أخبار رئيسيةالقدس والأقصىتقارير ومقابلات

اعتقال إداري تعسفي يفسد فرح العريس المقدسي محمد البكري

انقلبت حالة الشاب المقدسي، محمد البكري، من فرح إلى حزن بعد أن حولته محكمة الاحتلال الإسرائيلي، إلى الاعتقال الإداري أربعة أشهر، في يوم زفافه الذي كان مقررًا أمس الخميس.

في ليلة العمر المنتظرة، بدلًا من أن يحتفل مع عروسه، وجد الشاب “البكري” نفسه بين جدران سجون الاحتلال يعاني ظلم السجان الذي اعتقله وزج به في الأسر دون أي مسوّغ.

واختفت أصوات الزغاريد وأغاني الفرح من منزل العائلة بعد أن داهمته قوات الاحتلال صباح يوم 28 سبتمبر/ أيلول الماضي، في بلدة بيت حنينا، قبل أن تقتاد “محمد” إلى التحقيق.

ويقول عزمي البكري، والد محمد: منذ أن داهمت قوات الاحتلال المنزل، ظلت العائلة تطرق الأبواب بحثًا عن حل، لكن دون جدوى.

ومحمد كان لاعب باركور بارعًا، أمضى سبع سنوات في الأسر قبل إطلاق سراحه في عام 2021.

وخلال فترة سجنه، استغل محمد الفرصة لحفظ القرآن الكريم، والسند المتصل عن النبي، وحصل على معدل جيد في امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” عام 2020، كما أخبر والده صحيفة “فلسطين”.

وقال الوالد إن سلطات الاحتلال تعمدت تقديم محمد للمحكمة يوم زفافه وتحويله إلى الاعتقال الإداري أربعة أشهر، ونغصت فرحتنا كما تفعل مع أبناء الشعب الفلسطيني.

وأوضح والد العريس أن كل الاستعدادات للزواج اكتملت، وكانوا ينتظرون موعد إقامته، لكن عندما داهمت قوات الاحتلال المنزل واعتقلت محمد خشينا أن يتم تمديد اعتقاله وهو ما حدث بالفعل.

وتابع أن ضابط القوة أخبرهم أن نجله البكر سيعود بعد انتهاء التحقيقات التي لن تستمر أكثر من ثلاث ساعات، لافتًا إلى أن ابنه كان وقتها يتجهز لجلسة تصوير مع عروسه.

وتساءل الأب بغضب: “ما الذنب الذي ارتكبه ابني ليُعتقل ويحرم من زفافه؟! لماذا نعاقب بسياسات الاحتلال العنصرية؟!”.

وأضاف أيضا: “أين الدول والمؤسسات الحقوقية التي تتغنى بحقوق الإنسان من سياسات الاحتلال الذي يواصل العمل بالاعتقال الإداري المخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية؟”.

وأشار إلى أن فرحتهم كانت كبيرة بعد أن التم شمل العائلة بتحرر نجله أحمد من الأسر في 9 أغسطس الماضي، بعد أن أمضى مدة حكمه البالغة 8 سنوات، “فقررنا وقتها البدء بالتحضير لزفاف محمد الذي أمضى 7 سنوات في الأسر وأفرج عنه عام 2021م.

ونوه إلى أن قوات الاحتلال تستدعي أولاده قبل بداية ما تسمى “الأعياد اليهودية” وتسلمهم قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، أو تحتجزهم ساعات ثم تفرج عنهم، لكن ما مارسته بحق محمد هذه المرة كان متعمدًا “هدفه تعطيل فرحتنا ومنعنا من إكمال حفل الزفاف”.

توقف الأب عن الحديث لثوانٍ قبل أن يتساءل: “ماذا أفعل الآن بعد أن أصبحت بدلة الفرح جاهزة، وحجزنا مكان الزفاف ووزعنا الدعوات؟!”.

و”الاعتقال الإداري” قرار حبس دون محاكمة، تقرّه مخابرات الاحتلال بالتنسيق مع القائد العسكري في الضفة الغربية المحتلة، لمدة بين شهر و6 أشهر، ويقر بناءً على “معلومات سرية أمنية” بحق المعتقل، ويمكن أن يُجدَّد أكثر من مرة، وفق مؤسسات حقوقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى