أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزةومضات

احتجاز جثامين الشهداء.. جريمة حرب إسرائيلية لا تُحرك السلطة

لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثامين مئات الشهداء في “مقابر الأرقام” والثلاجات، دون أي تحرك رسمي من قيادة السلطة في رام الله، التي تتعاون أمنيا مع تل أبيب.

ووفقا للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فإن سلطات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها جثامين 117 فلسطينيا، منذ عام 2015، إضافة إلى 256 جثمانا في “مقابر الأرقام”.

وعبّر أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم عن استهجانهم، لنهج السلطة التي تتجاهل معاناتهم المستمرة منذ عدة سنوات، من جرّاء تواصل احتجاز جثامين أبنائهم.

عذابات وويلات

أم عاصف البرغوثي، والدة الشهيد المحتجز جثمانه صالح البرغوثي، انتقدت التي لم تحرك ساكناً تجاه استرداد جثامين الشهداء الفلسطينيين.

وقالت البرغوثي في تصريحات صحفية، إن “السلطة تعمل على حماية أمن الاحتلال، وهي لا تعرف أصلاً أعداد الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال”.

وأضافت: “السلطة بذلت جهوداً كبيرةً أكثر من الاحتلال نفسه، في سبيل الإفراج عن جثة إسرائيلي قبل أيام، في المقابل أمهات الشهداء، يتجرعون العذابات والويلات يوماً بعد آخر، بسبب طول فترة الاحتجاز دون تحرك رسمي فاعل”.

ووصفت دور السلطة بـ”السلبي جداً” تجاه قضية المحتجزة جثامينهم، “ليس هناك أي أمل في السلطة أن تُفرج عن جثمان شهيد أو أسير”.

وتابعت: “قلوب أمهات الشهداء تحترق على أبنائهم الذين يحتجز الاحتلال جثامينهم بلا أي تُهمة، فشهداؤنا ليسوا أرقاماً”، مشيرةً إلى أنها لا تعلم أي معلومات عن نجلها الشهيد “صالح” منذ احتجازه.

وشدَّدت على أن الاحتلال يريد من خلال الاستمرار بهذه السياسة “التلذذ في معاناة الفلسطينيين وأهالي الشهداء”، مؤكدةً أن المقاومة هي الأمل الوحيد في استعادة الجثامين والأسرى من السجون.

ولا يختلف الحال كثيرًا لدى أزهار أبو سرور والدة الشهيد المحتجز جثمانه “عبد الحميد سرور”، التي نفت وجود أي متابعة رسمية لهذه القضية من قيادة السلطة في رام الله، لافتةً إلى أن الأخيرة تكتفي بإصدار البيانات وبعض الكلمات عن الجثامين “دون تحرك فعلي”.

وأوضحت أبو سرور في تصريحات صحفية، أن الأهالي عقدوا لقاءات عدة مع وزارة العدل في حكومة اشتية، من أجل إيجاد حلول لهذه القضية، والاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة الملف “ولم يتم حتى اللحظة”.

وبيّنت أن دور السلطة لا يرتقي لحجم التضحيات التي قدمها الشهداء في هذا الملف الإنساني بالدرجة الأولى، داعيةً إلى التحرك بشكل حثيث إلى جانب الأهالي من أجل معرفة مصير أبنائهم وصولاً للإفراج عنهم.

الكيل بمكيالين

من ناحيته، شدد منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء حسين شجاعية، على ضرورة أن تكون جهود السلطة والضغط الكبير في اتجاه الإفراج عن مئات جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال منذ عدة سنوات.

وأكد أن الدور الذي تبذله قيادة السلطة والجهات الشعبية والمؤسساتية لا يرتقي لحجم هذه القضية الكبيرة جداً والتي تزداد يوماً بعد آخر، مشدداً على ضرورة “أن يكون هناك ضغط وتحرك أكثر من كل المستويات الفلسطينية”.

وبحسب شجاعية، فإن الاحتلال مستمر في هذه السياسة القديمة الجديدة في احتجاز الشهداء وانتهاك كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تُحرّم احتجاز الجثامين.

ولفت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في احتجاز الجثامين، وعدّ استمرار هذه السياسة تندرج في سياق “العقاب الجماعي لعائلات الشهداء والشعب الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى