أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

نظمها منتدى “المدينة الثقافي”: ندوة شعرية نقدية” لديوان “الربيع العربي” لمؤلفه الشيخ رائد صلاح

ساهر غزاوي، طه اغبارية

نظم منتدى “المدينة الثقافي” مساء السبت (22/6)، ندوة شعرية نقدية نوقش فيها ديوان “الربيع العربي” لصاحبه الشيخ رائد صلاح، والذي صدر في العام 2016، ويضم مجموعة من القصائد الشعرية المستوحاة من ثورات الربيع العربي.
وحضر الندوة الشعرية التي أقيمت في قاعة “أبو سرور”، في مدينة أم الفحم، جمع غفير من أهالي أم الفحم وسائر البلدات العربية في الداخل الفلسطيني. واشتملت الندوة على مداخلات لكل من المربي الأستاذ عبد الإله المعلواني رئيس تحرير صحيفة المدينة، والشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، واشتملت أيضا على قراءة نقدية للأستاذ محمد عدنان بركات، والشاعر أحمد هاني محاميد.
وافتتحت الندوة بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ نضال أبو شيخة، فيما أدار الندوة الإعلامي حامد اغبارية، الذي رحب بالحضور وقال إن هذه الندوة الثقافية التي ينظمها منتدى “المدينة الثقافي”، والتي تستعرض في قراءات نقدية ديوان “الربيع العربي” الذي اجترح حروف قصائده شيخُ الأقصى الأسير داخل زنزانته في العام 2016.
وقبل أن يدعو العريف اغبارية الحضور إلى الوقوف وتلاوة سورة “الفاتحة” على روح الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي قال: “هكذا تجري الأقدار ما بين رئيس شهيد ورئيس أسير مغيّب، لكنهما حاضران بقوةٍ رغم أنف الحمقى والأغبياء. نسأل الله أن يرحم الرئيس الشهيد، وأن يرد كيد أسريه في نحورهم. تجري الأقدر كما أردا الله لها أن تجري، توجع ونبتسم ونمضي مع القدر، نُقتل ونبتسم، ويمضي إلى القدر، نرثي لحال قاتلنا وآسرنا، لأننا نعرف مآله ومآلنا، ونسأل الله العافية. هي بيعة لا تُنقض حتى نلقى الله تعالى”.

المربي الأستاذ عبد الإله المعلواني قال في مداخلته: نتشرفُ في أسرةِ صحيفة “المدينة” بإطلاقِ باكورةِ مشروعنا “منتدى المدينة الثقافي”، عبر هذه الندوة الشعرية النقدية لديوانِ “الربيع العربي” لمؤلفه الشيخ رائد صلاح، الذي نسألُ اللهَ تعالى أنْ يكونَ بينَنا بشخصه في مناسباتٍ أخرى قادمةٍ، بعدَ أنْ غيّبتْهُ المؤسسةُ الإسرائيليةُ بالاعتقالِ ثم بالإقامةِ الجبرية.
وأضاف: “أردنا من خلال إطلاق هذا المشروعِ وهذه المبادرة، تحفيزَ الوعيِ في أهميةِ الثقافة والكتاب والقراءة، وإكساب المعرفة والمعلومة لأبناء شعبِنا في الداخلِ الفلسطيني، إلى جانب تسليط الضوْءِ بالنقد والمناقشة على إصداراتً ومؤلفاتٍ ودراساتٍ في مواضيعَ علميةٍ وتربويةٍ وثقافيةٍ وأدبيةٍ وسياسيةٍ مختلفةٍ”.
وتوجه معلواني للحضور قائلاً: لذلكَ نتوجهُ إلى كلِّ الإخوةِ المعنيينَ، بأنْ لا يبخلوا علينا بأفكارِهم ومقترحاتِهِم من أجلِ تطويرِ ومواصلةِ هذا المشروعِ، لا سيّما أننا بحاجةٍ جميعا إلى اكتسابِ المعرفةِ والتسلحِ بثقافةٍ تحمي وَعيَنا من الاستلابِ والاختراقِ والمسخِ والتشويهِ، وتصونُ إرثَنا الحضاري”.
الأستاذ محمد عدنان بركات، ناقش ديوان “الربيع العربي” مستعرضا العديد من ميزاته ومنهج الشاعر الشيخ رائد صلاح في الكتابة الشعرية.
ووصف في المقدمة صاحب الديوان بـ “فارس الكلمة في مسيرة الأحرار”، من حيث “تدفق الأمل في قصائد الديوان في واقع معالمه تتهاوى وتتهدم”.
وقال إن عنونة الديوان باسم “الربيع العربي” جاءت لتعكس إرادة الشعوب في مواجهة الظلم والطغيان، والعودة بالقارئ إلى الثورات العربية بأحداثها وإفرازاتها.
ودعا بركات “أهل العربية ومحبيها إلى الاقتراب من قصائد الديوان لفتح أبوابها وفك أسرارها”.
وأوضح أن صاحب الديوان، نجح في توظيف ملامح الربيع العربي وأدواته في اشعار الديوان وقصائده، مستدلا على ذلك بعدد من القصائد مثل قصيدة “آمال حمام حيفا”، والتي دعا فيها الشاعر إلى الحراك الثوري من أجل تحقيق الحرية والوصول إلى الهدف المنشود.
وأشار الناقد الأستاذ محمد بركات، إلى أن الديوان ينتمي إلى “المدرسة الكلاسيكية الجديدة”، من حيث اعتماد الشكل العامودي التقليدي للقصيدة ما يدل على اهتمام بالأصالة إلى جانب مراعاة الواقع ومواكبته.
وأضاف أن الشاعر كذلك اعتمد سهولة الألفاظ في قصائده، بعيدا عن وعورتها، خدمة للقارئ وبهدف الوصول إليه بطريقة سلسة ميسرة، حيث يتحدث عن الظلم والقهر والارتباط بهموم الأمة.
كما اعتمد الشاعر، وفق بركات، أسلوب التكرار المفيد للألفاظ والمعاني، بما يخدم القضايا التي أثارها والتأكيد عليها مثل قضية القدس والمسجد الأقصى التي تكررت تقريبا في معظم القصائد.
كما أكد أن “التكرار لعدد من الألفاظ والمعاني في صدارة الأبيات يضيف جمالا موسيقيا متناغما على القصيدة”.
الشاعر والمربي أحمد هاني محاميد، قال في مقدمة مداخلته النقدية لديوان “الربيع العربي”: “هذا الديوان يستحق أن نقف أمامه متدبرين متفكرين في قصائده، التي سارت في الركب التقليدي للقصيدة العربية، لم أقرأ للشيخ رائد يوما قصيدة شدت عن هذا النهج التقليدي، فهو محب لتاريخه وحضارته وكأنه يرى في الشعر الحر لوثة قد تصيب ما للشعر من عظمة وهيبة”.
وقال إن الشاعر كتب قصائده استنادا إلى عدد من بحور الشعر العربي، غير أن ما نسبته 70% من قصائد الديوان (عدد قصائد الديوان 51 قصيدة)، تستند إلى بحري “الكامل والمتدارك”، وباقي القصائد استندت إلى بحور أخرى مثل، الرمل، الوافر، الهزج والبحر البسيط وغيرها.
وأكد أن القصائد تتميز بموسيقية وعاطفة ناضحة وتؤثر بالمتلقي تأثيرا كبيرا، ونوّه محاميد إلى أنه بصدد نشر دراسة نقدية شاملة عن الديوان ستصدر في المستقبل.
واعتبر أن الأماكن التي كتبت فيها هذه القصائد، تركت أثرها كذلك على المعاني والمضامين والألفاظ، مشيرا إلى أن “21 قصيدة كتبت في سجن رامون، و10 قصائد لم يشر الشاعر إلى أماكن كتابتها، هناك 9 قصائد كتبت في سجن لندن، وفي مكة 6 قصائد، تركيا قصيدتان وفي ماليزيا قصيدتان وفي المدينة المنورة قصيدة واحدة”.
وحول دلالات المكان، قال محاميد: “للمكان كان تأثير كاتب النص والقصيدة، وهو يوحي ما يوحي من عاطفة وإيحاءات وصقل للشخصية”.
وسلّط الشاعر والمربي أحمد محاميد، الضوء على موضوعات القصائد، مؤكدا أن “القدس لم تغب على الإطلاق في كافة القصائد، وذكرت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى جانب موضوعات تتحدث عن الإرادة والصمود والمناجاة مع الله أو المناجاة مع النفس”.
وقرأ محاميد العديد من الأبيات للدلالة على المضامين التي استعرضها الشيخ رائد صلاح في قصائده.
وتابع قائلا: “من الأمور المميزة أيضا لهذا الديوان، هو كلمات الشيخ رائد الصادقة، لم يستخدم كلمات وألفاظ خشنة وحشية على الإطلاق، فجاءت القصائد من النوع السهل غير الممتنع، كل واحد يمكن أن يفهمها، رسائلها لا تطلب تأويلا من أحد”.
وقال في ختام مداخلته “من لا يعرف الشيخ رائد صلاح، يمكن له أن يرسم له لوحة من خلال قصائده، حيث ينضح عاطفة صادقة وحمية للدين والوطن، الشيخ لم يزعم يوما أنه شاعر كبير من “الشعراء الفحول”، بل هو شاعر يقول ما لديه بصدق وعاطفة، ويكفيه شرفا أن يكون من القادة العظماء الذين سيذكرهم التاريخ في مواقفهم ودورهم في قضايا الأمة”.
الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات نوّه في مداخلته إلى أن هذه الندوة بقدر الله تأتي بعد 17/6/2019 اليوم الذي فيه تمّ اغتيال المرحوم الدكتور محمد مرسي. وقال: “وكيف لا تكون علاقة بين “الربيع العربي” وبين باكورة ثمار “الربيع العربي”، حيث كانت الباكورة في الانتخابات التي جرت في مصر في العام 2012 والتي أفرزت اختيار المصريين بنسبة 52 بالمئة للدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية العربية”.
واستدرك حديثه بالقول: “غير أن الذين أرادوا لهذا الربيع أن يكون خريفا ما انفكوا أبدا في السعي لإجهاض هذا الحلم ولسرقة هذا الأمل ولاغتصاب هذا الإنجاز، فلم تكن أكثر من سنة على حكم الرئيس محمد مرسي حتى كانت مظاهرات الكذب والزيف في 30/6/2013 ثم ثلاثة أيام بعدها بالإعلان الرسمي بالإطاحة واختطاف وعزل وسجن الدكتور محمد مرسي في 3/7/2013”.
وتطرق الشيخ خطيب في مداخلته إلى قصيدة الشيخ رائد صلاح في ديوانه “الربيع العربي” التي جاءت تحت عنوان “رسالة إلى الرئيس المخطوف”، وقال إنها رسالة بمثابة تثبيت للدكتور محمد مرسي في سجنه.
وتوقف الشيخ كمال خطيب عند جملة الشهيد سيد قطب الشهيرة “إن جيلا زرعته يد الله لن نحصده يده البشر” وقال: “هكذا هي الأمم الخيّرة الحيّة تنبض بالحياة حتى لو كانت على شكل شهيد يشيع أو أسير يقيد، هذه ضريبة لأمم التي تريد أن تعيش عيش الكرام ولا تريد أبدا أن تظل أبدا تحت أقدام اللئام”.
وأضاف: “ما زلنا نعيش حزن وآسى وصدمة هذا الرجل الفاضل الدكتور محمد مرسي الذي يشيع لوحده بحضور زوجته وبنته وأربعة أبناء واخوته ومحاميه، هذا المشهد تكرر مع الشهيد حسن البنا ومع الشهيد سيد قطب ومع الشهيد محمد عاكف، يريدون من خلال هذه القسوة والغلظة واللاإنسانية أن يأدوا حلما، ولكن المقادير التي حددها الله عز وجل ليست بأيدكم، المقادير بيد الله جلّ جلاله”.
ودعا الشيخ كمال خطيب في ختام مداخلته بالندوة، الجميع لعدم اليأس مما يحصل. واعتبر اليأس مس من الشيطان “استعيذوا بالله منه وما يصيبنا ما هي إلا علامات نبض الحياة ونبض الأمم التي تجعلها تستفيق وتقترب أكثر إلى تحقيق وعد الله غز وجل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى