أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزةومضات

التيك توك.. كيف حوّله الفلسطينيون هاجسا لإسرائيل؟

يركّز المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي خلال العامين الأخيرين على نشاط الشبان الفلسطينيين على تطبيق “تيك توك” بشكلٍ لافت مقارنة ببقية مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

ورغم أن السلطات الإسرائيلية أبرمت عدة اتفاقيات مع مختلف هذه المواقع كـ : “فيسبوك وانستغرام وواتساب وحتى تيك توك”، من أجل ملاحقة المحتوى الفلسطيني الذي يوسمه بـ “الإرهابي” أو “المحرض”، إلا أنه ما يزال يمنح التطبيق الأخير أولوية خاصة في الملاحقة.

ومنذ هبة القدس وما صاحبها من معركة “سيف القدس” مرورًا بموجة العمليات المتصاعدة منذ نيسان/ أبريل 2022 الماضي وحتى اللحظة، عززت تل أبيب من استخدامه لمصطلح “جيل التيك توك” في إشارة للتطبيق واستخدامه من قبل النشطاء.

ولا يقتصر استخدام هذا المصطلح على المراسلين العسكريين للصحف والقنوات العبرية بل طال الأمر مسؤولين سياسيين وعسكريين من بينهم غانتس الذي هدد بشكل واضح بملاحقة الشبكات والحسابات التي تعمل على التحريض، حسب قوله.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد حيث وصل إلى إعلان السلطات الاسرائيلية نجاحها في إغلاق حساب مجموعة “عرين الأسود” عبر التطبيق إلا أن المجموعة نجحت في توجيه صدمة إعلامية بإعلانها عدم امتلاكها لأي حساب رسمي عبر التطبيق.

المؤسسة الاسرائيلية ترى في أن التطبيق أصبح يشكل خطرًا عليها على اعتبار أنه ينتشر في صفوف فئة عمرية هي من تقوم بتنفيذ العمليات حاليًا في الضفة والقدس المحتلتين وتعمل على بث خطاب إعلامي شعبي يرفع من حدة الأحداث ووتيرتها.

وترتكز منظومة الدعاية الإسرائيلية سواء الأمنية منها أو الإعلامية على الإدعاء أن من أسباب اشتداد المواجهات هي مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للتهرب من الأسباب الرئيسية المتمثلة في الانتهاكات اليومية مثل الاغتيالات وعمليات الإعدام بدم بارد والتوسع الاستيطاني.

ويسعى الاحتلال من خلال هذه الدعاية إلى التحريض بشكل أكبر على الفعل الممانع عبر إدعاء أن ما يجري هو فعل يتم تحريكه باستخدام تقنيات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تطبيق “التيك توك” إلى جانب التطبيقات الأخرى.

ويرى الاحتلال أن القيود الموجودة عبر التطبيق أقل منها التطبيقات الأخرى وهو ما يجعل حسب روايتهم أن إمكانية مشاركة المواد “العنيفة” أو “المحرضة” أكبر، أما السبب الآخر فإن الفئة العمرية المتابعة للتطبيق فهي فئة الشباب التي لها استعداد نفسي لتنفيذ العمليات.

ولا يهتم الاحتلال لبعض التطبيقات أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بنفس القدر من الاهتمام الذي يوليه حاليًا لتيك توك، إذ أن نسبة الاهتمام بموقع مثل تويتر هي أقل على اعتبار أن الموقع ذو طابع نخبوي أكثر والفئة العمرية المتواجدة عليه هي أكبر وبالتالي فإن استعدادها لتنفيذ العمليات أقل نوعًا ما من فئة الشباب التي تتواجد بكثرة عبر التيك توك الذي يتواجد عليه الشباب.

وترى المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن هذا التطبيق خلق نماذج جديدة من المقاومين عند الشباب، وهو ما أسهم في خلق نماذج “الاقتداء” وأدى لصناعة نماذج نضالية جديدة بدل من صناعة شباب وهواة في مجالات فنية وأخرى.

ويعتقد الاحتلال أن هذه الحالة أدت إلى صناعة نماذج مثل إبراهيم النابلسي وجميل العموري بالإضافة إلى المطاردين الآخرين في نابلس وجنين، وهو ما يجعل الاحتلال يعتقد أن ما يجري خطير عبر خلق نماذج لها علاقة بالصراع معه.

وخلال هبة القدس عام 2021 انتشرت بين شبان القدس مقاطع الفيديو المصورة عبر التطبيق لهم وهم يقومون بالاستهزاء بالمستوطنين وتوجيه بعض الاهانات لهم، وهو ما أدى لانتشار الظاهرة في صفوف الشبان، واعتبره الاحتلال أن تطبيق التيك توك مساحة “الإذلال” نظرًا لتصرفات الشبان عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى