المئات يشاركون في مهرجان التحدي والصمود في العراقيب

موطني 48

شارك المئات من أهالي النقب والداخل الفلسطيني، السبت، في مهرجان التحدي والصمود الثامن في قرية العراقيب، نظمته اللجنة الشعبية للدفاع عن قرية العراقيب.

ويأتي هذا المهرجان في الذكرى الثامنة للهدم الأول الذي تعرضت له قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، والتي هدمتها السلطات الإسرائيلية 131 مرة منذ العام 2010، حيث أقيم على أراضي القرية.

وتضمن المهرجان ندوات توعوية وتثقيفية، كانت أولها ندوة بعنوان” كتب تاريخية أصدرت مؤخرا”، وشارك في الندوة د. إبراهيم أبو جابر والبروفيسور أورن يفتاحيل، فيما تولى إدارتها د. عواد أبو فريح.

أما الندوة الثانية التي أدارها المحامي شحدة ابن بري، فكانت بعنوان “نضال العراقيب والوضع السياسي”، وشارك بها رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة، والنائب جمعة الزبارقة والنائب سعيد الخرومي.

ونظمت ندوة ثالثة بعنوان “حق التظاهر وسياسة الاعتقال “، قدمها المحامي ميخائيل سفارد، والمحامية ماريا زهران من مركز عدالة، كما شهد المهرجان تدشين وإطلاق موقع قرية العراقيب الرسمي بمشاركة مؤسسة (زوخروت-ذاكرات).

كما وشمل المهرجان كلمات لقيادات من الفعاليات السياسية والحزبية والوطنية، وأكدوا على الصمود والتشبث بالأرض ورفض المساومة والإصرار على البقاء والنضال والتصدي لمخططات التهجير والتشريد.

شيخ العراقيب، الشيخ صياح الطوري حيا الحضور من قيادات الداخل ومن الرجال والنساء، وأكد أن سعادته برؤية الوافدين إلى العراقيب للمشاركة في المهرجان، زاده تصميما على كشف المخططات الإسرائيلية في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية، قائلا: “لو قررت المحكمة سجني 10 أشهر (في إشارة إلى حكم قضائي صدر ضده) أو 10 سنوات فلن اتراجع عن كشف مخططاتهم”.

وثمّن الشيخ الطوري، دور المحامين في الداخل الفلسطيني، ممن وقفوا مع العراقيب ودافعوا عنه أمام المحاكم الإسرائيلية، وقال: “فتح ضدنا 64 ملفا في المحاكم الإسرائيلية وأسأل الله تعالى أن يكون النصر حليفنا”.

وذكر الشيخ الطوري الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب بالاسم حين قال: “إنا على العهد يا شيخ رائد ويا شيخ كمال ويا كل القيادات العربية، قلنا لهم منذ أول يوم نحن على العهد، ومهما هدمت العراقيب سنبنيها وهكذا سنواصل، وصياح الطوري لا يناور كما يزعم البعض، فكما كنت دائما على العهد سأبقى بإذن الله، كما أعاهد المرحوم الشيخ أحمد أبو صقير (شيخ عشيرة الطوري)، أن أبقى وفيا لعهدي معه، ولن انسى وقفته معي، عندما كان البعض يخاف من زيارتي والتواصل معي أيام استهداف العراقيب من قبل المؤسسة الظالمة، إلا أنه لم يتركنا وبقي دائما إلى جانبنا”.

وفي كلمة للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في المهرجان قال فيها بعد أن حيّا الشيخ صياح الطوري وأهل العراقيب على صمودهم في قريتهم مسلوبة الإعتراف وتحديهم لسلطات الهدم الإسرائيلية وهدمها المتواصل: “أحيي الرجال والنساء الذين رفضوا المساومة نحن في زمن ما أكثر المساومين فيه والسماسرة والبياعين فيه والمتخاذلين فيه، في زمن أصبح يريد البعض يعتبر أن السير مع التيار بطولة وأن الوقوف في وجه التيار نوع من الجنون ونوع من المغامرة، طبعا لا، السباحة في عكس التيار، تيار الأسرلة التهويد والتطبيع هذا هو موقف ولا بد من الحفاظ عليه”.

وأضاف: “أردوا لنا أن يكون مثلنا كمثل أنظمة عربية تساوم وتبيع وتريد من شعوبنا عموما ومن شعبنا الفلسطيني أن يسير ضمن قافلة المطبعين، يأتي الشيخ أبو عزيز وأهله وأقاربه في قلعة الصمود العراقيب لأجل أن يقولوا: نعم يمكن أن تهدم العراقيب للمرة الـ 131 لكن لا يمكن أبدا أن تكسر الإرادة ولا يمكن أن يكسر القلم ويوقع على بيع العراقيب والتفريط فيها “.

وتطرق الشيخ خطيب إلى قانون القومية: “قبل أيام سنّوا قانون يهودية الدولة وضحك نتنياهو وليبرمان وبينت وغيرهم بعد أن تم تمرير هذا القانون ولكني لا أعجب منهم بعجبي أكثر من الذين ظنوا أن هناك فارقاً بين الذي كنا عليه قبل سنّ القانون وبعده، هم عنصريون قبل سنّ القانون ويميزوا ضدنا قبل سنّ القانون، هم يتعاملون معنا تعامل الاستعلاء وهكذا يجب أن ننظر إلى هذه السياسة، لكني أذكرهم بالقول: إذا كان هناك قانون اسمه يهودية الدولة كم هي الدول التي كانت في تاريخ ومرت، كثيرة هي الدول التي كانت ورحلت لكن الأرض ابدا لن ترحل ولن ترحل”.

وختم الشيخ كمال خطيب كلمته بالقول: “العراقيب اليوم بالنسبة لشعبنا هي منارة ومدرسة وشعلة وقلعة لا تدافع عن نفسها، إنما بصمودها تدافع عنا جميعا، أبو عزيز أنت وأهلك واخوانك لست وحد لفكن أقول لك وأذكرك: لا تنكسر لا تتراجع لا تنحني لأنك تعملنا جميعا الصمود والثبات، سر على بركة الله أيها الشيخ الذي نعتز بأن نكون معك وخلفك دائما إلى الأبد إن شاء الله”.