أخبار وتقاريرمحلياتومضات

د.عبد الرازق متاني متحدثا في ثلاث مؤتمرات دولية حول الآثار والتراث الفلسطيني

طه اغبارية

شارك الدكتور عبد الرازق متاني (قلنسوة)، مدير مركز عتيق للآثار والتراث والباحث في الاثار والعمارة الإسلامية في القدس وأرض فلسطين، مؤخرًا، في ثلاثة مؤتمرات دولية، تحدث خلالها عن قضايا اثرية منوعة تتعلق بالآثار والتراث الفلسطيني.

جامعة “غوتة” في ألمانيا

المشاركة الأولى، كانت في مؤتمر عقد في جامعة غوته في فرانكفورت- المانيا (7-9 تشرين الثاني) وحمل اسم “مؤتمر الآثار الإسلامية 2024″، وقد شارك د. متاني في تنظيمه أيضا بالتعاون مع طاقم باحثين دوليين مرموقين يعملون في بحث الآثار الإسلامية في سائر العالم الإسلامي؛ وحرص المنظمون على استقلالية المؤتمر وجعله منصة اكاديمية حرة تناقش القضايا الاثارية بصورة موضوعية دون فرض إملاءات سياسية كما يحدث في كثير من “المؤتمرات الاكاديمية”، وقد تم اختيار الأوراق بموجب عملية صارمة من مراجعة الأقران للملخصات، وتتميز الأوراق التي تمَّ قبولها بأعلى معاييرها الأكاديمية بعد أن تم إتاحة تقديم الأوراق لكل الفئات الاكاديمية بصورة مستقلة.

قدم الدكتور متاني ورقة تناولت موضوع تاريخ ووظائف المباني الدينية في الفترة الإسلامية الوسيطة (الايوبية والمملوكية) في فلسطين، والتي من خلالها تحدث عن تصحيح تاريخ العديد من هذه المباني التي يتم تأريخها بناء على أسس غير علمية أو لخدمة اجندة سياسية، وأيضا تحدث عن وظائف العديد من هذه المباني ومحاولات التشكيك في هوية البناء.

وتطرق د. متاني في مجمل حديثه الى الصعوبات العديدة التي تواجه بحث الآثار والتاريخ الفلسطيني، وعلى راسها التدمير الفعلي والممنهج للآثار والتراث الفلسطيني، بحيث بات التعامل مع ما أبقته البلدوزرات الإسرائيلية بعد عمليات التدمير الممنهج للآثار الفلسطينية، لا مع ما كان على أرض الواقع من آثار، وقد شدد متاني على أهمية الحفاظ على ما تبقى من هذا التراث.

يذكر أن كلمه د. متاني لاقت استحسانا كبيرا لدى العديد من الباحثين، ومنهم من شدد على ضرورة عقد مثل هذه الندوة على نطاق أوسع حتى يتم -بصورة أكاديمية وموضوعية- تبيان حقيقة ما يحدث للآثار الفلسطينية من تدمير.

مؤتمر الأثريين العرب

أمّا المشاركة الثانية للدكتور متاني (من خلال الزوم) كانت في المؤتمر السنوي السابع والعشرين للاتحاد العام للأثريين العرب الذي انعقد على مدار يومين (9-10 تشرين الثاني) بمقر المجلس العربي بمدينة الشيخ زايد في القاهرة. ناقش المؤتمر 80 ورقة بحثية في مجالات علوم الآثار والمتاحف والتاريخ والحضارة وأعمال الترميم والصيانة، والمخاطر التي تهدد الآثار. وقدّم الأوراق البحثية، علماء من مصر والسعودية والإمارات ولبنان وفلسطين
والعراق والجزائر وتونس والسودان.

تناولت الورقة التي قدمها د. متاني حال الآثار العربية في أرض فلسطين وما تلاقيه من تدمير وطمس وتشويه؛ وقد شملت عرض مفصل لسيرورة تدمير الآثار وخصوصا مشروع تسوية الأرض الذي قامت به إسرائيل عام 1965 وهو “المشروع” المنظم الذي تم من خلاله تدمير القرى المهجرة وما حوته من آثار ومعالم تاريخية. ومن ثم تطرق إلى حال الآثار والمعالم العربية التي تبقت بعد عمليات الهدم الممنهج، واستمرار الاعتداء والتدمير لهذه الآثار في زماننا الحاضر. كما وتم قبول الورقة البحثية للدكتور متاني للنشر في مجلة اتحاد الأثرين العرب في أعدادها المقبلة.

جامعة بيت لحم

المؤتمر الثالث الذي شارك فيه د. متاني، فقد عقد يومي الثلاثاء والأربعاء، الماضيين في جامعة بيت لحم وحمل عنوان “الآثار والتراث الثقافي الفلسطيني، نحو حفظ تراثنا من الاستحواذ والتدمير”. وقد شارك متاني في المؤتمر عن بعد وقدّم ورقة تناولت استمرار المؤسسة الإسرائيلية في تدمير التراث والآثار الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، مشيرا الى العمليات الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل من أجل طمس الآثار العربية، واستمرار هذه السياسات في تدمير ما تبقى من معالم قليلة ابقتها البلدوزرات بعد حملاتها المنظمة لتدمير آثار ما يزيد عن 350 بلدة فلسطينية مهجرة. وتناولت الورقة كذلك، حالة حفظ التراث والآثار في البلدات العربية وما تتعرض له من تمييز ومعوقات عمليات الحفظ.

إيصال صوت الحقيقة

وفي تعقيب د. متاني على مشاركته في هذه المؤتمرات الدولية، توجّه بالشكر إلى أصحاب الفضل الذين دعموه من خلال مسيرته الاكاديمية حتى أكرمه الله في التميز وهذا العطاء.

وأكد على ضرورة وأهمية المشاركة في مثل هذه المؤتمرات، وإيصال صوت الحقيقة بصورة اكاديمية علمية رصينة، داعيا إلى “تكثيف الجهود من اجل الحفاظ على تراثنا وآثارنا العظيمة في هذه البلاد”.

واشار د. متاني إلى حجم التفاعل الذي لقيه من خلال تقديم الأوراق في المؤتمرات المختلفة، وحجم التجاوب من العديد الأكاديميين وتفاعلهم مع الطرح الأكاديمي، وتأكيدهم على أهمية هذه المشاركة في مثل هذه المحافل من أجل إيصال صوت الحقيقة، وما تتعرض له الآثار الفلسطينية من اعتداءات وطمس وتغييب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى