أخبار رئيسيةعرب ودولي

سياسي يهودي جنوب إفريقي: الفصل العنصري الإسرائيلي أكثر ظلما

قال السياسي اليهودي الجنوب إفريقي أندرو فاينستاين، إن نظام الأبارتايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي “أكثر ظلما بكثير” من الذي كان سائدا في بلاده، وذلك على خلفية “الإبادة” التي تنفذها تل أبيب بحق عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.

فاينستاين كان نائبا برلمانيا عن حزب نيلسون مانديلا، حيث دخل البرلمان نائبا عن المؤتمر الوطني الإفريقي في أول انتخابات ديمقراطية أجرتها جنوب إفريقيا عام 1994 بعد انتهاء نظام الأبارتايد.

البرلماني السابق أدلى بتصريحاته خلال مشاركته في مظاهرة بالعاصمة البريطانية لندن تدعو لوقف إطلاق النار في غزة، حيث أوضح أن والدته يهودية نمساوية عاشت الهولوكوست (المحرقة) في عهد ألمانيا النازية.

ولفت إلى إن الطلب الذي قدمته جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل على خلفية “جرائمها” ضد الفلسطينيين في قطاع غزة “خطوة ذات أهمية رمزية”.

وكانت جنوب إفريقيا رفعت مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، دعوى قضائية أمام “محكمة العدل الدولية” الأداة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة.

وأضاف السياسي أن “جنوب إفريقيا تعرف ما هو الفصل العنصري، عشنا هذا النظام في بلادنا لمدة 350 عاما”.

وأردف: “لقد وصف رئيسي السابق نيلسون مانديلا، وصديقي وزعيمي السياسي رئيس الأساقفة ديزموند توتو، إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري”.

وتابع: “كلاهما يعرف ما هو الفصل العنصري أفضل من أي شخص أعرفه”.

وأفاد أن إسرائيل تعاونت بشكل وثيق مع نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا، وأنهما تعاونا ليصبحا قوة نووية ولتطوير أسلحة نووية.

وأضاف: “عندما فاز رئيس الأساقفة توتو بجائزة نوبل للسلام، سُئل عن سبب انتقاده لإسرائيل، فقال أنا أنتقد من تعاون مع من اضطهدني، ومن ساعد الظالم على الظلم لسنوات”.

“الفصل العنصري الإسرائيلي أكثر ظلما بكثير”
وذكر فاينستاين أن الشكوى التي قدمتها بلاده إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل توضح ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وقال: “كما ورد بوضوح في الطلب الذي أعدته جنوب إفريقيا بعناية فائقة، فإن هذه إبادة جماعية سواء من حيث العمليات الإسرائيلية في غزة أو النية التي أعرب عنها السياسيون الإسرائيليون لإخراج الفلسطينيين من غزة والاستيلاء عليها بالكامل”.

ولفت إلى أن جنوب إفريقيا وزعت السكان السود في مستوطنات صغيرة تسمى “بانتوستان” أيام الفصل العنصري، وهي ممارسة مماثلة لبناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية غير القانونية.

وشدّد على أن إسرائيل تحاول جعل حل الدولتين مستحيلا من خلال إقامة هذه المستوطنات بين المدن الفلسطينية.

وقال: “الأمر الأهم، أن جنوب إفريقيا وإسرائيل استخدمتا القوة العسكرية الوحشية ومارستا الظلم بحق السكان، واعتبرتا أنهم أقل شأنا”.

وأضاف: “نتيجة لكل هذه التشابهات، فإن إسرائيل بموجب نظام روما الأساسي هي نظام فصل عنصري”، مؤكدا أن “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أكثر ظلما من النظام الذي كان في جنوب إفريقيا”.

وأوضح قائلا: “كانت جنوب إفريقيا تعتمد على السكان السود من ناحية القوة العاملة والاقتصاد، لكن إسرائيل لا تعتمد على السكان الفلسطينيين في اقتصادها”.

وتابع: “ولهذا السبب قتلت إسرائيل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، إنهم لا يريدونهم ولا يحتاجون إليهم”.

ومضى قائلا: “هذا يجعل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أكثر ظلما بكثير مما عشناه في جنوب إفريقيا”.

ستارمر أدار ظهره للمدنيين الأبرياء
وانتقد فاينستاين، الذي يعيش في بريطانيا ويمارس السياسة في حزب العمال المعارض، زعيم الحزب كير ستارمر، الذي يدعم إسرائيل والذي لم يدع لوقف إطلاق النار في غزة.

وشدد فاينستاين على أن ستارمر لا يدعم وقف إطلاق النار في غزة على الرغم من ادعائه أنه “محامي حقوق الإنسان”.

وأضاف في المظاهرة التي جرت أمام مكتب ستارمر: “نقول له إنه لا يمثلنا، ونرفض التصويت له في الانتخابات المقبلة لأنه أدار ظهره للمدنيين الأبرياء الذين يتعرضون لآلام مروعة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 قتيلا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وتسعى إسرائيل من خلال التدمير والاستهداف المتعمد للفلسطينيين إلى فرض التهجير القسري لفلسطينيي غزة كأمر واقع، إذ تصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات من قبل مسؤولين إسرائيليين إلى تهجيرهم من القطاع.

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، من بين دول عديدة انتقدت في الأيام الأخيرة، دعوات التهجير ودعت إلى وقفها.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى