن كشفها أحد أعضاء الكنيست للرأي العام بعد استجواب وزير الشرطة حينها، حاييم بارليف (والد وزير الأمن الداخلي الحالي عومر بارليف).

تحول الأسرى بعد خلاصهم من السجن إلى أبطال محليين، وقد تمكنت قوات الاحتلال من قتل الأسير الصوري خلال محاولته العبور من غزة إلى الأراضي المصرية، في حين جرى استهداف الأسيرين سامي شيخ خليل ومحمد جمال في منطقة السجعية بعد أيام من الهروب، أمّا الأسير شتيوي فجرى اعتقاله وأطلق سراحه بعد مرور سنتين. بينما الأسير خالد صالح يعيش اليوم في الجزائر وعمل لعدة سنوات في السفارة الفلسطينية في العاصمة الجزائرية. أما عماد الصفطاوي فقد عاد إلى غزة بعد توقيع اتفاقية أوسلو وجرى اعتقاله من قبل قوات الاحتلال وهو معتقل في سجن “نفحة” إلى اليوم.

هروب سجناء جنائيين

1961: هروب السجين الجنائي نحمان فريكش، الملقب بالملك وكان بطل المؤسسة الإسرائيلية في الملاكمة، وكان يقضي في سجن “الرملة” محكومية بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جريمة قتل عام 1957. هرب من السجن حين استغل انشغال السجانين والسجناء بمشاهدة فيلم سينمائي. وقد جرى اعتقاله لاحقا بعد عملية مطاردة واسعة وإعادته إلى السجن. علما أن فركش حاول الهرب بعد ذلك عام 1963 من سجن “يافا” وتمكن من الوصول إلى مصر وبعد سنة ونصف طرد إلى غزة ومن هناك دخل البلاد وقبض عليه لاحقا. ثم هرب نفس السجن عام 1973 من مركز اعتقال في مدينة صفد، بعد أن نشر قضبان زنزانته واعتقل بعد شهر ونصف، ثم بعد ذلك بسنتين هرب مرة أخرى من أحد السجون في منطقة المركز.

1981: هرب السجين الجنائي هرتسل افيطان من سجن بئر السبع، وكان يعتبر من أخطر السجناء الجنائيين حينها، وقد جرى اعتقاله لاحقا ثم حاول الهروب مرة أخرى واعتقل.

1985: هروب تسفي غور، وسجن بتهمة اختطاف طفل وقتله، وجرى اعتقاله بعد عدة أيام من هربه من سجن “أيالون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى