أخبار عاجلةأخبار وتقاريرعرب ودولي

100 يوم على مواجهات حزب الله وتل أبيب.. نذر اتساع الحرب

مئة يوم على اندلاع المواجهات بين “حزب الله” والمؤسسة الإسرائيلية التي بدأت منذ 8 من أكتوبر /تشرين الأول الماضي، على الحدود الجنوبية للبنان، والبالغ طولها حوالي 120 كلم، من مرتفعات الجولان السوري شرقا، إلى بلدة الناقورة غربا.

وارتفعت حدة التهديد بالمزيد من التصعيد، في أعقاب القصف الصاروخي الشديد ووصوله إلى عشرات الكيلومترات في عمق البلدين، حتى وصل إلى معقل “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية .

ووصلت المواجهات، ذروتها منذ أن اغتالت إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” و6 من كوادرها، في غارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، كما اغتالت القيادي الميداني البارز في “حزب الله” وسام طويل، عبر غارة استهدفت سيارته جنوب لبنان في 9 من الشهر الجاري.

أقرب إلى حرب واسعة
وفي أعقاب اغتيال العاروري ورفاقه في بيروت، تزايدت المخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية بغزة إلى لبنان والمنطقة، لا سيما أن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، كان قد قال مرارا إن “أي اغتيال على أرض لبنان، سيكون له رد فعل قوي، ولا يمكن تحمله والسكوت عنه”.

وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، قال نصر الله، إن جماعته تراعي “حتى اللحظة المصالح اللبنانية، لكن إذا شنت إسرائيل الحرب على لبنان فسيكون ردنا بلا سقوف”.

والاثنين، كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إنه “منذ 7 أكتوبر ونحن نكرر أننا طلاب استقرار دائم، وندعو إلى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من تدمير وحرب على لبنان”.

وأضاف: “نحن نعمل على حل دبلوماسي، ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة”.

وأكد أن “التهديدات التي تصلنا مفادها أنه يجب انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدد نحن على أن هذا الأمر جزء من البحث الذي يجب أن يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية”.

في حين دعا مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، والذي يتولى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل الخميس الماضي، من بيروت إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان، والعمل على حل وسط مؤقت مع إسرائيل تجنبا للأسوأ”.

وكان هوكستين التقى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال إن هناك “نافذة زمنية قصيرة، للوصول إلى تفاهمات دبلوماسية مع لبنان”، وشدد على أن “تل أبيب تعمل على تغيير الواقع الأمني على طول الحدود اللبنانية”.

إحصائيات رسمية من “حزب الله”
ووفق خطاب نصرالله في 5 يناير الجاري، فإن “حزب الله” نفذ ما يزيد على 670 عملية خلال ثلاثة أشهر، وفي بعض الأيام بلغ عدد العمليات 23، فيما يبقى المعدل الوسطي من 6 الى 7 عمليات عسكرية يومياً”، (منذ 8 أكتوبر الماضي حتى 5 يناير الجاري).

ولفت إلى أن “المواقع (الإسرائيلية) الحدودية التي تم استهدافها لعدة مرات، 48 موقعا حدوديا، على طول الحدود الجنوبية من الناقورة (جنوب غرب) إلى آخر مزارع شبعا (جنوب شرق) .

وأوضح أن “عدد الاستهدافات من قبل الحزب للمواقع 494 استهدافا، فيما بلغ عدد النقاط الحدودية التي لجأ اليها الجنود الاسرائيليون 50 نقطة حدودية استهدفت أكثر من مرة، إضافة الى المواجهات التي خاضها سلاح الدفاع الجوي مع سلاح العدو (الإسرائيلي)، إلى جانب استهداف 17 مستوطنة”.

ووفق نصرالله، إن الحزب “حصل على تقارير إسرائيلية تقول إن 2000 جريح دخلوا إلى 8 مستشفيات في الشمال”.

كما وصل عدد قتلى “حزب الله” بسبب المواجهات المستمرة مع الجيش الإسرائيلي إلى 161 منذ 8 أكتوبر الماضي، حتى الأحد، وفق بيانات متلاحقة للحزب.

2000 غارة إسرائيلية على لبنان
وأدّت هذه المواجهات المسلحة التي تقترب يوما بعد يوم من حرب أوسع، إلى تضرر قرى أصبحت خاوية في الجنوب اللبناني، وطرقات باتت مهجورة من المارة والسيارات، إضافة إلى عشرات القتلى والمصابين والمنازل المدمرة.

ومنذ 8 أكتوبر الماضي، قُتل جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، 29 مدنيا لبنانيا، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، إضافة إلى 159عنصرا وقياديا في “حزب الله” وجندي في الجيش اللبناني، وفق إعلام لبناني.

وعلى الجانب الآخر، تسببت هجمات “حزب الله” في مقتل 5 مدنيين إسرائيليين، و9 جنود، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي والسلطات في تل أبيب.

نزوح 82 ألفا من القرى الحدودية
ومع تصاعد حدة الاشتباكات في جنوب لبنان مؤخرا، اضطر حوالي 82 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في مناطق التوتر في جنوب لبنان، فيما سجلت زيادة في أعداد النازحين بنسبة 8 بالمئة في الفترة ما بين 2 و9 يناير الجاري، واللجوء إلى أماكن أكثر أمنا، حسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وتفيد المنظمة في تقريرها الذي نشر الخميس الماضي، بأن نحو 80 بالمئة من النازحين يقيمون عند عائلات مضيفة، و17 بالمئة استأجروا منازل، وانتقل 1 بالمئة منهم إلى مساكنهم الثانوية، بينما يعيش نحو 2 بالمئة منهم (1100 نازح)، في 14 مأوى جماعيا.

في حين لفتت وزارة الخارجية اللبنانية في نص شكوى قدمتها ضد إسرائيل، الأربعاء الماضي، إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة أدت إلى تهجير ما يزيد عن 75 ألف مواطن لبناني من منازلهم في البلدات الجنوبية.

إسرائيل تحرق 50 ألف شجرة زيتون
وأشارت الخارجية إلى أن “القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف فوسفورية محرمة دوليا، مستهدفة عدة مناطق في خراج بلدات عيترون وميس الجبل وبليدا، ما أدى إلى اندلاع حرائق في الأحراج، وإتلاف 50 ألف شجرة زيتون”.

وذكرت أن الاعتداءات الإسرائيلية على مراكز الجيش اللبناني، قد وصلت إلى 34 اعتداء، حيث قتل جندي وجرح 3، منذ اندلاع الأحداث في 7 تشرين الأول 2023 .

وأعلن لبنان أن إسرائيل ما زالت تحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتنفذ أعمالا هندسية فيهما، كما تتقاعس إسرائيل عن تعيين الحدود في النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان وعددها 13، مما يعرقل جهود التوصل الى حل طويل الأجل، وفق الخارجية اللبنانية.

وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات “يونيفيل” الأممية.

ومنذ عام 2006 حتى مطلع أكتوبر 2023، شهدت الحدود الجنوبية استقرارا كبيرا رغم خروقات محدودة، حيث لم يظهر “حزب الله” وجودا عسكرياً علنيّاً وسط الحديث عن وجود أنفاق ومخابئ له.

لكن منذ أن دخل “حزب الله” على خط حرب غزة عبر قصف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان ورد تل أبيب بعنف على بلدات جنوبية، تزايدت المخاوف باحتمالات نشوب “حرب شاملة” بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى