أخبار رئيسيةأخبار وتقاريرالضفة وغزةومضات

أرواح في خطر تحاصرها آلة الحرب الإسرائيلية بغزة

يقف الأب الفلسطيني شادي العديلي (45 عاما) عاجزًا عن توفير العلاج لطفلته غادة التي أصيبت بطلقات نارية من دبابة إسرائيلية أثناء نومها في إحدى الخيام البدائية التي أقاموها بعد نزوحهم من منزلهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وعلى سرير بمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، تعاني الطفلة غادة وتفتقد إلى العلاج الضروري نتيجة لنقص الموارد الطبية وتداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي مستمرة في مفاقمة الأوضاع، وتجدد الهجمات يزيد من صعوبة الحصول على العلاج الملائم للمصابين والجرحى.

صعوبة توفير العلاجات

ويواجه الأب الفلسطيني صعوبة في توفير المسكنات والأدوية البسيطة التي قد تخفف من آلام طفلته، إذ إن الإصابة التي تعرضت لها بحاجة ماسة لعلاج جراحي لاستعادة صحتها.

وصف الأب إصابة طفلته بأنها “خطيرة”، ويشير إلى أن عدم تقديم العلاج اللازم وعدم إجراء العملية الجراحية قد يزيد من تفاقم حالتها الصحية.

ويخشى الفلسطيني تفاقم وضع طفلته الصحي، ويطالب بنقلها خارج القطاع لتلقي العلاج الضروري، على غرار أخيها الذي تم نقله لتلقي العلاج في مصر بعد أن أصيب بنفس الحادثة.

استهداف الخيمة

يقول العديلي: “أقمت خيمة في المناطق الغربية لمدينة خان يونس في جنوب القطاع غزة، بعد نزوحي من المناطق الشرقية أنا وعائلتي المكونة من 7 أفراد”.

ويضيف: “خلال الليل اقتحمت القوات الإسرائيلية المناطق الغربية لخان يونس بشكل مفاجئ مع إطلاق نار بشكل كثيف من قبل الدبابات مما أصاب أطفالي”.

ويضيف: “حاولنا الهروب لكن كان إطلاق النار مباشرًا، استشهد ابني الأكبر غسان وأصيب أمير 5 سنوات بجراح بليغة تم نقله لمصر للعلاج، فيما غادة أصيبت بطلقتين كبيرتين ما أدى إلى تهشم العظام والظهر”.

ويشير إلى أن الوضع في مستشفيات القطاع سيئ للغاية حيث لا توجد إمكانيات ولا علاج والأمور تزداد سوءا يوما بعد أخر.

مأساة وآمال

ويأمل الأب الفلسطيني أن يتم نقل طفلته غادة إلى مصر لتلقي العلاج، كما نقل شقيقها أمير الذي تصاحبه والدته.

تلك الحالة ليست الوحيدة، فهناك الآلاف من المصابين في المستشفيات يعانون من نقص العلاج ويحتاجون إلى عمليات طبية عاجلة ومستلزمات طبية.

ولا يختلف حال حجاج 42 عامًا عن حالة غادة، فهو يحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية والعلاجات الضرورية لتفادي تفاقم إصابته جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليه.

ويفتقر حجاج، وهو أب لـ5 أطفال، إلى الأموال الضرورية لأسرته، التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة نتيجة الحصار والحرب.

وقال: “أُصبت قبل شهرين وأعاني من تهتك في العظام وقصر في قدمي، وأحتاج للعلاج والعمليات الجراحية لكي أستطيع المشي مجددًا على قدمي”.

ويضيف: “لدي 5 أطفال يحتاجون إلى الكثير من المستلزمات الضرورية، وإصابتي تسببت في قصر في قدمي”.

تحديات الرعاية الصحية

بدوره، قال محمد شاهين، طبيب جراحة العظام في مستشفى شهداء الأقصى: “الحالات المصابة التي تصل إلى مستشفيات قطاع غزة دائماً ما تكون بليغة، مع وجود تمزقات في الأنسجة والعظام”.

وأضاف: “تواجهنا صعوبة بالغة في التعامل مع هذه الحالات بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة، وتحديداً نقص الموارد والكوادر البشرية، مما يؤثر سلباً على جودة الخدمات الطبية”.

وأشار إلى أن “الجروح الجسيمة قد تتسبب في مضاعفات شديدة في المستقبل، مما يستلزم في بعض الحالات إجراء عمليات بتر للأطراف، وهذه المضاعفات تعتبر منتشرة في المستشفيات بغزة”.

وأكد أن “الوضع الصحي في قطاع غزة يعتبر صعباً للغاية، بسبب نقص الإمكانيات الطبية والصحية بشكل كبير، ونقص الكوادر البشرية في هذه الظروف الصعبة”.

وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، “هناك 11 ألف جريح في حالة خطيرة وبحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع”، جراء الحرب على غزة.

وفي انتهاك للقوانين الدولية، تقيد إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة، ولاسيما برًّا؛ مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وبمجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني بأوضاع كارثية.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى