أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

اكتشاف نفق ضخم تحت البلدة القديمة بالقدس المحتلة

كشفت جولة أسفل البلدة القديمة في القدس، من منطقة عين سلوان جنوباً باتجاه البلدة القديمة وساحة البراق عن نفق جديد يضم ثلاثة أنفاق فرعية تشرف عليها جمعيات استيطانية إسرائيلية.

وحسب الجولة التي قامت بها شخصيات فلسطينية لأول مرة في هذا النفق المختلف من حيث الشكل والتصميم، ويضم ثلاثة أنفاق فوق بعضها البعض بشكل مستطيل ومبلط، ويشمل عملية زرع أعمدة وبناء قواعد، ويضم معدات ضخمة ذات قدرة على إخراج الأتربة والصخور من باطن النفق إلى الخارج عبر ناقل معلق في سقف النفق يفرغها عمال أجانب ومستوطنون في حاويات تنقلها إلى غرب المدينة المقدسة لتفتيشها وغربلتها قبل إلقائها.

ويعتقد أن شبكة الأنفاق متشعبة ولا يستطيع المشاهد معرفة العمق والاتجاه بعد دخول النفق من منطقة العين، فالسير يتم بشكل مستقيم لمسافة تزيد عن ٦٠٠م، ثم الانحدار أسفل بعمق ٢٠ متراً وبعدها بعمق ١٣ متراً ثم مفترق طرق داخل النفق بعرض ١٠ أمتار، ويسير المتجول في النفق مسافة تزيد عن ٢٠٠م ثم يبدأ بالهبوط التدريجي في عمق وباطن الأرض بشكل غير واضح وسط ضجيج المعدات وعمليات الحفر المستمرة بشكل يؤكد أنها أسفل البلدة القديمة.

وقال يوسف النتشة مدير السياحة والآثار في الأوقاف الإسلامية المختص في تاريخ وعمارة القدس، إن الأنفاق موضوع خطير ومقلق جدًّا، والحديث عنها صعب لأنها ذات طبيعة سرية، فالاحتلال يضع الحواجز ويقوم بهذه الحفريات بسرية تامة، ولا يطلع أحدا عليها وعلى طبيعتها وأين وصلت.

وأضاف لمراسلنا أن الأنفاق غير معروف عددها وبخاصة في المنطقة الجنوبية من البلدة القديمة، ونحن نعلم أن تحت المتحف الإسلامي جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك هناك نفق، وتحت ساحة البراق كذلك يوجد أكثر من نفق، مشيراً إلى احتمال افتتاح نفق جديد خلال المرحلة المقبلة بشكل مفاجئ.

وأوضح النتشة أن هذا النفق الذي شاهدناه فجر السبت غريب ومختلف عن الأنفاق الضيقة والطولية المحفورة في الصخور التي نعرفها، فهو نفق عريض بعمق وسعة مختلفة، ويؤكد كذلك أن “إسرائيل” لم تتوقف عن حفر الأنفاق أسفل البلدة القديمة وسلوان منذ احتلال القدس عام 1967.

وأكد أن منظمة اليونسكو لا تقف في وجه الاحتلال، ولم تعد تقوم بواجبها ودورها في الحفاظ هذه المدينة المحمية وفق قرارات المنظمة الدولية، وقال إن “إسرائيل” تستغل الأوضاع الحالية لتنفيذ معظم مشاريعها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأضاف النتشة: لا ننسى أن نربط ما يجري الآن مع ما تم قبل أسبوع من توكيل جمعية “العاد “الاستيطانية بإدارة المواقع الأثرية والتاريخية والحفريات في منطقة سلوان والبلدة القديمة، رغم أن هذا الأمر استمر في نقاش قانوني في “إسرائيل”، وكالعادة تم تجاهل كل الاحتجاجات القانونية وتثبيت الأمر لصالح “العاد” بإجراءات قانونية باطلة.

وحذر النتشة من خطورة الأنفاق على الوضع في البلدة القديمة وسلوان التي ضربت الشقوق والتصدعات عشرات المنازل فيها نتيجة للحفريات التي تقوم بها “العاد” قرب عين سلوان وفي الشارع الرئيس وفي ما يسمى (مدينة داود).

ولفت أستاذ الآثار في جامعة القدس، إلى أن هناك مناطق مغلقة في هذه الأنفاق المتشعبة بالأبواب والسواتر الترابية وبألواح لا يعلم ما يوجد خلفها، مشيراً إلى أن سلطات الآثار الإسرائيلية، والجمعيات الاستيطانية وعلى رأسها جمعية العاد الاستيطانية، تنفذ أجندة وفق الرواية الإسرائيلية.

وردًّا على سؤال حول ما وجد ويروج له عن آثار من الهيكل المزعوم، قال النتشة: في الأغلب أنه إذا وجدت أدلة من وجهة نظرهم فهي أدلة ظرفية محدودة جدًّا وغير مقنعة علميا أو أكاديميا، ولكن سطوة الاستمرارية والإعلام الموسع والموجه، وتبني الرواية الإسرائيلية بشمولية واسعة، تجعل من هذه الحفريات وكأنها حقائق مقبولة آثاريا وعلميا، والحقيقة غير ذلك.

وقال النتشة: أحد الأنفاق ينتهي عند القصور الأموية شرقاً جنوب الزاوية الجنوبية للمصلى المرواني في الزاوية الجنوبية الشرقية، ونعلم أنهم لم يتوقفوا هناك، ولديهم رغبة في الاستمرار أسفل المسجد الأقصى ولكن لا نملك أي دليل أو إثبات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى