أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

رغم منع الشرطة لمهرجان الاستقبال وفود من مختلف البلدات العربية تهنئ عاشق الأقصى حكمت نعامنه بالحرية

طه اغبارية، ساهر غزاوي

فشلت المؤسسة الإسرائيلية في “تنغيص” فرحة أبناء الداخل الفلسطيني بتسريح عاشق الأقصى، الدكتور حكمت نعامنه من مدينة عرابة، ورغم قرار الشرطة منع اللجنة الشعبية والهيئة الشعبية لعشاق الأقصى وبلدية عرابة، من إقامة مهرجان شعبي احتفاء بالأسير المحرر، أمّت وفود وشخصيات اعتبارية من مختلف البلدات العربية، منزل عائلة نعامنه لتهنئتها بحرية نجلها.

وأطلقت مصلحة السجون الإسرائيلية، مطلع الأسبوع، سراح الدكتور حكمت نعامنه، بعد اعتقال دام 23 شهرا، في الملف المعروف بـ “عشاق الأقصى”، واتهم وآخرون (يحيى السوطري من الناصرة، عبد الكريم كريّم من كفر كنا واسماعيل لهواني من عرابة)، بالإشراف على تنظيم حافلات للمصلين إلى المسجد الأقصى، والعضوية في تنظيم محظور وفق القانون الإسرائيلي.

ويوم الثلاثاء الأخير، كان من المقرر أن ينظّم مهرجان شعبي في ساحة مسجد “علي ابن أبي طالب” بعرابة، وقبيل المهرجان بساعات استدعي إمام المسجد، وعضو اللجنة الشعبية في عرابة، الشيخ مجدي خطيب، إلى التحقيق وأبلغته الشرطة بمنعها للمهرجان بزعم أنه فعالية داعمة لتنظيم محظور، وقد استنكرت اللجنة الشعبية هذا القرار الشرطي الغاشم، وقررت إلغاء الفعالية مع الإبقاء على مراسم استقبال الأسير المحرر في منزله مساء الثلاثاء.

وشهد منزل عائلة الأسير المحرر، الثلاثاء، حضورا جماهيريا حاشدا من مختلف البلدات العربية، إلى جانب توافد العديد من الشخصيات الاعتبارية والقيادية في الداخل الفلسطيني، لتقديم التهاني للعائلة بإطلاق سراح الدكتور حكمت.

فشلوا في إجهاض فرحتنا

وتحدث في الأمسية الحاشدة، عدد من قيادات الداخل الفلسطيني، واستهلت بقراءة عطرة من القرآن الكريم، تلاها السيد تميم عاصلة، وأدارها الاستاذ نسيم بدارنة، عضو اللجنة الشعبية في مدينة عرابة، مرحبا بالحضور على وقفتهم ومساندتهم للأسير المحرر، وقدومهم بحشود غفيرة إلى منزل العائلة وتحديهم لقرار الشرطة.

وتطرق بدارنة إلى ممارسات الشرطة الاستفزازية، منذ اللحظة الأولى لإطلاق سراح نعامنه، وتحويل مسار قافلة السيارات التي رافقت المحرر من بلدة كفر مندا إلى عرابة، وأشار إلى أن كل هذه الاجراءات الاستفزازية لم تحل دون متابعة فعاليات استقبال الأسير المحرر، وصولا إلى هذه الأمسية الحاشدة في منزله.

لن نتنازل عن ثوابتنا

وقال الأسير المحرر د. حكمت نعامنه، في كلمة ترحيبية بجمهور مهنئيه: “إن وجودي معكم يفرحني أشد الفرح، لقد أخرجتني مصلحة السجون في كتسيعوت، في وقت مبكر من صباح الأحد، على غير عادتها مع إطلاق سراح السجناء، ولكن يبدو أنها أرادت أن أخرج من السجن لأكون وحدي دون رفيق ومؤنس، ولكن عندما خرجت وجدت أهلي وزوجتي وبناتي وابني وعشرات الأخوة في انتظاري، وكانت فرحتي بذلك لا توصف”.

وتابع قائلا: “لقد دخلت السجن من أجل الأقصى وقد شرّفني رب العالمين بذلك، والأقصى عقيدة، ولنا الشرف أن نخدمه وننتصر له ونحافظ عليه”.

وتوجّه نعامنه بالشكر إلى: أهله (الوالد والوالدة والأخوة والأخوات والزوجة والأبناء)، وأعمامه، وأخواله، وأبناء الداخل الفلسطيني والمشروع الإسلامي، على وقفتهم معه طوال عامين، وقال “لقد وقفتم وقفة تكتب بماء الذهب”، مؤكدا في نهاية مداخلته “نحن على العهد إن شاء الله ولن نتنازل ولن نرحل”.

نحن في حالة صراع مستمر مع المؤسسة الإسرائيلية

القيادي في التجمع الوطني الديموقراطي، عوض عبد الفتاح، هنأ في كلمة له الأسير المحرر وعائلته، وأكد أن “القضية التي اعتقل على خلفيتها الأخ حكمت هي قضيتنا جميعا”، وندّد بإقدام المؤسسة الإسرائيلية على منع المهرجان مضيفا: “تريد المؤسسة الإسرائيلية أن تسكت صوتنا وتستعمر وعينا، بعد استعمارها لأرضنا، وهذا يؤكد أننا نعيش حالة من الصراع المستمر والمقاومة المستمرة”.

وتطرق عبد الفتاح إلى جملة الممارسات الإسرائيلية العنصرية في السنوات الأخيرة ضد الداخل الفلسطيني، مشيرا إلى أن تشريع ما يسمى “قانون القومية” ليس إلا تكريس لواقع قائم منذ 70 عاما، وهو مقدمة لتكريس المزيد من الظلم والملاحقة والبطش لأبناء الشعب الفلسطيني.

ودعا إلى مواجهة الممارسات العنصرية الإسرائيلية، بمزيد من الإصرار والتحدي و”لملمة الصفوف” كما قال.

ورأى في حظر الحركة الإسلامية قبل 3 سنوات، خطوة في غاية الفاشية، وكان يجب أن تواجه بمزيد من الإصرار من جانب الداخل الفلسطيني، وقال إن اعتقال الشيخ رائد قبل نحو عام ووضعه في الإقامة الجبرية، غير مبرر على الإطلاق، لافتا إلى أن ملاحقة الشيخ رائد ونشطاء الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، تعكس طبيعة التوجهات الإسرائيلية وخططها العدوانية تجاه شعبنا.

حث الناس على التواجد في الأقصى تاج يشرف الرؤوس

رئيس لجنة المتابعة، السيد محمد بركة، هنأ الأسير المحرر الدكتور حكمت نعامنه، وقال: “حمدا لله على سلامتك وسلامة من سبقوك إلى الحرية ومن سيأتون بعدك من أسرى شعبنا، ومن عشاق الأقصى تحديدا، نعلم أن الثمن الذي دفعته انت وغيرك هو ثمن مستحق لقضية تستحق، في ظل الظلم والعنصرية ومحاولات قتل الإنسان والهوية والعقيدة، ولكن هيهات أن يحدث ما يريدون بفضل صمود شعبنا وصمود الأخوة الذين كانوا دائما على استعداد لتقديم التضحية”.

وقال إن “الفترة التي غاب فيها الدكتور حكمت، شهدت الكثير من التحولات والتصعيد الخطير ضد الشعب الفلسطيني، وكان من بينها إقرار “قانون القومية” واستهداف اللغة العربية، لغة أمتنا ولغة القرآن الكريم، وذلك بهدف استهداف هويتنا ومقدساتنا، وإن كانت تهمة اخينا حكمت هي حث الناس في النفير والتواجد بالأقصى والصلاة فيه والتواجد في القدس، فإنها ليست تهمة، ونقول باسم شعب بأكمله إن هذه التهمة هي تاج يشرّف كل رأس من رؤوسنا”.

وذكّر بالموقف الجامع من القدس بعد قرار ترامب المشؤوم قائلا: “إن القدس هي القدس، وهي عاصمة الشعب الفلسطيني، وعاصمة دولته التي ستقوم، والقدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والقدس تنطق باللغة العربية وهي حاضنة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، من يريد أن يقفز عن كل ذلك فهو يعبث بما لا يجوز العبث فيه، وكل من تجاوز حدوده عبر التاريخ كان مصيره الاندثار”.

وأشار بركة إلى أن ما تعرض له الدكتور حكمت وإخوانه من عشاق الأقصى، هو جزء من حملة تستهدف شعبنا، بدأت بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون واعتقال الشيخ رائد صلاح، وأكد أنه “لا يوجد قانون في العالم يستطيع إخراج عقيدة عن القانون، فقط الطغاة يمكنهم أن يفكروا بذلك”.

واستنكر إقدام الشرطة على منع المهرجان الشعبي احتفاء بالأسير المحرر، متسائلا: “ما الذي يخيفهم بهذا الاحتفال، هل كنا سنعد الصواريخ؟ او الطائرات، كان من المفروض أن تقال الكلمات في المهرجان، وهي يمكن أن تقال هنا ويمكن أن تقال في كل مكان وزمان، ولكنهم يريدون استهداف التيار الإسلامي، ووصمه بالإرهاب من أجل خدمة مشاريعهم، في إطار الحملة العالمية ضد الإسلام وما يسمى بـ “الاسلاموفوبيا”، ولكن نحن لن نسمح كشعب وجماهير عربية أن يستفرد بالأخوة من التيار الإسلامي ويجب أن يكون هذا واضحا للقاصي والداني، فكلمة الحق لا تحتاج لتصريح من أحد، لكنها تحتاج إلى موقف صلب وقوي يدفع قضيتنا إلى الأمام”.

وأوضح رئيس لجنة المتابعة أن “هذا الوقت هو وقت وحدة الصف والتلاحم بين أبناء شعبنا بكل مكوناتهم، في مواجهة العنصرية ونظام الابرتهايد القائم في إسرائيل، ومن يعتقد أنه في مأمن وأن الخطر لا يخصه، لا تليق به إلا صفات النذالة”.

وخلص بركة إلى ضرورة تحصين المجتمع العربي من الداخل، عبر نبذ مظاهر الفساد الأخلاقي والعنف وانتشار السلاح وقال: “إن المجتمع الذي لا يملك حصانة ومناعة داخلية، لا يمكن أن ينتصر في أي معركة ويقف أمام الطاغوت والأخطار، وعلينا أن نسعى لتحصين مجتمعنا من آفات وشرور العنف والانحراف وكل ما يرافقها، ويتطلب ذلك منا تنظيف بيوتنا من هذه المظاهر”.

 نحب الأقصى ومن يحب الأقصى

عضو لجنة الحريات، السيد محمود مواسي، بارك للدكتور حكمت حريته ومواقفه في نصرة القدس والأقصى، في ظل تقاعس الأنظمة العربية والإسلامية عن القيام بواجبها تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى، مؤكدا أن “المسجد الأقصى المبارك، هو جزء من عقيدتنا وهويتنا، فكيف يعقل أن تكون فلسطين بدون القدس والأقصى”. كما قال.

ودعا مواسي إلى شد الرّحال بشكل يومي ومكثف إلى المسجد الأقصى المبارك، وعدم الاكتفاء بزيارته في المناسبات الدينية الخاصة مثل رمضان وأيام الجمعة.

وحثّ على ضرورة التزود بالمعرفة والاطلاع العميق على كل ما يحيط بالمسجد الأقصى المبارك، داعيا إلى إقامة زاوية كتب في كل بيت تتضمن دراسات وكتب عن المسجد الأقصى، بهدف تذويت حب الأقصى ومعرفته لدى الأجيال الناشئة.

وتوجّه في الختام إلى الدكتور حكمت قائلا: “أقول لك ولأمثالك من الأبطال، إن هذا الشعب لن يكسر، جاء اليوم إلى عرابة، رغم أنوفهم ورغم قرارهم بحظر المهرجان، جئنا لنؤكد أننا نحب الأقصى ونحب كل من يحب الأقصى”.

لا مكان للمترددين والمثبطين

الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات قال في كلمته: “نجلس في مجلس استقبال لأسير قضى قريبا من عامين في السجن، يدفع ضريبة وموقفا، ضريبة من أراد أن يقول إن الأقصى فعلا عقيدة، لا يمكن أن نفرط فيها أبدا، لم يحظروا الحركة الإسلامية فقط بل اتبعوا ذلك بقرارات منها تجريم المرابطين والمرابطات، رغم أنه لم يكن هناك شيء اسمه تنظيم “المرابطون”، أغلقوا العديد من الجمعيات التي كانت تخدم القدس والأقصى، ما يحدث اليوم ينبئ بخطر عظيم داهم، حيث تستفيد المؤسسة الإسرائيلية مما يحدث في العالم العربي والواقع الفلسطيني المأزوم ومن حالة نفاق دولية، المسألة لا تتعلق فقط بتشريع قانون القومية العنصري، بل يبدو أنهم ذاهبون إلى أبعد من ذلك ببعيد”.

وأرسل الشيخ كمال خطيب، بتحيات الشعب الفلسطيني إلى الشيخ صياح الطوري، حيث قضت محكمة إسرائيلية بسجنه 10 أشهر، وقال: “رفض اليوم الاستئناف على سجن الشيخ صياح، وكل ذنبه الذي اقترفه أنه أصر على عدم التنازل عن أرضه، من هنا نبعث بتحيتنا جميعا إلى أخينا “أبو عزيز” الحاج صياح الطوري، فهو يمثل الوجه المشرق لشعبنا”.

وتطرق إلى تداعيات القرار الإسرائيلي لحظر الحركة الإسلامية قبل نحو 3 سنوات، مشيرا إلى أن المؤسسة الإسرائيلية “لم يوقعوا قرارهم ويديروا الظهر، بل لا زالوا يلاحقون الشيخ رائد صلاح وغيره من القادة والنشطاء الإسلاميين ومن بينهم عشاق الأقصى، حيث لم يغلق بعد ملف عاشق الأقصى الأخ يحيى السوطري، شعبنا اليوم أمام مفترق طرق، إما أن نستكين أو نقبل بلي ذراعنا، أو لا سمح الله نتأسف ونعتذر عن هويتنا ونقبل أن نكون مسخا في هويتنا الدينية والقومية والوطنية، أو نعيش بشعور الرضا وكأنهم “محملينا جميلة”، يريدون أن يوصلونا إلى هذا الحال، وهذا لن يكون أبدا”.

وحذر من ظاهرة ولهجة التردد التي يطلقها البعض بين الحين والآخر، وقال إن مصطلحات مثل “حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس” أو “الكف لا يلاطم المخرز” هي مصطلحات دخيلة يجب اجتثاثها ونبذها. وتابع: “كأنه يراد أن يطلق على يقفوا مواقف صامدة قد تؤدي إلى سجنهم مثل حكمت، بأن هذا جنون، ويقال يجب أن نكون عقلانيين، صحيح أن الحكمة والعقلانية والدراسة الواعية لكل خطوة مطلوبة، ولكن هذا ليس معناه أن يكون ذلك على حساب الموقف الواضح والجلي تحديدا في ثوابتنا وقضايانا المصيرية، فلا مجال حينها إلا الوضوح”.

وأضاف: “لن نكون مشوهي الهوية ولن نقبل الأسرلة، ولا التهويد الفكري والثقافي، لدينا هويتنا الدينية والقومية والوطنية، علينا ان نتحدى بهويتنا، وإن كانت القضية صراع هويات، فعلينا ان نتمسك بهويتنا بأبعادها الدينية والقومية والوطنية”.

وندّد الشيخ كمال بقرار المؤسسة الإسرائيلية منع المهرجان الشعبي، وخاطب في نهاية كلمته الأسير المحرر  الدكتور حكمت قائلا: “سواء كنا في ساحة مسجد علي أو في ساحة منزلك، انت دخلت السجن بطلا وكنت بطلا، ويشرفنا أن نكون إخوانك وأبناء دعوتك، خرجت من السجن ونحن أكثر حبا لك وأكثر اعتزازا بك، وشعبنا بخير ما دام فيه أمثالك، ممن على استعداد لتقديم حريتهم وأموالهم ثمنا للمواقف والانتماء، دكتور حكمت امضي إلى الأمام وأنت تعتز بما أديته، وأنا على يقين أنك لن يكون لك خيار آخر في هويتك وانتمائك، السجن لم يزدك إلا صلابة وقوة وثباتا، نعتز بوالدك ووالدتك واخوانك وأخواتك وزوجك وبناتك وابنك، نعتز بهذا الحضن الدافئ الذي مثّل شعورا ليس عاديا، نحن على أمل أن يطلق سراح الآلاف من أبناء شعبنا، فهناك من قضوا 33 عاما في السجون وهم يستحقون أن يوضعوا على الرؤوس، ولعلنا نكون بين يدي صفقة لتحرير أسرى شعبنا ليكونوا بين أهليهم وذويهم، هذا زمن الثبات وعدم التلعثم، وإن كانت المؤسسة الإسرائيلية تظن أنها اختزلت الزمان، نقول لهم سترحل أيها الاحتلال كما رحل غيرك من المحتلين عن أرضنا”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى