أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقارير

أم الفحم: رحيل الحاج محمد عبد السلام … من الرعيل الأول في مسيرة العمل الإسلامي

أتقن تلاوة القرآن على عدة قراءات
وحرص على نيل أولاده أعلى الدرجات العلمية

طه اغبارية
غيّب الموت، الثلاثاء، في مدينة أم الفحم، الحاج محمد عبد السلام اغبارية (71 عاما)، من الرعيل الأول في مسيرة العمل الإسلامي وأحد القلائل الذين اتقنوا قراءة القرآن الكريم على عدة قراءات، وكان مساعدا ومرافقا لمسيرة لجنة الزكاة في المدينة منذ انطلاقتها قبل نحو 4 عقود.
خاض الراحل قبل نحو 3 سنوات، صراعا مع المرض، بدأ مع أوجاع في الظهر ثم حصلت في الفترة الأخيرة مضاعفات على حالته الصحية، لم تمهله طويلا.
حرص المرحوم، كما تقول كريمته الزميلة الصحفية، لطيفة اغبارية، على تنشئة أبنائه الثمانية (ولدين و6 بنات)، في بيئة تقدّس قيمة العلم والأخلاق الرفيعة، فنالوا جميعا قسطا من العلم في المرحلة الجامعية، منهم الطبيبة، والمحامي الذي يمارس التجارة والأعمال في لندن، والصحفية والعاملات في سلك التربية والتعليم والاستشارة التربوية.
تضيف الزميلة اغبارية في حديث لـ “المدينة”: “رغم ألم الفراق الكبير لوالدي رحمه الله تعالى، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، عزاؤنا في سيرته العطرة وأخلاقه العالية، وهبه الله صوتا رائعا، استعمله في طاعة الله، حيث كان يرفع الأذان، ويقرآ القرآن الكريم بصورة متقنة وفق الأحكام، كما أنه درس القراءات المتعددة للقرآن الكريم بصورة منهجية في مدينة جنين ونال إجازات في هذا الموضوع، مكّنته من تلاوة القرآن على عدة قراءات”.
تدرس الزميلة لطيفة اغبارية، للقب الثاني في اللغة العربية، وتؤكد أن “حبي للغة العربية بدأ باكرا على يدي المرحوم والدي، مكتبته تزخر بمئات الكتب في شتى العلوم وبالأخص العلوم الإسلامية، وهذا الأمر جعلني اتعلق منذ طفولتي بالمطالعة وعشق اللغة العربية، كذلك كان المرحوم يتمتع بخط عربي في غاية الاتقان والجمال، بفعل حبه الكبير للغة العربية وحرصه الدائم على تطوير قدراته الذاتية في هذا المجال، رغم أنه درس فقط لغاية الصف السابع الابتدائي، وهي مرحلة لا يستهان بها في تلك الحقبة الزمنية”.
يعتبر المرحوم محمد عبد السلام، من الرعيل الأول في مسيرة العمل الدعوي والإسلامي في مدينة أم الفحم، كان يدعو الناس إلى الصلاة والقيام بواجباتهم الدينية في مرحلة مبّكرة، مطلع السبعينات، وكان وقتها، قبل انتقاله للصلاة في حي “البير” من روّاد مسجد “الاغبارية” (حي الخلايل)، لمّا كان عدد المصلين في المسجد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وفق ما يقول الحاج جميل حمدان، عضو لجنة الزكاة في أم الفحم، وصديق ورفيق درب المرحوم.
وأضاف الحاج جميل في حديث مع “المدينة”: “صحيح أن المرحوم لم يكن عضوا رسميا في لجنة الزكاة، لكن أياديه البيضاء على اللجنة منذ انطلاقتها، كان خير معين لنا في جمع أموال الزكاة والصدقات، كان طيب القلب، يحب كل الناس يكره النميمة، لا زلت أتذكر صوته الندي حين كان يرفع الأذان في مسجد الخلايل، وكنا حينها مجموعة صغيرة يواظبون على الصلاة في المسجد، لم يتوقف عطاؤه ودعمه للجنة الزكاة إلا في الفترة التي بدأت يعاني فيها من الأمراض، نسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته”.
بدوره توجّه الدكتور سليمان أحمد، القيادي الفحماوي، ورئيس بلدية أم الفحم الأسبق، بالتعزية إلى عائلة الفقيد، مشيرا إلى أنه عرف المرحوم منذ سنوات عديدة، وكان صاحب خلق رفيع وسمعة طيبة.
وقال لـ “المدينة”: “كان المرحوم أبو العبد من أطهر الناس الذين عرفتهم، قليل الكلام بحيث يتحدث فقط عند الحاجة للكلام ولا يتكلم إلا بالخير، تقيا ورعا، عرفته منذ بدايات العمل الدعوي، أحب الإسلام وخدمه بالدعوة والعمل الخيري، نسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، يدخله فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان”.
هذا وتتقدم أسرة صحيفة “المدينة” بالتعزية الخالصة من عائلة الفقيد وأقاربه، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.

عن صحيفة (المدينة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى