أخبار عاجلةمحليات

المحامي علي حيدر حول إدارة وباء الكورونا: الحكومة أثبتت فشلها في معالجة الأزمة وإن لم نهتم بأنفسنا ليس هنالك من يهتم بنا

قال المحامي والناشط الأكاديمي علي حيدر إن الحكومة الإسرائيلية والسلطات الرسمية قد أثبتت فشلها وإخفاقها الكبيرين بإدارة ومعالجة أزمة الكورونا، وكل تصريحات نتنياهو بأن العالم يتعلم منه ومن حكومته كيفية إدارة الأزمة، ما هي إلا ذر للرمال في العيون وتبجحات تداعب نرجسية متآكلة.
وأشار إلى أن الحكومة تحاول تحميل المسؤولية للمواطنين، وخصوصا العرب واليهود المتزمتين وإتهامهم بتردي أوضاعهم، بعد أن خلقت حالة من الفوضى وعدم الثقة، وفقدان القيادة وعدم الإصغاء للمختصين وتجيير الأزمة من أجل مصالح سياسية، من قبل أجراء الانتخابات الأخيرة وتشكيل الحكومة (التي بَرر كل من الليكود وكاحول لبان تشكيلها من أجل معالجة أزمة واحدة وهي الكورونا)، وكذلك بعد الإنتخابات.
وبين حيدر أن إسرائيل تتصدر الآن المكان الأول عالميا بنسبة الإصابات اليومية بالنسبة لعدد السكان، بعد أن قفز عدد حاملي الفيروس في يوم واحد الى رقم قياسي 3150. كما أن عدد المتوفين سيتجاوز في الأيام القريبة الألف وسيزداد عدد المرضى الذين أوضاعهم صعبة جدا وعدد المرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس. وقال: “كما يبدوا فالمستشفيات ليست مؤهلة وجاهزة لذلك ولا الكوادر الطبية أيضا وخصوصا أن فصل الشتاء بأمراضه المألوفة على الأبواب”.
وحذر المحامي والأكاديمي قائلا: “نحن أمام أزمة مركبة ومعقدة، تحتاج الى مختصين من مجالات متعددة يعملون بشكل جماعي ومهني واضعين نصب أعينهم أهداف واضحة، متخذين بعين الإعتبار الإعتبارات الموضوعية فقط بعد موازنتها متخذين القرارات الصائبة من النظر الى الأمد القريب والبعيد والى جوانب الحياة المختلفة.
وأكد حيدر أن المجتمع العربي قد تعامل مع الموجة الأولى من الأزمة بصورة جدية ومشرفة وكان هنالك تجند للمؤسسات الجماعية والأهلية ولكن هذا الشيء تراجع بالموجة الحالية.
وأضاف: “أنا شخصيا غير مقتنع بالمعايير التي وضعها بروفيسور جامزو لتصنيف البلدات بحسب أحمر، برتقالي وأخضر، وما يتمخض عنها من خطوات، بما في ذلك، الحظر ومنع التجول والإغلاقات للبلدات الحمراء مع إعتقادي بأهمية وضرورة وضع قيود وتشديدات ومراقبة ومتابعة تنفيذها. ومع ذلك، كان واضح من البداية بأن الحكومة تبحث عن ضحية تحملها مسؤولية الفشل، وبدلا من أن تآزره وتدعمه فأنها تضع أمامه العراقيل، وبعض السياسيين الشعبويين يجتهدون ويعملون من أجل إفشاله وتسريع استقالته”.
ودعا علي حيدر إلى ضرورة إطلاق مبادرة شعبية عربية لمواجهة أزمة الكورونا، تضم كل من باستطاعته تقديم العون والمساعدة ووضع خطة عمل مدروسة مع أهداف وفعاليات في كل بلدة وبلدة عربية، “فإذا لم نهتم بأنفسنا ليس هنالك من يهتم بنا، على كل واحد منا، من موقع مسؤوليته الرسمية والشخصية أن يقوم بالمسؤوليات والالتزامات المطلوبة منه بشكل متقن وكامل ودون استهتار واستخفاف”.
وقال: “علينا جميعا في هذه الفترة الحساسة، تأجيل المناسبات أو اقتصارها على عدد قليل، وعدم التجمهر ووضع الكمامات بشكل صحيح وعدم إزالتها ولفت انتباه بعضنا بإسلوب ودي ومتسامح لأهميتها والعمل على رفع الوعي لمخاطر الوباء وكيفية مواجهته. من المفروض المحافظة على النظافة وغسل اليدين والمحافظة على البعد الجسماني والعمل بحسب التعليمات. كما أنه على أصحاب المحال التجارية والحوانيت الإلتزام بوضع الكمامات والتعقيم والطلب من الزبائن التقيد بكل التعليمات. على القيادات السياسية والتربوية والدينية والفنية والاجتماعية أن تتحمل المسؤولية وأن تشكل نماذج للمحاكاة وأن يتم التعامل مع طواقم ولجان الطوارئ المحلية بشكل جدي ومتواصل وأن تكون في حالة انعقاد دائم، ويجب على موظفي وأعضاء السلطات المحلية والمؤسسات الطبية والعيادات المحلية والأطباء أخذ دور ريادي في العمل والعطاء. هنالك العديد من الأشخاص والمؤهلين في بلداتنا العربية الذين يبدون الاستعداد للعمل والتطوع والعطاء.
وختم المحامي والناشط الأكاديمي علي حيدر ملاحظاته حول إدارة وباء الكورونا بالقول: “المطلوب من المصابين، الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل والصحة الكاملة أن يتعاملوا مع الموضوع بجدية، ومن المفضل أن يعلنوا عن إصابتهم وهذا ليس عيب أو عار وإنما يدل على شجاعة ومسؤولية وأمانة ومحبة للناس. والشيء ذاته نتوقعه من الموجودين بالحجر الصحي، سواء كان نتيجة عودة من سفر أو نتيجة تواجد مع مصاب. كما أنه من المطلوب ممن يشك أو يشعر ببعض أعراض الوباء أن يجري الفحوصات بسرعة (أتفهم مخاوف بعض الناس وعدم ثقتها ببغض الفحوصات والكثير من الأخطاء التي حدثت والمعلومات الغير دقيقة التي تسلمها الأشخاص ولكن كما يبدوا فإن الفحوصات أصبحت أكثر مصداقية وآمل أن يعود موظفي المختبرات الى عملهم بشكل سريع ليتسنى تعجيل وتسريع الحصول على النتائج). إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون نفسه وعون أخيه. علينا جميعا التعاون والتآزر من أجل تجاوز هذه الأزمة وأتمنى للجميع الصحة والسعادة وهدأة البال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى