أخبار رئيسيةشؤون إسرائيلية

في ظل الانقسام الإسرائيلي حول “التعديلات القانونية”: تحذيرات من “الفوضى” وتضرر الجيش

تتواصل في المؤسسة الإسرائيلية، الاجتماعات المكثفة بين أوساط أمنية وسياسية من الائتلاف والمعارضة، بهدف التوصل إلى تسوية حول “التعديلات القانونية” التي يريد الائتلاف الحكومي تمريرها في جهاز القضاء، وإنهاء الخلافات التي تسببت في انقسامات عميقة في المجتمع الإسرائيلي واتسعت لتشمل الجيش وسط تحذيرات من “فوضى داخلية”.

وعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، مساء أمس الأحد، اجتماعا مع رئيس حزب “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، الذي حذّر في أعقاب الاجتماع من “تداعيات” التشريعات القضائية على الجيش، مشيرا إلى “وضع أمني مقلق للغاية”؛ كما أجرى هليفي مباحثات مع عضو الكنيست ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، غادي آيزنكوت.

رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، عقد هو الآخر اجتماعا مع زعيم المعارضة، يائير لبيد.

ويعتزم قادة الجيش الإسرائيلي، الاجتماع بأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، في محاولة لإقناعهم بضرورة التوصل إلى تسوية مع المعارضة، والموافقة على تخفيف التشريع الرامي لإلغاء حجة عدم المعقولية، عبر إطلاعهم على صورة “الوضع الأمني وجهوزية الجيش الإسرائيلي”.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن قائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”)، أهارون حاليفا، سمثلان الجيش في الاجتماعات التي ستعقد مع وزراء الكابينيت، وسيحاولان شرح صورة الوضع الحقيقي داخل الجيش في ظل الانقسامات حول التعديلات القضائية.

ووفقا للتقارير، فإن بسيوك وحاليفا سيطلعان الوزراء على العدد الحقيقي المسجل لدى الجيش للضباط والعناصر في قوات الاحتياط الذين باتوا يرفضون الامتثال لأوامر الاستدعاء العسكرية، والتهديدات التي تتمثل باتساع رقعة رفض الخدمة العسكرية.

وأفادت إذاعة الجيش بأن المسؤولين العسكريين سينقلان كذلك صورة الوضع في الجيش إذا ما نفذ المئات من الضباط والعناصر تهديداتهم بالتوقف عن التطوع في خدمة الاحتياط أو رفض الامتثال لأوامر الاستدعاء بعد تمرير التشريعات القضائية، علما بأن الكتلة الأكبر لرافضي مخطط الحكومة هددوا بالتوقف عن الخدمة إذا مضى الائتلاف قدما بالتشريعات.

كما سيطلع حاليفا وبسيوك وزراء الكابينيت على “الوضع الأمني في مختلف القطاعات وخاصة في الجبهة الشمالية، في إشارة إلى لبنان وسورية، وكيف يرى إعداء إسرائيل الأزمة الداخلية وما هي الأخطار التي تشكلها في هذا الجانب” على الردع الإسرائيلي الآخذ بالتآكل.

وتعكس الصورة التي نقلها رئيس الشاباك، بار، خلال اجتماعه الليلة الماضية مع لبيد، “ضعفا” في الأمن الإسرائيلي، وسط مخاوف متصاعدة من “العنف والفوضى داخل المجتمع الإسرائيلي”، وسط تشديد على ضرورة التوصل إلى “تفاهمات واسعة لمنع الفوضى”، بحسب ما أوردت القناة 12.

وفي بيان أعقب اجتماعه مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمس، قال غانتس إن “الوضع الأمني مقلق للغاية ويتطلب اهتماما وقرارات أمنية إستراتيجية في مجموعة متنوعة من ساحات العمل”، مشددا على أنه يتوجب على نتناهو أن يدعو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) للاجتماع “لفهم تداعيات التشريع على الجيش قبل تمريره”.

وأضاف غانتس أن “الأمر ذاته ينطبق على الحاجة إلى عقد اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والأمن (في الكنيست)”، وقال إن محادثته مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “أكدت له أكثر من أي وقت مضى على ضرورة تجنب التحركات أحادية الجانب”، وتابع “لقد اقترحت طريقة مسؤولة للخروج من الأزمة”، فيما دعا إلى الامتناع عن رفض الخدمة العسكرية احتجاجا على التعديلات القضائية.

من جانبه، قال لبيد عقب اجتماعه برئيس الشاباك إنه “تلقى تحديثات حول الوضع والتهديدات الأمنية في مختلف الساحات”، وتابع في تغريدة على “تويتر”، “ناقشنا التهديدات من الداخل والخارج وأعربت عن قلقي بشأن التماسك والمناعة القومية. لدينا مسؤولية مشتركة للحفاظ على أمن البلاد ووحدة الشعب”.

ويأتي ذلك قبيل تصويت الهيئة العام للكنيست على تعديل قانون لإلغاء ذريعة عدم المعقولية ضمن مخطط الحكومة لإضعاف جهاز القضاء، في قراءتين ثانية وثالثة؛ وتعتزم المعارضة مقاطعة جلسة التصويت فيما تتواصل المساعي التي يقودها الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى