“أوباما” كلمة سر تفوق بايدن بالثلاثاء الكبير.. هذه أحدث النتائج
حقق السياسي المخضرم، جو بايدن، نتائج قوية في “الثلاثاء الكبير”، أهم محطات المنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بالولايات المتحدة، مدفوعا بعدة عوامل، أهمها تمكنه من نيل ثقة الأمريكيين الأفارقة، واجتماع شتات جناح الوسط التقليدي في الحزب خلفه.
وتصدر بايدن في عشر من الولايات الـ14 التي أجري فيها الاقتراع في “الثلاثاء الكبير”، مهددا صدارة السيناتور اليساري بيرني ساندرز للانتخابات التمهيدية، الذي فاز في أربع ولايات فقط.
وأشار تقرير لموقع “بوليتيكو” إلى تمكن بايدن من إقناع الناخبين السود بالتصويت له، وهو ما ظهر في حصده ولايات يتواجدون فيها بكثافة، ولا سيما الجنوبية والجنوبية الشرقية، وأهمها تكساس وكارولاينا الشمالية وفرجينيا، التي تشكل مجتمعة نحو 32.5% من الكتلة التصويتية لولايات الثلاثاء الكبير الـ14.
وتظهر الخريطة تاليا تركز الأمريكيين الأفارقة على امتداد الولايات المتحدة:
ولفتت عدة صحف ومواقع أمريكية إلى استخدام بايدن اسم الرئيس السابق، باراك أوباما، في الترويج لحملته الانتخابية، بالنظر إلى تمتع الأخير بشعبية كبيرة في أوساط الأمريكيين الأفارقة، كونه أول منتم لهم يحكم الولايات المتحدة، فضلا عن موثوقيته العالية بين التقدميين والتقليديين في أوساط الحزب الديمقراطي على السواء.
وشغل بايدن منصب نائب الرئيس على امتداد فترتي أوباما الرئاسيتين (2009- 2017)، وهو ما جعل اسمه مقترنا بالأخير.
وبحسب موقع صحيفة “نيويورك ديلي نيوز”، فإن أوباما لم يعلن بشكل مباشر وصريح دعوة الناخبين للتصويت لبايدن، لكن تصريحات صدرت عنه منذ انطلاق السباق الانتخابي العام الماضي، فضلا عن رموز من إدارته، أثنى فيها على بايدن، كانت كفيلة بمنح نائبه السابق ثقة قطاعات واسعة من الديمقراطيين، ولا سيما الأمريكيين الأفارقة منهم.
ولفت التقرير إلى أن الديمقراطيين في الولايات الـ14 تلقوا رسائل صوتية، الثلاثاء، يتحدث فيها عدد من رموز الحزب تأييدا لبايدن، ومن بينهم أوباما، قائلا إن الأخير “رجل دولة، وقائد يرى بوضوح التحديات التي تواجه أمريكا في عالم يتغير”.
ودفع ذلك المشهد ساندرز إلى نشر إعلانات، بعد ظهور النتائج، يظهر فيها بجوار أوباما، ومقاطع من كلمات أثنى فيها الأخير على السيناتور اليساري، في محاولة لاستدراك نزيف الأصوات بين محبي الرئيس السابق، وهو ما دفع حملة بايدن لإصدار بيان لمحاولة إفشال الخطوة، بالتأكيد على أن “أوباما اختار بايدن ليكون شريكه في البيت الأبيض لثمان سنوات”، وأنه وثق بتحميله مسؤولية العديد من الملفات، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية، بحسب موقع “ذا هيل”.
وإلى جانب “سحر أوباما”، فقد انسحب العديد من المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي لصالح بايدن، على مدار الأيام القليلة التي سبقت التصويت، وأبرزهم الشاب “بيت بوديجيج”، الذي نافس بقوة في بداية الانتخابات، والسيناتور “إيمي كلوبوشار”، وتبعهم أيضا الملياردير “مايكل بلومبرغ”، بعد تحطم آماله في الثلاثاء الكبير.
فرص ساندرز بالبقاء في الصدارة
رغم كل ذلك الزخم الذي حظي به بايدن، وتحقيقه اختراقا كبيرا بعد أن كانت آماله مهددة في المحطات الأولى للسباق، فإن لدى ساندرز فرصة للبقاء في الصدارة.
وتشير أحدث النتائج (الخميس 15:00 تغ) إلى تصدر بايدن بـ595 مندوبا، يتبعه ساندرز بـ528، ثم السيناتور التقدمية، إليزابيث وارن، بـ65، بحسب وكالة “أسوشييتد برس”.
إلا أن بعض الولايات لم يتم فرز أصواتها بشكل كامل حتى الآن، وهي كاليفورنيا وكولورادو ويوتاه، التي حسم ساندرز الفوز فيها، بالإضافة إلى ماساتشوستس وماين، اللتين حسمهما بايدن.
وبالمجمل، فقد تم توزيع ألف و283 مندوبا على المرشحين، وفقا لنتائجهم، فيما تبقى نحو 216 مندوبا، وقد يتمكن ساندرز، في حال حصد أغلبهم، من استعادة الصدارة.
ويعود الفضل بنجاة المرشح اليساري من هزيمة نكراء إلى فوزه بولاية كاليفورنيا، التي تشكل بمفردها 30% من الكتلة التصويتية لولايات الثلاثاء الكبير، فضلا عن تصدره في أوساط الشباب وذوي الأصول اللاتينية.