عرّابة البطوف: لجنة النّور الطلابية وجمعية مشاعل العلم تنظّم مؤتمرها السنوي للطلاب الأكاديميين بعنوان “تحديات الطالب الجامعي”

نَظَّمَتْ لَجْنَةُ النُّورِ الطُّلَّابِيَّةِ وَجَمْعِيَّةُ مَشَاعِلِ العِلْمِ مُؤْتَمَرَهَا السَّنَوِيَّ لِلطُّلَّابِ الأَكَادِيمِيِّينَ تَحْتَ عُنْوَانِ: “تَحَدِّيَاتُ الطَّالِبِ الجَامِعِيِّ”، بِمُشَارَكَةِ العَشَرَاتِ مِنَ الطُّلَّابِ وَالطَّالِبَاتِ.
اُسْتُهِلَّ اللِّقَاءُ بِآيَاتٍ عَطِرَةٍ مِنَ الذِّكْرِ الحَكِيمِ، تَلَاهَا الأَخُ عُمَر نَصَّار، مِمَّا أَضْفَى أَجْوَاءً رُوحَانِيَّةً عَلَى اللِّقَاءِ.

تَخَلَّلَ المُؤْتَمَرَ فَقْرَةٌ تَكْرِيمِيَّةٌ خُصِّصَتْ لِأَمِينِ المَكْتَبَةِ العَامَّةِ الأُسْتَاذِ نَزَار حلو، احْتِفَاءً بِحُصُولِهِ عَلَى بَرَاءَةِ اخْتِرَاعٍ فِي المَجَالِ الطِّبِّيِّ، حَيْثُ صَمَّمَ جِهَازًا طِبِّيًّا تَنَفُّسِيًّا عِلَاجِيًّا.

وَقَدْ أَلْقَى الأُسْتَاذُ نَزَار كَلِمَةً اسْتَعْرَضَ فِيهَا تَفَاصِيلَ بَرَاءَةِ الاخْتِرَاعِ، وَأَلْقَى الضَّوءَ عَلَى أَهْدَافِهَا وَدَوْرِهَا فِي تَحْسِينِ جَوْدَةِ الحَيَاةِ، مُؤَكِّدًا عَلَى أَهَمِّيَّةِ الابْتِكَارِ وَالإِبْدَاعِ فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ العَصْرِيَّةِ.
كَانَتِ الفَقْرَةُ الرَّئِيسِيَّةُ عِبَارَةً عَنْ مُحَاضَرَةٍ قَيِّمَةٍ قَدَّمَهَا الأُسْتَاذُ المُحَاضِرُ نَسِيم بَدَارْنَة بِعُنْوَانِ: “التَّحَدِّيَاتُ الَّتِي تُوَاجِهُ الطَّالِبَ العَرَبِيَّ فِي الجَامِعَاتِ وَالمَعَاهِدِ العُلْيَا”.

تَطَرَّقَ فِيهَا إِلَى أَبْرَزِ التَّحَدِّيَاتِ الَّتِي تُعِيقُ الطُّلَّابَ، وَفِي مُقَدِّمَتِهَا: تَحَدِّي اللُّغَةِ، إِذْ تُعْتَبَرُ حَاجِزًا رَئِيسِيًّا أَمَامَ العَدِيدِ مِنَ الطُّلَّابِ.
وَأَكَّدَ الأُسْتَاذُ نَسِيم بَدَارْنَة أَنَّ الطَّالِبَ الجَامِعِيَّ هُوَ ذَلِكَ الإِنْسَانُ المُؤَثِّرُ الَّذِي يَحْمِلُ هَمَّ مُجْتَمَعِهِ، وَهَمَّ أُمَّتِهِ، وَهَمَّ أَهْلِهِ. وَأَنَّ التَّحَدِّي هُوَ طَرِيقُ الإِنْسَانِ الَّذِي يَبْحَثُ عَنْ التَّمَيُّزِ، فَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى بَذْلِ جُهْدٍ إِضَافِيٍّ.
وَأَضَافَ بِأَنَّ الطَّالِبَ يَمُرُّ بِعِدَّةِ مَحَطَّاتٍ: الأُولَى مَا قَبْلَ الجَامِعَةِ، وَفِيهَا يُرَكَّزُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ اتِّخَاذِ القَرَارِ وَالتَّوْجِيهِ الدِّرَاسِيِّ وَاخْتِيَارِ المَوْضُوعِ التَّعْلِيمِيِّ فِي الجَامِعَةِ.
المَحَطَّةُ الثَّانِيَةُ هِيَ فَتْرَةُ التَّعْلِيمِ الجَامِعِيِّ، الَّتِي تُعَدُّ فَتْرَةَ التَّأْهِيلِ وَالاسْتِعْدَادِ لِلْحَيَاةِ، وَفِيهَا يُوَاجِهُ الطَّالِبُ تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةً يَجِبُ مُوَاجَهَتُهَا وَمُعَالَجَتُهَا، مِثْلَ آلِيَّاتِ البَحْثِ عَنِ المَعْلُومَةِ، وَتَحَدِّي اللُّغَةِ العِبْرِيَّةِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى الضُّغُوطَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ وَالمَالِيَّةِ.

كَمَا تَطَرَّقَ الأُسْتَاذ نَسِيم بَدَارْنَة إِلَى ظَاهِرَةِ التَّسَرُّبِ مِنَ الجَامِعَاتِ وَنِسْبَتِهَا المُرْتَفِعَةِ فِي المُجْتَمَعِ العَرَبِيِّ، وَأَشَارَ إِلَى ظَاهِرَةِ تَغْيِيرِ التَّخَصُّصِ بَعْدَ السَّنَةِ الأُولَى أَوِ الثَّانِيَةِ مِنَ الدِّرَاسَةِ الجَامِعِيَّةِ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِعَدَمِ إِدْرَاكِ الطُّلَّابِ لِقَضِيَّةِ التَّوْجِيهِ الدِّرَاسِيِّ السَّلِيمِ قَبْلَ دُخُولِهِمْ إِلَى الجَامِعَةِ.
ثُمَّ عَرَضَ الأُسْتَاذ نَسِيم بَدَارْنَة حُلُولًا عَمَلِيَّةً وَآلِيَّاتٍ فَعَّالَةً لِمُوَاجَهَةِ هَذِهِ التَّحَدِّيَاتِ، وَدَاعِيًا الطُّلَّابَ إِلَى السَّعْيِ نَحْوَ التَّمَيُّزِ وَالتَّفَوُّقِ بَدَلًا مِنَ الاكْتِفَاءِ بِالرَّغْبَةِ فِي النَّجَاحِ فَقَطْ.
اخْتُتِمَ المُؤْتَمَرُ بِإِعْلَانِ عَرِيفِ المُؤْتَمَرِ الأُسْتَاذِ مُعَيْن السَّعْدِي، مُدِيرِ جَمْعِيَّةِ مَشَاعِلِ العِلْمِ، عَنْ فَتْحِ بَابِ التَّسْجِيلِ لِمِنْحَةِ لَجْنَةِ النُّورِ وَجَمْعِيَّةِ مَشَاعِلِ العِلْمِ المَحَلِّيَّةِ، فِي إِطَارِ دَعْمِ الطُّلَّابِ الأَكَادِيمِيِّينَ وَتَشْجِيعِهِمْ عَلَى الاسْتِمْرَارِ فِي مَسِيرَتِهِمِ التَّعْلِيمِيَّةِ.
لَقَدْ جَاءَ هَذَا المُؤْتَمَرُ لِيَجْمَعَ بَيْنَ التَّكْرِيمِ لِلإِنْجَازَاتِ الفَرِيدَةِ وَالتَّوْعِيَةِ بِالتَّحَدِّيَاتِ الأَكَادِيمِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ، كَمَا حَمَلَ رِسَالَةً قَوِيَّةً تُحَفِّزُ الطُّلَّابَ عَلَى الإِبْدَاعِ وَالتَّفَوُّقِ، لِيُسَاهِمُوا فِي بِنَاءِ جِيلٍ وَاعِدٍ قَادِرٍ عَلَى مُوَاجَهَةِ تَحَدِّيَاتِ الحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ.



